*تقع بحيرة "طبرية" في الانهدام السوري- الإفريقي وتشكل مع محيطها وحدة جغرافية مميزة عن "الجولان" و"الجليل" المطلتين عليها وقد استقرت على وضعها الحالي بعد أن مرت بمرحلتين من التكوين ويقدر عمرها بحوالي عشرين ألف عام وفي بعض المصادر /17/ ألف عام، وعرفت باسم بحر "الجليل" وبحيرة "كنييريت- كناريت" وبحيرة "جنيساريت- جينوسار".

كما عرفت باسم "ترشيحة" نسبة إلى المدينة التي كانت تقوم في طرفها الجنوبي ويعتقد أنها حملت اسم "طبرية" نسبة إلى مدينة "طبرية" التي أسسها "هيرودوس أنتيباس" نحو /26/ ق.م، وأطلق عليها اسم القيصر الروماني "طيباريوس- تايبريوس".

تعتبر بحيرة "طبرية" محطة مائية كبيرة وهامة من محطات نهر الأردن، كما تعتبر خزاناً طبيعيــاً للميــاه، وتقع في الجنوب الغربي من الجولان وتقع على ضفتها الشرقية القرى السورية "النقيب"– "الكرسي"– "الدوكا"– "المسعدية".. حيث يخترقها نهر الأردن

ويقول الأستاذ "عز الدين سطاس" الباحث في تاريخ "الجولان" لموقع eQunaytra: «تحتل بحيرة "طبرية" أهمية كبيرة في حياة المنطقة فهي خزان مائي طبيعي كبير في منطقة تعاني عموماً من قلة المياه وتعد مصدراً هاماً للثروة السمكية ولا سيما سمك السردين والمشط الطبراني المعروف أيضاً باسم سمك القديس بطرس والذي يفضل العيش في الجزء الجنوبي لأنه الأدفأ، وهي بيئة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء بمعالمها الطبيعية والدينية والآثارية، حيث تقوم في محيطها مواقع لها مكانة قدسية في الموروث المسيحي مثل "بيت صيدا" و"كفر ناحوم" و"الكرسي" إضافة إلى مناخها الدافئ شتاءً».

الأستاذ "عز الدين سطاس"

وعن توصيف البحيرة يقول "سطاس": «لهذه البحيرة شكل الكمثري رأسها في الجنوب وقاعدتها في الشمال وتختلف المعطيات الخاصة بأبعادها حيث يتراوح أقصى طول لها بين /21-23/ كم وأقصى عرض لها بين /12-14/ كم وأقصى عمق لها بين /40-45/ م و/42-48/ م وتقع أعمق أجزائها قرب وسط البحيرة وفي الجزء الشمالي الشرقي منها وتتراوح تقديرات مساحتها بين /144/ كم2 و/165/ كم2 وربما يعود سبب هذا الاختلاف حول أبعادها ومساحتها إلى عدم ثبات منسوب البحيرة، وتتزود بحيرة طبرية من عدة مصادر إذ يساهم التهطال المطري بمياه يقدر معدلها السنوي بحوالي /65/ مليون م3 في حين يساهم نهر الأردن بمعدل سنوي يبلغ /560/ مليون م3 بينما تقدم أودية الجولان والجليل التي ترفدها والينابيع التي تقع داخل البحيرة نحو /135/ مليون م3 وهكذا يكون الفائض السنوي نحو /490/ مليون م3 وفي تقديرات أخرى /540/ مليون م3 وهو صبيب تصريف نهر الأردن عند خروجه من البحيرة».

ويقول "سطاس": «تميل مياه البحيرة إلى الملوحة لارتفاع نسبة الأملاح في مياه الأردن والأودية الرافدة ووجود ينابيع مالحة في قاعها ولاسيما الغربي وارتفاع نسبة التبخر وسحب الاحتلال الإسرائيلي لمياه "الجولان" وتزداد نسبة التلوث في مياه البحيرة نتيجة تدفق مياه الصرف الصحي للعديد من المستوطنات الإسرائيلية إلى البحيرة، وتتذبذب نسبة الملوحة في البحيرة حيث تتراجع في أيام الشتاء وتزداد في أيام الصيف، ويشار إلى أن نهر الأردن يدخل إلى هذه البحيرة بمتوسط ملوحة يبلغ فقط /20/ جزءاً لكل مليون ويخرج منها بمتوسط ملوحة يصل إلى /350/ جزءاً لكل مليون ما يؤكد دور العوامل الآنفة الذكر في زيادة نسبة الملوحة في مياه البحيرة».

الدكتور "عرسان عرسان"

وذكر الدكتور "عرسان عرسان" مدير الموارد المائية بمحافظة "القنيطرة": «تعتبر بحيرة "طبرية" محطة مائية كبيرة وهامة من محطات نهر الأردن، كما تعتبر خزاناً طبيعيــاً للميــاه، وتقع في الجنوب الغربي من الجولان وتقع على ضفتها الشرقية القرى السورية "النقيب"– "الكرسي"– "الدوكا"– "المسعدية".. حيث يخترقها نهر الأردن».

أما عن الأودية التي تصب في بحيرة "طبرية" فيقول د. "عرسان": «ومن الوديان التي تصب في بحيرة "طبرية" وادي "حواء" الذي يبدأ من الجنوب الغربي "للقنيطرة" على ارتفاع /750/ م وترفده مياه "عين السمسم" وقرية "نعران"، وتزداد غزارته من جراء رفده بعدة أودية غرب قرية "الفاخورة" التي ترتفع /600/ م، ويتابع مجراه ليصب في بحيرة "طبرية" بعد أن يبلغ طوله /26/ كم.

موقع بحيرة "طبرية"

وادي "السمك" الذي يبدأ من غرب قرية "البجورية" على ارتفاع /430/ م، ثم يلتقي بوادي "الدفيلة" على ارتفاع /25/ م وينحدر ليصب في بحيرة "طبرية" عند قرية "الكرسي" منخفضاً /212/ م عن سطح البحر، ويعتبر وادي السمك أكثر أودية الجولان أهمية، فهو آخر رافد لبحيرة "طبرية".

وادي "الزيتون" الذي يقع إلى الغرب من مدينة "فيق" ويدعى المجرى الأدنى منه وادي "النقيب" ويصب في بحيرة "طبرية".

وادي "دير عزيز" الذي يبدأ من "عين القصبية" على بعد /1.5/ كم جنوب قرية "جرمايا" وعلى ارتفاع /390/ م وينحدر نحو الجنوب الغربي ليعبر قرية "دير عزيز" حاملاً اسمها، ثم ينخفض إلى دون مستوى سطح البحر ويصبح اسمه "وادي الزعتر" ويصب في بحيرة "طبرية".

وادي "زيتة" الذي يتشكل من التقاء عدد من الأودية أهمها "مسيل القلق الشمالي" حيث يلتقي بـ"مسيل القلق الجنوبي" و"وادي جرمايا ووادي سنديانة" لينتهي "وادي زيتة" في بحيرة "طبرية".

وادي "بترا" الذي يتشكل من التقاء عدد من المسيلات تبدأ من مسيل "وادي النخيلة" و"وادي زيتة" ليصب في بحيرة "طبرية".

وادي "زويتينان" الذي يبدأ من قصرين فالقصيبة فالشيخ حسين فاليعربية ويرفد وادي حواء.

وادي "جرمايا" الذي يبدأ من قرية "جرمايا" ويسير غرباً ليأخذ اسم "وادي الدالية" ثم يغير مجراه ليصبح اسمه "وادي زبيد" ويصب في بحيرة "طبرية".

وادي "المراوي" الذي يبدأ من جنوب قرية "القصيبة" ويرفد "وادي حواء".

وادي "السماط" الذي يبدأ من قرية "الدوكا" ويصب في بحيرة "طبرية".

وادي "شقيف" الذي يبدأ من قطوع "الشيخ علي" ويمر بقرية "الدوكا" ليصب في بحيرة "طبرية".

وادي "المندسة" الذي يبدأ من غرب قرية "الحسينية" ليصب في بحيرة "طبرية".

وادي "الخياطة" الذي يبدأ من غرب قرية "غزيل" ليصب في بحيرة "طبرية".

وادي "الهوا"، ووادي "الصفا"، ووادي "الديلية"، ووادي "الشيخ علي" هذه الوديان تصب في بحيرة "البطيحة" وتنتهي في بحيرة "طبرية"».

وعن سرقة مياه بحيرة "طبرية" يقول د."عرسان": «تمت سرقة واستنزاف بحيرة "طبرية" ونقل المياه عن طريق عدة محطات ضخ وخطوط دفع إلى داخل "فلسطين" المحتلة ومنطقة "النقب"، وأدى الضخ الجائر لمياه البحيرة إلى انخفاض منسوبها الطبيعي، كما أن تحويل مجاري بعض الأنهار المغذية للبحيرة من قبل سلطات الاحتلال أدى إلى استنزاف مياهها بشكل واضح وانخفاض كبير في المياه المغذية للبحر الميت من بحيرة طبرية».

  • كتاب المرجع في الجولان– مركز الشرق للدارسات– مجموعة من الباحثين السوريين بإشراف الأستاذ "تيسير خلف"- الصفحة (122-124).