جبل الشيخ ابو المياه وهو اكبر خزان للمياه في منطقة الشرق الأوسط نظرا لموقعه المميز وارتفاعه وقربه من البحر المتوسط. والزائر لمحافظة القنيطرة لا بد أن يلفت انتباهه تلك

الأنهار التي تنتشر بكثرة ناشرة على الأرض خضرة وحياة.

وفي جولة على بعض انهار منطقة نبع الفوار ذات الطبيعة الساحرة والخضرة الدائمة التي تزينها غابات الصنوبر والكينا في هذه المنطقة الطيبة من القنيطرة نرى لوحة فنية رائعة أبدعها الخالق، خاصة أن الثلج يغطي الأرض في هذه الأيام.

ولا يستغرب الزائر أن يشاهد أكثر من خمسة انهار ذات مياه عذبة صالحة للشرب وفي دائرة لا يتجاوز نصف قطرها 500 م وهذه الأنهار هي:

نهر الفوار الغربي- نبع الفوار الشرقي- عين خرمه السنة- الكوم الغربي- نهر دورين. وتتميز هذه النهار الخمسة بجريانها الدائم على مدار السنة، يستغل الأهالي مياهها في سقاية أشجار التفاح والزيتون وري مزروعاتهم الصيفية من الخضراوات وفي مقدمتها زراعة البندورة والخيار والملفوف. والشيء اللافت للانتباه أن هذه الأنهر تتجه جمعيها باتجاه الشرق ومن ثم تعود للتوجه باتجاه الجنوب الغربي باتجاه مدينة درعا بالقرب من قرية كفر شمس، وتتغذى جميعها من مياه وثلوج جبل الشيخ.

نهر الفوار الغربي: ينبع الى الغرب من قرية نبع الفوار وهو عبارة عن عدة عيون تتجمع لتشكل مجرى النهر الذي يلتقي بالقرب من بيت الآغا علي زلفو بنبع الفوار الشرقي.

نبع الفوار الشرقي: وهو أغزر هذه الأنهار وأطولها يروي قرية نبع الفوار ومقر الأمم المتحدة اضافة الى معسكر طلائع البعث، كما يستجر قسم كبير من مياهه الى مشتل نبع الفوار الحراجي لإنتاج الغراس الحراجية، ومشتل نبع الفوار لإنتاج غراس الأشجار المثمرة في قرية الحلس.

وقد قامت مديرية الزراعة بالقنيطرة بإقامة قنوات بيتونية لجر المياه لاستخدامها من قبل المزارعين في قرى الحلس والعتم والفوار وضمن نظام الدور أو ما يعرف بالعدان.

تنمو في مجرى النهر وعلى ضفافه مجموعة كبيرة من النباتات والأعشاب والحشائش مثل القرة- الحبق- الخبيزة- الهندباء- الدردار

التي يتناولها الإنسان مع طعامه والمعروفة بفوائدها الصحية والطبية،

كما تعيش في النهر الأسماك الصغيرة التي تشد اليها الصيادين.

نهر الكوم الغربي: تقوم بلدية الكوم بتعزيل مجرى النهر قبل بداية فصل الشتاء لمنع فيضان النهر وغمر الأراضي الزراعية المجاورة نظرا لارتفاع منسوب مياهه في مثل هذه الأوقات من السنه، كما قامت البلدية بإنشاء قنوات لجر المياه لري الأراضي الزراعية التي تتميز بتربتها البركانية السوداء ذات الخصوبة العالية وقد انتشرت فيها زراعة أشجار التفاح والزيتون والكرز اضافة الى المزروعات الصيفية ذات المردود المادي الجيد كالبندورة والخيار والملفوف.

عين خرمه: تعرف عين خرمه بمياهها الصافية كما يصفها السيد علي الشتيوي ابو إبراهيم صاحب معمل لصناعة أحجار البلوك الذي أقامه بالقرب من مجرى النهر للاستفادة من المياه قي العمل وسقاية أحجار البلوك. ويضيف ابو ابراهيم نعمل في القرية جميعا على الحفاظ على نظافة العين ومجرى النهر وبالتعاون والتنسيق مع بلدية الكوم، وتتميز العين بجريان مياهها طوال أيام السنة ولو أنها تخف قليلا في أواخر أيام الصيف.

اليوم وبفضل وفرة مياه الشرب واتساع الأراضي الزراعية الخصبة أصبح عدد سكان القرية يتجاوز 400 نسمة وهناك ما يزيد على 80 منزلا ومزرعة، بعد أن كنا بضع عائلات.

نهر دورين: الحاج ابو عبد الله محمد صبيح من كبار أهالي قرية دورين يتحدث عن النهر قائلا: النهر شريان الحياة في دورين وهو مصدر رزقنا وعيشنا، من مياهه نسقي أشجار التفاح والزيتون ومحاصيل القمح والكرسنة والبيقياء، وفي الصيف نسقي منه الخضراوات كالبندورة والفول والذرة البيضاء والصفراء ودوار الشمس وغيرها من المواسم الزراعية التي تزدهر وتنمو في منطقتنا.

يعيش في النهر مجموعة من الأسماك الصغيرة والعديد من النباتات والخضراوات مثل: الحبق– القره– الرشاد– الهندباء... حيث تقوم النساء في القرية بجنيها وبيعها في السوق أو من خلال البسطات المتوزعة على جانبي طريق دمشق- القنيطرة حيث تلقى إقبالاً كبيراً من المواطنين نظراً لنظافة المياه التي تعيش عليها.