تقع قرية "كفر حارب" في الزاوية الجنوبية الغربية من سورية وتتبع منطقة "فيق" في "الجولان" على الحدود مع "فلسطين" غرباً و"الأردن" جنوباً وتحتل موقعاً استريتجياً هاماً باعتبارها صلة الوصل بين سورية وتلك الأقطار.

وللتعرف أكثر على قرية "كفر حارب" موقع eQunaytra التقى الأستاذ "عبد المجيد الفاعوري" شاعر وباحث من قرية "كفر حارب" الذي حدثنا: «تتميز قرية "كفر حارب" فضلاً عن موقعها بسهولها الخصبة وهي بالجملة تشكل هضبة مستوية تماماً تحيط بها الوديان من كل الجهات فمن الشمال وادي "الزيتون" ومن الشرق وادي "مسعود" ومن الجنوب نهر "اليرموك" ومن الغرب الجرف العالي المطل على بحيرة "طبرية"، وتشتهر بإحراجها الكثيفة وخاصة في وادي "مسعود"».

تتميز قرية "كفر حارب" فضلاً عن موقعها بسهولها الخصبة وهي بالجملة تشكل هضبة مستوية تماماً تحيط بها الوديان من كل الجهات فمن الشمال وادي "الزيتون" ومن الشرق وادي "مسعود" ومن الجنوب نهر "اليرموك" ومن الغرب الجرف العالي المطل على بحيرة "طبرية"، وتشتهر بإحراجها الكثيفة وخاصة في وادي "مسعود"

وعن الواقع الجغرافي وما تشتهر به من زراعات قال السيد "عبد المجيد": «ترتفع القرية عن سطح البحر نحو /300/م بينما تنخفض بحيرة "طبرية" نحو /210/ م عن سطح البحر وهذا أكسبها مناخاً متوسطياً رائعاً، ومن أهم المحاصيل الزراعية في القرية القمح والشعير والعدس والحمص والفول والسمسم والذرة البيضاء والذرة الصفراء ومن أشجارها المثمرة الزيتون والكرمة، وتربى فيها الأبقار والأغنام والدواجن، وتهب عليها الرياح الغربية الجنوبية في فصل الشتاء وتهب عليها الرياح الشرقية في أشهر الخريف حيث تتلقى هاطلاً مطرياً في فصل الشتاء بمعدل /500-600/ مم.

الأستاذ "عبد المجيد الفاعوري"

وبلغ عدد سكان القرية بتاريخ النزوح عام 1967م /2041/ نسمة وبلغ عددهم في إحصائية عام 2009م حوالي /12000/ نسمة وهم سكان القرية ومزارعها مزرعة "عيون" ومزرعة "عز الدين"».

أما عن واقع التعليم في القرية تحدث السيد "عبد المجيد" قائلاً: «باعتبار موقعها المتميز فقد هبت عليها رياح العلم في وقت مبكر وتميز أبناؤها بالإقبال على العلم والتعلم ويذكر أن أول مدرسة حكومية وجدت فيها في عام 1936م ولم تستمر هذه المدرسة طويلاً حيث حل محلها الكتاب والشيخ الذي يعلم القراءة والكتابة وخاصة القرآن الكريم وتخرج من هذا الكتاب معظم أبناء القرية من ذلك الجيل، وافتتحت مدرسة حكومية مجدداً في العام 1946م مع فجر الاستقلال ولكنها اقتصرت على المعلم الوحيد وحتى الصف الثاني الابتدائي حيث كان أبناء القرية يتابعون تحصيلهم الابتدائي في مدرسة مدينة "فيق" التي تستقبل الطلاب حتى الصف الخامس الابتدائي، برز العديد من أبناء القرية في مجال التعليم ويذكر أن أول طالب حمل شهادة الحقوق كان في العام 1947م وتبعه آخرون ومن الرعيل الأول المتعلم "طويق عز الدين" "عربي محي الدين" "عمر خنيفس الفاعوري" "صالح شمدين الفاعوري" "عبد الله الفالح" "عبد الكريم الجبر" "عبد الرحمن الجبر" "عارف الجبر" "حسن الفاعوري" ، وأنجبت عدداً من الشعراء والآباء منهم "عبد الرحمن الخالدي" "عبد الكريم الخالدي" "عبد الجليل الفاعوري" "عبد المجيد الفاعوري" "علي المزعل" "نادر الفاعوري"».

جانب من القرية وخزان المياه

وذكر السيد عبد المجيد: «كانت "كفر حارب" بالنسبة لموقعها ملاذاً آمناً للثوار من أبناء "فلسطين" أيام الثورة الفلسطينية الأولى في عام 1929م والثورة الثانية عام 1936م حيث كانت تستقبل الثوار وتؤمن لهم العدة والعتاد والسلاح والذخيرة، وفي عام 1948م أصبحت القرية منطلق الجيوش العربية باتجاه تحرير "فلسطين" وشهدت أقسى المعارك وبعد إقرار الهدنة في العام 1949م أصبحت القرية كما باقي قري الجبهة السورية الخط الأول في مواجهة العدو الصهيوني فلا تكاد تغيب شمس يوم من الأيام إلا وشهدت مناوشات أو معركة محدودة مع الجانب الإسرائيلي.

ولعل أبرز تلك المعارك معركة "التوافيق" والتي هي مزرعة من مزارع "كفر حارب"، كما شاركت القوات المسلحة في القرية في معركة "تل النيرب" غرب قرية "سكوفيا" في عام 1962م وكانت تلك المعركة أيضاً من أبرز المعارك على بطاح "الجولان" ومن شهداء القرية المقدم "رشيد محي الدين" استشهد في معارك حرب تشرين التحريرية في موقع "السنديانة" على مشارف "كفر نفاخ" في اليوم الثالث من الحرب، والرقيب "أرحيل خزعل الفاعوري" رقيب في قوات المغاوير استشهد على مشارف قرية "خسفين" في حرب تشرين التحريرية، الشهيد "محسن المحمد" استشهد في موقع "خان العقبة" في حرب حزيران عام 1967م.

الأشجار في القرية

وقد ورد اسم "كفر حارب" في الشعر العربي بالعصر الجاهلي فيقول فيها الشاعر"النابغة الذبياني":

"حلفتُ يميناً غيرَ ذي مثنويةٍ

ولا علم إلا حُسن ظنٍ بصاحبِ

لئن كان للقبرينِ قبر بجـلقٍ

وقبرِ بصيداء التي عند حاربِ"

أما السيد "عبد الرزاق الفاعوري" من مواليد قرية "كفر حارب" 1946م يحدثنا عن العادات والتقاليد التي تتميز بها القرية قائلاً: «كانت تسود المحبة والألفة بين سكان القرية حيث يساعدوا بعضهم البعض في مواسم الحصاد ويتم مساعدة الفقراء والمحتاجين الذين ليس لهم أراضي بتقديم ما تيسر من المحصول والخيرات من لبن وبيض وخضروات، وفي الأعياد يحرص الجميع على صلة الرحم بتقديم الهدايا وما شابه ذلك والتواصل بين جميع أهل القرية، ومن العادات في القرية تقام الأفراح لمدة سبعة أيام بلياليها ويشارك بهذا الفرح جميع أهل القرية والقرى المجاورة علماً أن هناك عادة متوارثة وهي تقديم البرغل والأرز واللبن والذبائح لأهل العريس، وليلة الحناء التي تسبق يوم الزفاف تستمر السهرة فيها إلى الفجر يقام فيها الأغاني والأهازيج والزغاريد والنساء يحضروا الطعام ليقدم يوم الزفاف والمعروف بالمنسف وهو عبارة عن البرغل واللبن واللحم والكبة».