طبيعة ساحرة تميز قرية "طرنجة" في محافظة "القنيطرة" التي تقع شمال شرق المحافظة، والتي تبعد عنها حوالي /20/ كم، "طرنجة" لا تنعم بجمال الطبيعة فقط، بل تتميز بتاريخ طويل وعلاقات اجتماعية دافئة تجمع سكانها.

موقع eQunaytra زار القرية بتاريخ 25/1/2012م والتقى السيد "محمد حسن" أحد سكان القرية، والذي بدأ بالقول: «تعد قريتنا من أجمل قرى محافظة القنيطرة، وهي غنية بالماء وأرضها خصبة ما يساعد الأهالي على العمل الزراعي، وأحب الإشارة إلى أن اسم "طرنجة" يعد من الأشياء المميزة لقريتنا عن بقية القرى، وإن كنت لا أعرف سبب التسمية بشكل دقيق».

تعد قريتنا من أجمل قرى محافظة القنيطرة، وهي غنية بالماء وأرضها خصبة ما يساعد الأهالي على العمل الزراعي، وأحب الإشارة إلى أن اسم "طرنجة" يعد من الأشياء المميزة لقريتنا عن بقية القرى، وإن كنت لا أعرف سبب التسمية بشكل دقيق

اسم "طرنجة" يعد غريباً نوعاً ما، ما دفعنا لنسأل السيد "ناصر أسعد حمود" مختار قرية "طرنجة" الذي أجابنا بالقول: «في الحقيقية لا يوجد سبب معروف لتسميتها بهذا الاسم ولكن البعض يقول نسبة لنبات أو فاكهة اسمها "طرنجة" كانت موجودة في القرية والبعض الآخر يقول نسبة لوجود طير اسمه "طرنج" يسكن بين أشجار القرية، حيث بُني أول منازل القرية في العصر الروماني وبعد الرومان سكنها أجدادنا في عام 1835م وكان عدد سكانها في تلك الفترة حوالي /300/ نسمة وكانت منازلها مبنية من البيتون المغموس بالحجارة البازلتية السوداء التي كانت تتوافر بكثرة في القرية ومن ثم تطورت مواد البناء حتى أصبح بناء المنازل من البيتون المسلح الحديث وعلى الرغم من ذلك ما يزال بعض المنازل مبنية من البيتون المغموس بالحجارة البازلتية السوداء حتى الآن».

السيد "ناصر أسعد حمود"

أما عن الواقع الجغرافي للقرية فيقول المختار: «يحدها من الشمال قرية "حضر" ومن الغرب حراج "جباتا الخشب" ومن الجنوب قرية "جباتا الخشب" ومن الشرق قرية "عين النورية" وقرية "حرفا"، ترتفع عن سطح البحر بحدود /1050/ م حيث يتصف مناخ القرية بأنه معتدل صيفاً وبارد جداً شتاءً ويبلغ متوسط هطول الأمطار /1000/ مم ونسبة سماكة الثلوج المتساقطة فيها ما يقارب /1/ متر».

وعن الزراعات التي تشتهر بها قرية "طرنجة" يقول السيد "محمد حسن" من الوحدة الإرشادية الزراعية في القرية وهو من أبنائها: «تشتهر قرية "طرنجة" بزراعة التين والكرمة ومنذ عدة سنوات بدأ الأهالي بزراعة أشجار الزيتون بكثرة حتى وصلت مساحة الأرض المزروعة بأشجار الزيتون حوالي /4000/ دونم، بالإضافة إلى زراعة الكرز والتفاح وغيرها من الأشجار المثمرة، وتشتهر بزراعة الحبوب كالشعير والقمح والعدس والحمص والذرة، ويعمل سكان القرية إلى جانب الزراعة بتربية المواشي كالأبقار والأغنام والماعز والدواجن، كما يوجد في القرية غابة "طرنجة" الطبيعة والسياحية التي تحتوي على الأشجار الحراجية كالسنديان والبلوط والشحرور والزعرور والمللول والصنوبر وتبلغ مساحتها /330/ هكتاراً يقصدها السياح والزوار في فصلي الربيع والصيف بكثرة».

جانب من القرية وتظهر أشجار الزيتون

وللتعرف على الواقع الخدمي في القرية التقينا السيد "أيهم أحمد السليمان" رئيس مجلس بلدة "جباتا الخشب" الذي تتبع قرية "طرنجة" لمجلس بلدته فقال: «يبلغ عدد سكان قرية "طرنجة" /2100/ نسمة وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي /50/ هكتاراً وخلال هذا العام 2012م سنعمل على زيادة مساحة المخطط التنظيمي لقرية "طرنجة" بحوالي /200/ هكتار، وتتميز أرضها بطبيعة صخرية بازلتية وأغلبية أرضها مزروعة بالأشجار المثمرة والأشجار الحراجية».

وأضاف "السليمان": «القرية مخدمة بنسبة 85% من الصرف الصحي والإنارة جيدة ومتوافرة بنسبة 90%، وينفذ حالياً مشروع استبدال وتوسيع شبكة مياه الشرب في القرية حيث يوجد خزانان للمياه فيها، وبالنسبة للطرق فالقرية مخدمة بشبكة طرق جيدة وخلال العام الماضي 2011م نفذ مشروع تعبيد وتزفيت كافة طرق القرية، بالإضافة إلى الطرق الزراعية والداخلية ضمن القرية.

السيد "عبد الله مرعي"

ويوجد في القرية وحدة إرشادية زراعية، وفرع للمؤسسة الاستهلاكية لبيع الجملة، وتخدم صحياً من خلال مستوصف "جباتا الخشب" الصحي ويوجد في القرية مقام الصحابي "أبي ذر الغفاري"، وبالنسبة للمدارس يوجد في القرية مدرسة الشهيد "حسين حسن قاسم" حلقة ثانية ومدرسة الشهيد "أحمد قاسم محمد" حلقة أولى وثانية ولدراسة المرحلة الثانوية يذهب الطلاب لثانوية "جباتا الخشب"».

وعن الآثار الموجودة في قرية "طرنجة" يقول السيد "عبد الله مرعي" مدير دائرة آثار "القنيطرة": «تقوم قرية "طرنجة" على أنقاض بلدة أثرية قديمة تعود للعصور الرومانية والبيزنطية فقد تم الكشف عن معالم أثرية عبارة عن مبانٍ لا تزال قائمة تحت الأبنية الحديثة وذلك من خلال الكشف على أحد الدور السكنية في القرية والذي عثر فيه على لوحة حجرية عليها إشارة الصليب، بالإضافة إلى أشكال تمثل بقرة وأسداً وسمكة وجميعها تؤرخ للعصر البيزنطي، ويوجد خربة أثرية إلى الشرق من قرية "طرنجة"».