كانت وجوههم بشوشة وأحلامهم كبيرة ورغباتهم قليلة، القناعة كنزهم ولم تمنعهم إعاقتهم من العيش برضا وسعادة، أعطونا دفعا نحو المستقبل، وعلموا الكثيرين أن الحياة جميلة عندما نراها نحن كذلك.

هؤلاء ذوو الاحتياجات الخاصة، رغبوا بالتحدث والتعبير عما يدور في خاطرهم، فكان لنا معهم الاستطلاع التالي في 24/12/2008.

أنا أم لثلاثة معوقين سمعيا، أصغرهم الطفلة "سماح" ذات السنوات التسع، والتي كانت تشارك أقرانها المعاقين الحفلات الغنائية والدبكة، وتمتلك مهارة ملحوظة، أملي في أن احصل على سماعات لأطفالي المعاقين، حتى يتمكن كل منهم العيش كأقرانه من الأطفال على اقل تقدير

السيدة "رقية أبو حويلي" (متزوجة تعاني من شلل في الأطراف السفلية) قالت: «افتقد إلى السير على الطريق ولو بكرسي المتحرك هذا، ولكن لا يوجد شوارع أو ممرات خاصة مجهزة بالمعوقين، أملي أن أسير في الشارع مثل غيري وهذا لن يتحقق إلا إذا تم تخصيص ممرات أو أماكن خاصة في الشارع للمعوقين، كما في بلاد أخرى، وليس فقط الشوارع، بل سيارات مجهزة ليستطيع المعوق الصعود دون حرج، إذ إنني اشعر بالخجل والإحراج من الذين يساعدونني على الصعود للمركبات، ولا اظهر بطاقة معوق لأنني لا أريد شفقة الآخرين، فالسيارات ترفض الانتظار لركوبنا، لم لا تخصص لنا سيارات وأرصفة لنستطيع التحرك والخروج وحدنا دون مساعد؟».

يحلمون بغدٍ جميل

وأضافت السيدة "ميادة افنيخر" من أهالي "القنيطرة" تسكن في التجمعات: «أنا أم لثلاثة معوقين سمعيا، أصغرهم الطفلة "سماح" ذات السنوات التسع، والتي كانت تشارك أقرانها المعاقين الحفلات الغنائية والدبكة، وتمتلك مهارة ملحوظة، أملي في أن احصل على سماعات لأطفالي المعاقين، حتى يتمكن كل منهم العيش كأقرانه من الأطفال على اقل تقدير».

أما العم "نعيم الصالح" من قرية "جبا" الذي استوقفنا ووجد فرصة للتحدث معنا وطرح همومه فقال: «نال ابني "لؤي" المركز الثاني على الكلية بمجموع 97% وهو معوق حركيا وذهنيا، ولم تمنعه إعاقته من التفوق في دروسه فهو يدرس الهندسة، وأنا اعمل موظفاً بسيطاً وبحاجة لمعونات مادية، فمصاريف لؤي 8 آلاف ليرة سورية شهريا ولدي 11 ولداً اطلب من الجمعيات الخيرية المزيد من الاهتمام، بأصحاب العائلات الفقيرة ومساعدتهم وخاصة المتميزين منهم».

أحلامهم وطموحاتهم كبيرة

ومن جهة أخرى وجه محافظ "القنيطرة" الدكتور "رياض حجاب" في الاجتماع الأخير للمجلس الفرعي للمعاقين، بتخصيص مقر لنادي المعوقين الأول في سورية، على ارض محافظة "القنيطرة" على أن تفتح فروع له في التجمعات مستقبلا، وتم إحداث فرع يتبع لمؤسسة دار التأهيل لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في "جديدة عرطوز" كما تم افتتاح صفين دراسيين في مؤسسة دار التأهيل لرعاية ذوي الإعاقات في تجمعات "حجيرة" و"الحجر الأسود" وقبول الإخوة المواطنين بالمجان.