"سكوفيا" هي إحدى قرى "الجولان" العربي السوري الذي احتله العدو الصهيوني في عام 1967م، وتقع جنوب غرب "الجولان" وقد بنيت هذه القرية على مرتفع صخري طوله أكثر من /1/كم وعرضه /1/كم تقريباً، وترتفع عن سطح البحر ما يقارب /425/م.

وعن سبب تسميتها بهذا الاسم يقول السيد "فياض كريم الفياض" أحد أبناء قرية "سكوفيا" لموقع eQunaytra: «سميت "سكوفيا" بهذا الاسم بعد أن زارها السيد المسيح وأشفى رجلاً كسيحاً من سكانها وأطلق عليها "الكسيح" وباللغة الآرامية تعني "سكوفيا"، وهي ملتقى لعدة طرق تربط القرى المحيطة بها وهي "البطيحة"- "الكرسي"- "النقيب العربية"- "النقيب السورية"- "الحوتية"- "المجيحية"، ويحدها من الشمال قرية "العديسه" ومن الغرب قرية "شكوم" ومن الشرق قرية "العال" ومن الجنوب قرية "فيق" التي كانت مركز منطقة "الزوية"، حيث تبعد قرية "سكوفيا" عن مركز المنطقة /3/كم، كما تطل على بحيرة "طبريا" بكاملها ويشاهد الإنسان منها أراضي أربع دول بالعين المجردة وهي "فلسطين"– "الأردن"– "لبنان"– وجزء من أراضي القطر العربي السوري».

كان يستخدم في قرية "سكوفيا" نظام المقايضة حيث استمر نظام المقايضة أي الشراء دون نقود بتبادل السلع حتى النزوح، حيث كان الفلاح يقايض القماش بالبيض أو السكر، والشاي بالبرغل والقمح، ويتعارف مع المقايض الآخر على الكمية المطلوبة، وقد يكون المقايض بقالاً أو دكنجياً في القرية

وعن سكان القرية وأصلهم يقول "الفياض": «وقد كان يسكن هذه القرية عشيرة "الحرافشة" وعدد سكانها بلغ /925/ نسمة تقريباً وعشيرة "الحرافشة" من قبيلة "خزاعة" وسميت "الحرافشة" نسبة "لحرفوش الخزاعي" الذي عقدت له راية لقيادة فرقة من حملة "أبو عبيدة بن الجراح" على "بعلبك" وبعد احتلالها استوطن هو وأقاربه في هذه المنطقة وأقاموا إمارة فيها امتدت من قرية "حمص" وحتى حدود "فلسطين" كما ورد في كتب التاريخ، وقد اعتبرت الدولة العثمانية قيام مثل هذه الإمارة بأنها حركة انفصالية أمرت بالقضاء عليها وقد تم ذلك وشردت سكانها إلى عدة دول عربية ومنهم سكان قرية "سكوفيا" حيث هاجروا إليها منذ /300/ عام، وسكان هذه القرية عائلات متحابة متعاونة مع بعضها ويتساعدون في الأعمال الزراعية والبناء ويشارك بعضهم بعضاً في الأفراح والأتراح حيث كانت تقام الأفراح بالمناسبات على أنغام المجوز والشبابة حيث تعقد حلقات الدبكة والمشهور منها الجوفية والشعراوية والدرجة، وهم أصحاب نخوة وشجاعة يجيرون المستجير ويغيثون المستغيث كرماء، ومن عاداتهم الاجتماع يومياً في مضافات وجهاء القرية حيث يتبادلون الرأي في أمور القرية ويستمعون لأحاديث المحدثين عن قصص الأخيار وعاداتهم ولديهم مثل يقولونه لأولادهم "المجالس مدارس" شاركوا بالحضور إليها».

السيد "فياض كريم الفياض"

وتابع "الفياض" حديثه في نفس السياق بالقول: «وأغلبية سكان هذه القرية كانوا يعملون سابقاً في الزراعة وتربية المواشي بسبب خصوبة الأرض وزرعوا العديد من الأشجار "الزيتون" و"اللوز" و"العنب" و"التين" و"الرمان" و"الصبار" ولكثرة أشجار "الزيتون" كان في القرية ثلاثة معاصر لعصر "الزيتون"، كما كانوا يزرعون الحبوب بأنواعها "القمح" و"الشعير" و"الذرة البيضاء" و"الصفراء" و"العدس" و"الحمص" و"السمسم" و"الحلبة"، كما كانوا يزرعون الخضار الصيفية البعلية "كالبندورة" و"البامياء" و"اللوبياء" و"الفاصولياء" و"القثاء" و"البطاطا" و"البصل"، كما كانت تربى الحيوانات "كالبقر" و"الغنم" و"الماعز" و"الخيول"، بالإضافة إلى تربية الدواجن "كالدجاج" و"الحمام" وبشكل عام نستطيع القول بأنه كان اكتفاء في المحاصيل ويصدر قسم إلى خارج القرية كالحبوب وزيت الزيتون».

وحول التعليم في القرية يضيف "الفياض": «لسكان القرية اهتمام كبير بالتعليم وبنيت أول مدرسة ابتدائية فيها في أواخر العهد العثماني وهي أقدم مدرسة في منطقة "الزوية"، ثم بنيت مدرسة ثانية فيها كانوا يرسلون أولادهم للدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية ودار المعلمين والجامعة إلى "درعا" و"دمشق" رغم الفقر وقد تخرج من أبناء هذه القرية العديد من الجامعيين والمعاهد ومن جميع الاختصاصات، وقد جرى تخديم هذه القرية بشكل جيد حيث تم إنارة بيوتها بالكهرباء عام 1959م كما تم إيصال المياه بشبكة ري إلى بيوتها ومصدر المياه من نبعي المياه في "عين ذكر" و"الجوخدار" كما تم ربطها بقرية "فيق" مركز المنطقة بطريق معبد، وأن بيوت القرية بنيت من الحجارة البازلتية وبعضها من البلوك والأسمنت».

حقول الزيتون في "سكوفيا"

أما عن المباني الحكومية التي كانت توجد في القرية فيقول "الفياض": «المباني الحكومية والدينية في القرية هي الجامع الذي يعود بناءه إلى ما بعد معركة اليرموك وهو من المباني القديمة في المحافظة، كما يوجد مدرستين ابتدائيتين ومحرك للكهرباء ومحرك للمياه، وكان يوجد في القرية أثار كثيرة رومانية ويونانية وبيزنطية وإسلامية، كما يوجد عشرات الآبار والخزانات المنحوتة في الصخر لجمع مياه الأمطار وبقيت تستعمل من قبل السكان حتى عام 1967م».

وأضاف "الفياض": «نظرا لموقع هذه القرية المتميز ووجود القوات المسلحة حولها ومطامع العدو الصهيوني بأراضي "الجولان"، فقد تعرضت منذ عام 1948م ولغاية 1967م إلى عدة اعتداءات من قبل العدو الصهيوني وسقط العديد من سكانها بين شهيد وأسير،‏ وأول اعتداء وقع عليها عام 1949م حيث قصفتها طائرة عسكرية إسرائيلية بعدة قذائف، كما هاجمها العدو عام 1955م من الجهة الشمالية وسقط عدد من الشهداء والجرحى منهم الشهيد الملازم الأول "ممدوح قره شولي" كما قصفت من الجهة الجنوبية بالمدفعية وذلك أثناء معركة "التوافيق" عام 1960م وأيضا عام 1962م أثناء معركة "تل النيرب"، وبتاريخ 7/4/1967م قصفها الطيران الإسرائيلي وهدم أحد أحيائها وسقط (14) شهيداً وهم: "مصطفى هزاع العلي"- "محمد أحمد الهزاع"- "علي عبد الله عبد الغني"- "حسين علي عبد الله"- "محمد عبد الوهاب الرهبان"- "عيسى ذياب الحسن"- "محمد سالم الحسين"- "عمر حسين العمران"- "عبد الرحمن مطلق الفياض"- "إبراهيم حسن الفياض"- "حكمت حسن الفياض"- "أسمهان حسن الفياض"- "مصطفى صلاح الحسن"- "زهرة عقل الرحال"، كما جرح 13 مواطناً.

معلمون في مدرسة "سكوفيا"

وبتاريخ 5/6/1967 أثناء حرب حزيران تعرضت القرية لقصف الطيران الإسرائيلي أصاب أطراف المدرسة وبعد احتلالها من قبل العدو الصهيوني كان أغلب السكان فيها ولكن العدو مارس عليهم التهديد والوعيد إذا لم يغادروا القرية وحين رفضوا مغادرة القرية أسر /39/ منهم ونقلهم إلى معتقل عتليت قرب "حيفا" وعوملوا أسوأ معاملة فتعرضوا للضرب والإهانة وبقوا في الأسر حتى عملية تبادل الأسرى وهم: "يونس عطا الفياض"- "حسن مرعي الأسعد"- "حسن العمير"- "سليمان عبد المجيد الرحال"- "محمود مفلح المرعي"- "حافظ الدرغام"- "أحمد علي الفياض"- "مصطفى محمد العطا"- "محمود أحمد رشيد"- "علي أحمد رشيد"- "عبد الكريم أحمد رشيد"- "حسن عبد الحسن الفياض"- "محمود أحمد الحسن"- "سليمان علي المرشد الفياض"- "عبد الرحمن محمود هلال"- "علي مصطفى الهزاع"- "أحمد صالح الأحمد"- "محمد قاسم الشقيرة"- "ذياب محمد الشقيرة"- "ياسين أحمد توهان"- "محمود محمد الحسن"- "صالح منصور الرهبان"- "محمد مطرود العلي"- "محمد قاسم طحمير"- "علي قاسم طحمير"- "محمد يحيى طحمير"- "محمود خلف شتيوي"- "مصطفى عبد الله خنيفيس"- "محمد صالح خنيفيس"- "محمد إبراهيم العطا"- "حسن علي مصطفى"- "عيد محمد البرهومي"- "عدنان صالح خنيفيس"- "إبراهيم محمد الحسن"- "عبد الله محمود الحسن"- "حسن عبد الرحمن الحسين" – "سالم سعيد المحمد"- "علي موسى الحسين".‏

وبعد أسر هؤلاء قام العدو بإجلاء سكان القرية بالقوة وتم نقلهم بسيارات حتى حدود محافظة "درعا"، وأثناء العدوان الإسرائيلي على القرية 1967م استشهد من القرية‏" موسى الحسن الرحال"- "مروان علي المطلق"- "عقل عبد الله أحمد عبد الله"- وجرح "عبد المحسن التوهان"- "عبد الله أحمد رشيد"- "مصطفى محمد البكر"- "محمد محمود الرهبان".

وحول الصناعات الشعبية في قرية "سكوفيا" يقول السيد "محمد خالد رمضان" في دراسته الاقتصادية والاجتماعية لقرية "سكوفيا" في "الجولان": «تسود في قرية "سكوفيا" بعض الصناعات الشعبية وتأخذ بعين الاعتبار المواد التي تتواجد في القرية وهي صناعات محلية منها الموسمي ومنها الدائم وهي صناعة "القش" وتصنع منه الحصر والقفافير والأطباق، وصناعة "الفخار" وتصنع منها الجرار والخوابي والمسامن والأفران، وصناعة "السلال" وغيرها وذلك من أشجار الصفصاف والقصب "القصيب"».

وأضاف "رمضان": «كان يستخدم في قرية "سكوفيا" نظام المقايضة حيث استمر نظام المقايضة أي الشراء دون نقود بتبادل السلع حتى النزوح، حيث كان الفلاح يقايض القماش بالبيض أو السكر، والشاي بالبرغل والقمح، ويتعارف مع المقايض الآخر على الكمية المطلوبة، وقد يكون المقايض بقالاً أو دكنجياً في القرية».

ملاحظة: الصور من أرشيف السيد "فياض كريم فياض".