هناك الى الجنوب من "طرنجة" وشمال "اوفانيا" تتربع هياكل حجرية لا أحد يعرف حقيقتها، رويت حولها قصص من الاجداد الى الاحفاد، وكلها تؤكد خرافة واحدة، نتعرف عليها من العم "شاهين رماح" والحكاية كما رواها أجدادنا لهم ولنا». والعم "شاهين" من سكان قرية "طرنجة" عاش فيها شابا وترعرع، غادر إلى "دمشق" مع أولاده وزوجته.

والى الآن يتذكر قصة "الفاردة" التي تحولت إلى حجارة وهي كما رواها له أجداده، وذكرها في تصريح لموقع eQunaytra بتاريخ 11/9/2009 كالآتي: «قالوا لنا منذ كنا صغارا إن هذه الحجارة والتي على شكل أصنام آدمية هي لموكب عروس (فاردة) كما هو متعارف عليه حتى الآن، وهم مجموعة من الأهل والأقارب الذين يقومون بإيصال العروس إلى بيت زوجها، خيموا (استقروا) بعد غياب الشمس على مشارف القرية، إذ كان من غير المستحب أن تدخل العروس القرية مساء، وفي الموكب أرادت إحدى النساء أن تغير حفاظة ابنها الصغير وتنظفه، فقامت النساء بمدها بأقمشة لذلك، ولكن يبدو أنها لم تنتبه لوجود الأقمشة، فاستخدمت رغيف الخبز لهذه الغاية، وبعدها نزل عليهم غضب من الرب لأن النعمة يجب أن تصان، وتحولوا جميعا إلى حجارة، ومازالت آثارها إلى الآن بادية منذ مئات السنين، والعروس تتمثل بصخرة كبيرة فوقها سنديانة صغيرة من الأعلى تشبه الإكليل الذي يوضع على رأس العروس، والى الآن لم نعرف هذه القصة إن كانت حقيقة أم خرافة، ولم يجرؤ احد على الاقتراب من الموقع لاكتشافه أو معرفة ما فيه».

إنها هياكل طبيعية من الحجارة، تشكلت عبر ملايين السنين من انجراف التربة، ولا أظن ما يحاك حولها من أساطير له صلة بالحقيقة، ولكن الخيال الشعبي استفاد منها للموعظة، برأيي

بدروها السيدة "ألمازة الزين" زوجة العم "شاهين" أكدت هذا الكلام ونفت أيضا إن كانت تعلم أي حقائق عن الموضوع.

العم شاهين

ولجأنا إلى مدير الآثار الأستاذ "عبد الله مرعي" في مجمل رده على هذا السؤال اقتصر كلامه على أنها تشكلات طبيعية بحتة وقال:«إنها هياكل طبيعية من الحجارة، تشكلت عبر ملايين السنين من انجراف التربة، ولا أظن ما يحاك حولها من أساطير له صلة بالحقيقة، ولكن الخيال الشعبي استفاد منها للموعظة، برأيي».

وتبقى الحيرة ويبقى السؤال والبحث عن الحقيقة بين الردود القليلة، ولا يوجد من يؤكد حقيقتها سوى تلك الحجارة الشاخصة أمام كل من أراد زيارتها، والتأكد عن كثب أهي واقع أم خيال.

السيدة ألمازة