تقع قرية "حضر" على السفح الشرقي "لجبل الشيخ" في منطقة متموجة وإلى الجنوب الغربي من تل "الأحمر البركاني" على بعد حوالي /20/ كم شمال محافظة "القنيطرة".

وعن سبب التسمية بهذا الاسم التقى موقع eQunaytra السيد "سعد مصطفى" مختار قرية "حضر" والذي حدثنا بالقول: «عندما كانت القبائل العربية قديماً تتنقل من قرية إلى أخرى بحثاً عن الماء والمرعى أتت إلى القرية ورحلت وحين أتى سكانها واستقروا فيها ووجدوا فيها الراحة والمناخ الجيد للاستجمام فتم تسميتها حضر من الحضارة والاستقرار، حيث بنيت أول منازل القرية منذ أكثر من 200 عام تقريباً وسكانها حوالي عشرة عائلات حيث بنيت بيوتها من البيتون المغموس بالحجارة البازلتية السوداء ومن ثم تطورت بيوتها لتصبح من البيتون المسلح الحديث وما زال بعضها حتى الآن مبنية من البيتون المغموس».

يعتمد معظم سكان القرية على إنتاج الأشجار المثمرة والزراعات كمصدر للرزق

أما عن الواقع الجغرافي لقرية "حضر" وما تشتهر به من زراعات يقول المختار :«ترتفع القرية عن سطح البحر /1350/ م وهي أعلى نقطة فيها، يحدها من الشمال "جبل الشيخ" ومن الغرب "مجدل شمس" و"سحيتا" ومن الشرق مزرعة "بيت جن" ومن الجنوب "طرنجة" و"جباتا الخشب"، يتصف مناخ القرية بأنه معتدل صيفاً وبارد جداً شتاءاً وتغطيها الثلوج المتساقطة فوق جبل الشيخ حيث يبلغ متوسط هطول الأمطار /1600/ مم ونسبة سماكة الثلوج المتساقطة بين /1,5 – 2 /م ، أما الزراعات فتتركز فيها بشكل أساسي زراعة التفاح والكرز بالإضافة إلى الكرمة والتين والتوت والزيتون اللوزيات والقمح والشعير إضافة إلى تربية الحيوانات الأبقار والأغنام والماعز بنسبة قليلة جداً في القرية».

المختار "سعد مصطفى"

وذكر المختار بأنه «يعتمد معظم سكان القرية على إنتاج الأشجار المثمرة والزراعات كمصدر للرزق».

وللتعرف على الواقع الخدمي في القرية التقينا المهندس "سامي حسون" رئيس مجلس قرية "حضر" فقال: «يبلغ عدد سكان قرية حضر /8680/ نسمة، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي /330/ هكتار تتميز أرضها بطبيعة جبلية صخرية وعرة ذات تموج، وغالبية أرضها مزروعة بالأشجار المثمرة بعلاً ».

المهندس "سامي حسون"

وعن الخدمات المقدمة للقرية يقول م."حسون": «القرية مخدمة بنسبة 60% من الصرف الصحي ، الإنارة جيدة ومتوفرة في القرية بنسبة 90% وقد تم خلال هذا العام عدة مشاريع تعبيد للقرية حيث تم تعبيد الطريق العام بطول /750/ م وعرض /11/ م وهو بحالة جيدة كما تم تعبيد طريق لتخديم القرية بطول /650/ م وعرض /6/ م بالإضافة إلى شق وتعبيد الكرنيش الغربي في القرية الذي يبلغ طوله /600/ م ووضع جدار استنادي بطول /55/ م وخط صرف صحي بطول /120/ م ».

أما عن مياه الشرب يقول رئيس البلدية : «بعد أن تم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع استبدال وتوسيع شبكة مياه الشرب في القرية في عام 2007م لوحظ قلة الكفاءة والغزارة في بعض الأحياء ، حيث أن قبل عملية الاستبدال كان وضع المياه جيدة وممتاز رغم توفر المياه عن ثلاثة آبار في القرية ».

الأشجار في قرية "حضر"

أما في ما يتعلق بالمنشات العامة الموجودة في "حضر" يضيف رئيس البلدية : «يوجد في القرية وحدة إرشادية زراعية، ومركز أنشطة شبابية، نادي رياضي، مستوصف صحي، جمعية فلاحية، مركز ثقافي، شعبة للهلال الأحمر العربي السوري، وحدة للاتحاد النسائي، مركز هاتف آلي، مركز بريد، وحدة ريفية لصناعة السجاد، وقريباًَ وحدة للدفاع المدني، أما واقع التعليم في القرية فهو جيد ونسبة النجاح ممتازة حيث يوجد مدرستين حلقة أولى، ومدرستين حلقة ثانية، وثانوية عامة، وروضة للأطفال، وبحاجة إلى ثانوية فنية نسوية ».

وعن تسمية الأحياء في القرية يقول رئيس البلدية: «"الصرصارة" تقع في مدخل القرية سميت بهذا الاسم نسبة لشدة الرياح فيها والصرير هو صوت الرياح ، "الزعارير" نسبة لكثرة أشجار الزعرور فيها، "الوعرة" نسبة لوعورة أرضها وقسوتها».

السيد "أديب مصطفى" نائب رئيس الوحدة الإرشادية في قرية "حضر" يقول : «تبلغ مساحة قرية حضر /35/ ألف دونم موزعة على الشكل التالي : /4000/ دونم حقول كرز، /5000/ دونم حقول تفاح، /3000/ دونم حقول تين،/ 1500/ دونم حقول توت،/500/ دونم لوزيات ، /1000/ دونم كرمة /700/ دونم محاصيل زراعية (قمح – شعير) ،/1500/ دونم أبنية ومرافق ، /2000/ مروج ومراعي ، /3000/ دونم أراضي قابلة للاستصلاح ، /9000/ دونم أراضي صخرية غير قابلة للاستصلاح ، بالإضافة إلى مساحات قابلة للاستصلاح والزراعة ولكن لم يتم زراعتها حتى الآن ».

وعن الآثار الموجودة في قرية "حضر" تقول السيدة "هناء قويدر" معاونة مدير دائرة الآثار"بالقنيطرة" :«تتميز قرية "حضر" بكثرة المغائر والكهوف الأثرية فيها وأهمها مغارة "العريان" التي تقع شرق القرية ويمتد طولها لأكثر من/1/ كم ومغارة "الدلافة" الواقعة إلى الجنوب من قرية "حضر" ومن المرجح أن هذه المغاور والكهوف كان قد استخدمها الإنسان القديم كمأوى له والى الجنوب من القرية يوجد المعصرة الرومانية المحفورة بالصخر الكلسي كما يوجد في منطقة "الصرصارة" العديد من القبور الأثرية التي يتشكل فوقها عدد من الرجوم أهمها واقفة على طريق "سحيتا" ».

والجدير بالذكر أنه يتبع لبلدية "حضر" التي تأسست عام 1968م والتي تعد بلدية من الدرجة الثالثة قرية "سحيتا" التي يبلغ عدد سكانها /605/ نسمة ومزرعة "القنيف" ومزرعة "الصمود".

*والحضر بلد بإزاء مسكن وكل من نزل على ماء ولم يتحول عنه شتاءً ولا صيفاً فهو حاضر والحضر والحضرة والحاضرة خلاف البادية وهي من المدن والقرى والأرياف والحاضرة والحاضر الحي العظيم أو القوم.

*ابن منظور - لسان العرب ج4 – ص 197 – 202 ، مادة حضر.