ترك مدينته الصناعية حلب وجاء يستثمر أمواله في محافظة القنيطرة البكر، من خلال تجارته في بيع الألبسة الولادية والنسائية والأحذية.
استأجر منزلا في بلدة سعسع ولم يستأجر أو يفتتح محلا، بل خطرت في باله فكرة شراء سيارة زراعية من نوع الهونداي، يجول فيها على قرى وبلدات القنيطرة يبيع الألبسة والأحذية للأهالي.
السيد ابو حسين من مدينة حلب قرية عقربه يقول: نظرا لطبيعة قريتنا الصحراوية نصحني احد الأصدقاء الذين قدموا للاستثمار في محافظة القنيطرة بالعمل في المدينة نظرا لنمو النشاط الاقتصادي والتجاري الحديث في القنيطرة، وقد قررت حزم أمتعتي والقدوم الى المحافظة برفقة أخي عبد العزيز وأولاده.
ويصف السيد جاسم موسى الابراهيم تجارته من خلال التجول في السيارة بأنها جيدة وهي في تحسن مستمر يوما بعد يوم يساعدني في البيع أخي عبد العزيز، ومع اشراقة شمس الصباح ننطلق بالسيارة الى إحدى القرى أو البلدات في القنيطرة ضمن خطة عمل أسبوعية بحيث نبيع كل يوم في قرية معينة من الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل.
بداية ومثل أي مشروع جديد في بدايته هناك ما يعرف بفترة الإقلاع أو التأسيس والتي تتطلب فترة من التعرف على السوق والناس، والحمد لله أنها كانت فترة قصيرة إذ سرعان ما أصبح عندنا الكثير من الزبائن الذين ينتظرون قدومنا في اليوم المعتاد نظرا لرخص أسعارنا التي تتناسب مع الأوضاع الاجتماعية والشعبية في القرى الامر الذي ساعدنا على كسب الزبائن الذين هم في ازدياد مستمر يوما بعد يوم.
نشتري الألبسة من مدينة حلب بأسعار الجملة ونحن نبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة مع الحرص على النوعية الجيدة للألبسة بموديلات تناسب معظم الأذواق والأعمار، معظم عمليات البيع تكون بالكاش ولكن نضطر في بعض الأوقات للبيع بالدين ولكن لفترة قصيرة بحيث يصادف مناسبة اجتماعية كالأعياد أو مناسبات أخرى يضطر الأهالي الى الاستدانة منا الى آخر الشهر ونحن بحكم المعرفة التي تولدت بيننا وبين الأهالي نتيجة المعاملة اليومية نقبل هذا الامر في سبيل زيادة إقبال الناس على شراء بضاعتنا.
"نتجول في معظم قرى وبلدات محافظة القنيطرة اضافة الى بعض قرى ريف دمشق"، يقول السيد عبد العزيز الشريك الآخر في المشروع، ويضيف: من هذه القرى بلدة سعسع– رسم الطحين– حرفا– الحلس– دير ماكر– مزرعة النفور– الحسينية– نبع الفوار– عين عيشة– الكوم الشرقي– الكوم الغربي- ماعص، اضافة الى بلدة خان أرنبة.
الشيء الجميل في عملية البيع هو إمكانية استيعاب محافظة القنيطرة للكثير من أنواع التجارة وعمليات البيع والشراء نظرا لكونها محافظة في بداية مرحلة الاعمار والاستقرار، وهذا العامل يلعب دورا هاما في عملية استقطاب التجار والصناعيين الكبار من اجل الاستثمار والعمل في القنيطرة وإقامة المشاريع التي تعود بالفائدة على الجميع، وأنا بدوري كواحد من التجار الذين قدموا للعمل هنا أدعو الجميع الى المجيء للقنيطرة وإقامة الشركات والمصانع خاصة أنها محافظة لا تزال بكراً وتتوافر فيها كافة عوامل الاستثمار من الأراضي الواسعة والأسواق اضافة الى تعاون المسؤولين في المحافظة مع كل شخص يرغب بالعمل في القنيطرة أو في إحدى بلداتها أو قراها، مضى على تجربتنا هذه أكثر من خمسة أعوام وبفضل تفاهمنا وعلاقتنا مع الزبائن لم نصادف مشكلة تستحق التوقف عندها ونأمل أن يستمر عملنا وتجارتنا لأنها مصدر رزقنا ومعيشتنا.
ابو محمد أب لأسرة مؤلفة من عشرة أولاد يقول: لم اعد اذهب الى المحلات أو الأسواق لشراء ألبسة لأولادي منذ أن تعرفت على ابو حسين لأن الأسعار في المحلات غالية بينما نشتري نفس القطعة من تاجر السيارة وبسعر ارخص، وبالفعل أصبحت أجد فرقا بين ما نشتريه من المحلات وما أقوم بشرائه من عند ابو حسين، وأنا زبون شبه دائم تقريبا وقد اضطر في بعض الأوقات الى الشراء بالدين خاصة أن لدي أسرة كبيرة لا أتمكن من تلبية جميع طلباتهم واحتياجاتهم لأن كل شيء أصبح غاليا.