إلى جنوب شرق مدينة "القنيطرة" وعلى بعد 18كم، تقع قرية "بئر عجم" على السفح الشرقي لسلسة تلال بركانية وهي: "تل الذهب" و"تل شعاف" الكبير، وتنحدر شرقاً باتجاه وادي "الرقاد".

ينسب اسمها كما أخبرنا مختارها السيد "عزمي الحاج أحمد" إلى أن هناك رواية تقول: «إن حامية تركية استقرت على سفح وادي "الرقاد" ومنعت الناس من ورود هذا البئر وجعلته خاصاً بجندها ودوابها، ومن هنا جاءت تسمية قرية "بئر عجم"».

يوجد في "بئر عجم" حديقة آمنة للأطفال تبلغ مساحتها /1500/ متر مربع وحديقة التمثال، وبانورما صغيرة عن قرية "بئر عجم" منفذة من قبل البلدية

بنيت أول منازل "بئر عجم" عام /1872/ تقريباً، ليسكنها قرابة /150/ شخصاً من الشراكس الذين هجّروا من منطقة جبال "القفقاس" في "روسيا" وما لبثت أن انضمت إليهم مجموعة مساوية من قبائل "القبردي"، حيث بنو بيوتهم القديمة من الحجارة البازلتية السوداء وأسقفها من القرميد الأحمر، وكسوها من الداخل باللبن، حيث تظهر جمالية البناء بوجود قناطر داخل البيوت بالإضافة إلى طابق ثان ودرج من الحجر بسماكة 50-70سم، ما زاد من جمالها وروعتها».

المختار عزمي الحاج أحمد

ويضيف "الحاج أحمد": «أغلبية سكان القرية من الشركس ويتكلم الكبار عموماً اللغة "الشركسية" إلا أن الأجيال اللاحقة بدأت تفقد لغتها لمصلحة اللغة العربية، هجرت القرية نحو /10/ سنوات بسبب الاحتلال الإسرائيلي عام /1967/ م وفي عام /1986/م تم بناء منازل جديدة شمال القرية، لتشجيع السكان على العودة إليها».

وعن الواقع الجغرافي لقرية "بئر عجم" وما تشتهر به من زراعات قال المختار: «ترتفع قاعدة المسجد القديم /943/م عن سطح البحر وهي أعلى نقطة بالقرية، يحدها من الشرق منطقة "الحارة" بمحافظة "درعا" ومن الجنوب قرية "كودنا" ومن الشمال قرية "العدنانية" و"أم باطنة" حتى مدينة "القنيطرة" من الغرب "الجولان" المحتل.

قرية "بئر عجم"

يتصف مناخ القرية بشتاء بارد أما صيفها فيكون الجو معتدلاً فيه ويبلغ متوسط هطل الأمطار /1000/ ملم سنويا. أما الزراعة فأهمها زراعة أشجار الزيتون وكروم العنب واللوزيات، والزراعات الموسمية مثل القمح والشعير، وبعض الخضراوات التي تزرع في المنازل، إضافة لتربية الأبقار والأغنام والدواجن وتربية النحل».

أما عن الخدمات في المجال البيئي فتابع المختار "عزمي" حديثه: «يحيط بالقرية أحراج السنديان والبلوط والزعرور، وبعض أنواع الخوخ والأجاص البري تعود أعمارها إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، يقوم أهالي القرية بمبادرات ذاتية بالتقليم والتعشيب حفاظا على الأحراش التي تحيط من جهات الشمال والغرب والجنوب ويمتد أمامها وادي "الرقاد" شرقاً حتى "تل الحارة"، إضافة إلى مساهمة أهلها بالنظافة العامة حيث يقومون بتنظيف الشوارع كل خميس من كل أسبوع، كما توجد حيوانات برية منها الثعلب وابن آوى بالإضافة لعدد من الطيور مثل الهدد والسنونو والبلبل وطيور الدوري».

المهندس "محمد نافع زكريا"

وعن قصة الاغتراب والهجرة يقول المختار: «لهذه القرية مثل غيرها من القرى حكاية مع الاغتراب فنسبة ما لا يقل عن 70% من أبنائها مغتربون في أمريكا وروسيا والدول العربية وكثير من الشخصيات حققت نجاحاً سياسياً واقتصادياً من أبناء القرية في الاغتراب، ويساهم المغتربون حتى اليوم في ناحية إعمار القرية، وهم على تواصل مستمر مع الوطن الأم سورية. أما نسبة القاطنين بمدينة "دمشق" فتبلغ 40%».

من جهة آخرى وللتعرف على الواقع الخدمي لقرية "بئر عجم" وأهم المشروعات المنفذة والتي هي قيد التنفيذ ذكر المهندس "محمد نافع زكريا" رئيس بلدية قرية "بئر عجم" فحدثنا قائلا: «يبلغ عدد سكان بئر عجم /2500/ نسمة، وتبلغ مساحة مخططها التنظيمي /210/ هكتارات أرضها ذات طبيعة خصبة، ولطبيعتها الخلابة الأثر الكبير في توافد الزائرين وبأعداد هائلة خاصة في فصل الربيع للتمتع بجمالية هذه القرية وبسبب سعة صدر أهلها واستقبالهم للزائرين في أراضيها الخاصة دون مقابل مادي، فإن عدد الزائرين يتضاعف عاماً بعد عام.

حديثاً تم طرح قريتي "بئر عجم" و"بريقه" في سوق الاستثمار السياحي من قبل وزارة السياحة ومن أحد المستثمرين المغتربين لإنشاء منتجع سياحي صحي في قرية "بريقة" وتزويدها بجميع سبل الراحة ومتطلبات الحياة العصرية ليكون الحدث الأبرز سياحياً في المحافظة، وأما عن آلية هذا الطرح فهو كالآتي: ترميم البيوت القديمة وإعادتها إلى وضعها السابق قبل العدوان الإسرائيلي، مع المحافظة على طابعها الأثري والعمراني ومن ثم تحويلها إلى منتجع صحي سياحي لإقامة العائلات».

وعن الواقع الخدمي في القرية قال رئيس البلدية: «القرية مخدمة بنسبة 90% بالصرف الصحي وبالتعاون مع مؤسسة المياه والصرف الصحي بالقنيطرة هناك مشروع قيد التنفيذ لمحطة معالجة للصرف الصحي بالقرية.

أما عن مشاريع التعبيد فإن الطرقات المنفذة لنهاية /2007/ هي /26/ كم طرقاً معبدة والعرض الرئيسي/16/م وهي في حالة جيدة، أما مدخل القرية فهو قيد الإنجاز وقد شارف على الانتهاء، المخطط التنظيمي لقرية بئر عجم حاليا /60%/ حيث سمح لبناء طابقين شرط التعمير بالحجر البازلتي للسكن الحديث لإظهار الطابع الأثري الذي يميز القرية.

أما عن مياه الشرب فهناك خزانا ماء كبيران يخدمان أهل القرية سعة الأول/60/م3 والثاني /125/م3 وبالنسبة لإنارة شوارع القرية فهي جيدة، والقرية مخدمة بشبكة هاتفية وكهرباء وهي بحالة ممتازة».

وأضاف: «يوجد في "بئر عجم" حديقة آمنة للأطفال تبلغ مساحتها /1500/ متر مربع وحديقة التمثال، وبانورما صغيرة عن قرية "بئر عجم" منفذة من قبل البلدية».

وعن واقع التعليم تحدث قائلا: «يميز "بئر عجم" ارتفاع نسبة المتعلمين وانخفاض مستوى الأمية فمستوى التعليم في القرية يصل إلى نسبة 90% وتحتوي القرية على مدرسة للتعليم الأساسي (حلقة ثانية) إضافة إلى مدرستين للتعليم الأساسي (حلقة أولى)، مع روضة أطفال.

أما فيما يتعلق بالمنشآت العامة الموجودة في "بئر عجم" فهناك نادي الرماية الرياضي الأول في المحافظة، وجمعية فلاحية، ومركز ثقافي، وملعب كرة سلة، ومن خلال مشروع إعادة إعمار محافظة "القنيطرة"، فقد تم إعادة إعمار قرية بئر عجم بـ/93/ وحدة سكنية وإحداث لجنة التنمية بالتعاون مع منظمة "اليونيسيف".

كما أدرجت القرية في برنامج القرى الصحية التابع لوزارة الصحة "بدمشق" وبرعاية منظمة اليونيسيف لرفع مستوى القرية وتحسين الخدمات وتطويرها».

جدير بالذكر أنه يتبع لبلدية "بئر عجم" التي تأسست عام /1996/ القرى التالية: "بئر عجم" و"بريقه" و"رويحينه" و"رسم الحلبي" و"رسم شباط" و"زبيدة الغربية" و"زبيدة الشرقية" ويبلغ عدد سكان هذه القرى /8000/ نسمة.