في الجزء الغربي من مدينة "القنيطرة" وعلى بعد سبعة كيلومترات منها، تقع قرية "الحميدية" الهادئة ذات الاسم التركي الذي يعود أصله نسبة إلى السلطان التركي "عبد الحميد" حيث كان يسكنها الأتراك والشركس، وبعد رحيلهم سكنتها عشائر "الشبيب" و"البلاحسة" وأقليات أخرى.

وعن الواقع الجغرافي لـقرية "الحميدية" وما تشتهر به من زراعات يقول السيد "خليل إبراهيم حمود" مختار القرية: «تقع القرية في الجزء الغربي من محافظة "القنيطرة"، ويجاورها من الشمال "أوفانيا" ومن الشرق "مدينة البعث" ويبلغ عدد سكانها نحو ستة آلاف نسمة، مع القرى والمزارع التابعة لها، وهي "الحرية" 57 هكتاراً وعدد سكانها 518 نسمة، و"الصمدانية الغربية" 1500 نسمة على مساحة ثلاثين هكتاراً، يعمل معظمهم في الزراعة وتربية الماشية. بينما تمتد قرية "الحميدية" على مساحة تقدر بحوالي 167 هكتاراً.

القرية منظمة منذ عام 1998، حيث تم إعمارها وتخديمها بشبكة مياه وصرف صحي وطرق وهاتف أيضا، يوجد في القرية معمل للبلوك ومعمل لتصنيع القساطل البيتونية بمختلف الأحجام، ومنشرة حجر، مستوصف، اتحاد للفلاحين، حديقة ومدرستين واحدة أساس وأخرى تجمع طلاب الإعدادية والثانوية، ونسبة المتعلمين فيها جيدة

يعتمد معظم أهالي "الحميدية" على زراعة الحبوب مثل القمح والشعير والعدس والحمص وهي للاكتفاء الذاتي، كما يزرع الفلاحون الأشجار المثمرة، فقد استصلح 300 دونم من أراضيها وهناك خطة لاستصلاح 135 دونماً حاليا. كما يوجد فيها بئر يخدّم القرية وسبعين بئراً هي ملك للأهالي، وسوق لبيع الخضار، وستة محلات تجارية فقط».

السيد خليل حمود

وعن العلاقات الاجتماعية بين السكان في القرية أضاف السيد خليل: «يعيش أهالي القرية متحابين متجانسين، يتشاورون فيما بينهم على ترشيح الأفراد من أهل القرية لتمثيلهم في الانتخابات، ويتعاون الأهالي في الأفراح والأتراح، ويقوم صاحب الفرح بدعوة أهالي القرية وتقام الأفراح أربعة أيام متتالية، حيث تنصب الخيام ويتقدم وجهاء العشيرة القوم وتعقد الدبكات الشعبية بوجود مطرب أو اعتمادا على شباب من القرية، احتلت القرية علم 1967 وخرج أهلها منها وتم تدمير بيوتها، وقامت قيادتنا السياسية ببناء 332 شقة سكنية فيها، وهي أبنية نموذجية تم توزيع الشقق على كل أسرة».

وعن الخدمات المقدمة حدثنا رئيس بلدية "الحميدية" الأستاذ "فواز ذياب" قائلا: «القرية منظمة منذ عام 1998، حيث تم إعمارها وتخديمها بشبكة مياه وصرف صحي وطرق وهاتف أيضا، يوجد في القرية معمل للبلوك ومعمل لتصنيع القساطل البيتونية بمختلف الأحجام، ومنشرة حجر، مستوصف، اتحاد للفلاحين، حديقة ومدرستين واحدة أساس وأخرى تجمع طلاب الإعدادية والثانوية، ونسبة المتعلمين فيها جيدة».

الأستاذ فواز ذياب

رحل الأتراك وبقي اسمها مرتبط بهم، الطيبة والمحبة تجمع شملهم، وتوحدهم الوقفة الصامدة بمحاذاة الشريط الحدودي الذي يفصلهم عن العدو الصهيوني، الذي احتلّ جزءاً من أراضيهم، تلك هي قرية "الحميدية" التي جمعنا بها البحث عن تاريخ مضى ومستقبل يصنعه أهلها بأيديهم.