«كانت حياتنا في قرانا "الجولانية" ملأى بالفرح والعمل فكل الأشياء مهمة وكل الأعمال مرتبطة ببعضها بعضاً لا نكاد نخرج من موسم حتى ننتقل للعمل في مواسم أخرى ولكل منها طقوسه ووقته وناسه، فموعد للحصاد وموعد لطحن الحبوب وموعد لقطاف الزيتون وآخر لعصر الزيت».

والقول للحاج "متعب عبد الرحمن" وهو من قرية "المنصورة" الذي حدثنا عن ذكرياته وعن قريته مضيفا لموقعنا يوم (20/7/2009): «أيامنا كانت ملأى بالعفوية والبساطة تعود لأيام الطفولة والشباب عندما كنا نجلس الى جانب بحيرة صغيرة في القرية تحيط بها غابة من الأشجار (السنديان، البلوط، البطم) وتعيش فيها حيوانات مائية وأخرى برمائية وكانت تتردد عليها الحيوانات البرية مثل الحصان البري ولكن الرمال المتطايرة من بركاني "تل العوام" في الشمال وتل "أبي الندى" في الجنوب طمرت البحيرة فكونت خزانات طبيعية للمياه تنبجس مياهها من عيون في شرق المدينة كعين "الكرش" وعين "الأمام" وعين "الواويات"».

أيامنا كانت ملأى بالعفوية والبساطة تعود لأيام الطفولة والشباب عندما كنا نجلس الى جانب بحيرة صغيرة في القرية تحيط بها غابة من الأشجار (السنديان، البلوط، البطم) وتعيش فيها حيوانات مائية وأخرى برمائية وكانت تتردد عليها الحيوانات البرية مثل الحصان البري ولكن الرمال المتطايرة من بركاني "تل العوام" في الشمال وتل "أبي الندى" في الجنوب طمرت البحيرة فكونت خزانات طبيعية للمياه تنبجس مياهها من عيون في شرق المدينة كعين "الكرش" وعين "الأمام" وعين "الواويات"

اما السيد "فايز خالدي" حدثنا عن ذكرياته أيام الصيف في "المنصورة" قائلا: «كانت البيادر تحيط بالقرية والبرك الحجرية التي أقامها الآباء والأجداد أقامها على مسيل القرية من أجل توفير الماء للحيوانات في أيام الضيق آه ما أجمل ليالي الصيف والسهر على مصاطب المنازل وأحاديث الأصدقاء، ولا ينسى كيف كانت الوالدة توقضني باكراً رغم الشعور الكبير بالنعاس لأذهب الى الحصاد ولأساعدها في أعمال الزراعة أو لينقل لها طبق العجين إلى التنور الذي كان موجوداً إلى شمال المنزل حيث نسمات الهواء تنقل إلينا رائحة الخبز الطازج كما تنقل أحاديث النسوة اللاتي يتجمهرن أمام التنور ويرددن الحكايا والمعاتبات وأحياناً الأغاني الأهازيجية القصيرة».

متعب عبد الرحمن

وعن عادات وتقاليد قرية "المنصورة" تحدث إلينا السيد "نديم ميرزا" قائلا: «العادات تتشابه في القرى الجولانية وكذلك الزي فكان الرجال يرتدون قميصاً وفوقه جاكيت من الجوخ أو الكتان مع الشروال الأسود وعليه زنار أو حزام وعلى الرأس الكوفية البيضاء (الحطة) مع العقال الأسود والبعض يضع الطاقية البيضاء، أما النسوة فكن يرتدين الفستان أو التنورة المزركشة القصيرة وتحتها بنطلون وكنزة جوخ أو قطن أو صوف وفوقها صدرية أو معطف وعلى الرأس كان يوضع المنديل الأبيض في بعض القرى أو الطربوش المكلل برباعي العصمليات الذهبية في قرى أخرى، ولكن اليوم اختفت تلك الأزياء وأصبحت الملابس عصرية وعلى الموضة».

أما عن عادات الزواج التقينا السيدة "نوال حمود" التي قالت: «لم تكن تختلف في قريتهم عن القرى المجاورة حيث يذهب أهل الشاب إلى بيت الفتاة التي يريدون خطبتها ومعهم الكثير من الوجهاء والأعمام والأخوال والعمات والخالات بحسب العائلة وعندما يحدد يوم الخطبة تقام حفلة مقتصرة على الأهل والمقربين ولكن يوم العرس تسبقه (التعليلة) وهي أسبوع من الليالي يجتمع أهل العريس بداره أو بالساحة القريبة من بيته ويقيمون الدبكات والرقصات وتقدم الولائم بشكل يومي مثل الشاكرية بالبرغل المدعومة بلحم الماعز أو الدجاج وتقدم الحلويات مثل الراحة أو الزلابي أو التين اليابس والزبيب، وفي الليلة السادسة تبدأ حفلة الحناء للعروس مع رفيقاتها ويقمن بالرقص والغناء والزغاريد وتجهز الصرة التي توضع فيها ملابس العروس وعند الوداع في اليوم السابع تتحول الزغاريد عند الأم والجدة والأخوات إلى بكاء وحزن ثم تركب العروس على الفرس وهي بكامل زينتها لتصل إلى بيت عريسها وسط الأهازيج والزغاريد والآهات».

السيد "فايز خالدي"