يشكل ارتفاع أسعار المواد العلفية عبئاً ثقيلاً على أصحاب ومربي الماشية من قطعان الماعز والأغنام ورؤوس الأبقار، وقلة المخصصات العلفية الشهرية التي تعطى لأصحاب الثروة الحيوانية أو ما يعرف بالمقنن العلفي لا تكاد تكفي ولا تسد رمق رؤوس الماشية.

ويضيف السيد برجس الحمود احد مربي الأغنام في قرية حرفا: يضطر الفلاح لشراء احتياجات ماشيته من السوق السوداء بأسعار مرتفعة خاصة ان المنطقة تمر عليها ظروف جوية غير مستقرة وقد تأخر ظهور العشب هذا العام الامر الذي انعكس سلبا على غذاء الأغنام وغيرها.

هذه الهموم حملناها الى السيد محمود الدعاس مدير فرع أعلاف القنيطرة الذي قال: يتم توزيع المقنن العلفي الشتوي في القنيطرة وفق المخصصات المقدرة وهي كالتالي:

حصة رأس الغنم الواحد مخصص له 12 كغ نخالة +5كغ قمح + 3 كغ كسبة +2 كغ قشرة ليصبح المجموع 22 كغ من مادة الأعلاف الشهرية.

والأبقار مخصص لها 50 كغ جاهز حلوب و20 كغ قمح.

وقد قمنا هذا العام بمنح مخصصات إضافية من الأعلاف لقطعان الماشية والأبقار أو ما عرف بالمواد العلفية الاسعافية ليصبح مخصص رأس الغنم 30 كغ وللأبقار 65 كغ، ولوحظ في السنوات الأخيرة إقبال كبير من الإخوة المواطنين على تربية الأغنام والأبقار وحسب آخر إحصائية أجرتها وزارة الزراعة قدر عدد قطعان الماشية في القنيطرة كالأتي: 176 ألف رأس من الأغنام والماعز أما الأبقار فعددها وصل الى 23 ألف رأس، مع العلم أن محافظة القنيطرة توزع مادة العلف على بعض المحافظات المجاورة مثل درعا وريف دمشق الامر الذي يسبب زيادة على الطلب.

ويرى السيد عقاب عبد الحي رئيس الجمعية الفلاحية في قرية الحلس أن احتباس المطر في بداية الشتاء ساهم في تأخر نمو الربيع الامر الذي اجبر الإخوة مربي الثروة الحيوانية على شراء الأعلاف الامر الذي رتب أعباء إضافية على المربين جعلهم يتهافتون على مركز توزيع الأعلاف في القنيطرة، وقد تم وضع طريقتين يمكن من خلالهما للإخوة مربي الثروة الحيوانية الحصول على مخصصاتهم العلفية:

الطريقة الاولى: توزيع المقنن العلفي عن طريق الجمعية الفلاحية بحضور ثلاثة من أعضاء الجمعية من أجل عدم التلاعب أو تسريب وتهريب المواد العلفية الى السوق السوداء.

الطريقة الثانية: يمكن لمربي الماشية الحصول على مخصصهم بطريقة مباشرة من المركز بعد الحصول على كتاب من الجمعية الفلاحية يسمح له بذلك.

ويرى البعض من مربي الأغنام أن خروج مساحات واسعة من المراعي واستصلاحها وتحويلها الى أراض زراعية ساهم في تقليل المساحات الرعوية وبالتالي الزيادة على شراء الأعلاف، فضلا عن ابتعاد الكثير من الإخوة المزارعين الذين امتنعوا عن زراعة المحاصيل العلفية مثل البيقياء والكرسنة والشعير وتراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة حيث يقبل المزارعون على زراعة المحاصيل التي تعود عليهم بالغلال مثل القمح الهجين أو الخضراوات الصيفية.

إن مشكلة نقص الأعلاف تتكرر في كل سنة فلماذا لا تبادر الجهات المعنية بتشجيع المزارعين على زراعة بعض المحاصيل العلفية اضافة الى قيام مؤسسة توزيع الأعلاف باستيراد كميات كافية من الأعلاف مسبقا حتى لا نقع في مشاكل ونبدأ بالبحث عن حلول لها؟!!