«جنوب غرب مدينة "دمشق"، على مسافة 40 كم منها. تلقفني هناك صوت الماء، الصادر عن الاقنية التي تروي البساتين، واجتاحتني رائحة النعنع البري، والدفلى، وعطر الورد الجوري. هنا يتداخل الشجر بالماء، والنبع بالحجارة، فتتدفق مياه نبع "الطماثية" من تحت الصخور ومن بينها، لتبعث الحياة بالشجر والبشر، على حد سواء».

الكلام للسيد "جميل حمدان" الذي يملك متنزها شعبياً على جانبي النهر، ومن أهالي قرية "المقروصة" في حديث لموقع eQunaytra، مضيفاً: «قبل الوصول الى القرية، وعلى بعد عشرات الأمتار، يصادفك مجرى النهر، الذي يملأ المكان بخرير جدوله، وعذب مائه. تسير على ضفاف النهر، فيدلك الطريق على مكان النبع، الذي يتفجر من قلب المغارة، ليتبدى للعيان، إعجاز الطبيعة وقدرة الخالق. مع تلك الأشجار الوارفة الظلال، ترى أشجارا موازية لها، هي وجوه الناس الطيبين، الذين لفحتهم الشمس، فصاروا بلون القمح، ونقاء الحنطة، وعلى محياهم تبدو ابتسامات الرضا، وتلويحات الترحيب بالضيف القادم إليهم».

يمكن للزائر أن يصل الى النبع، عن طريق "دمشق- سعسع- المقروصة". او بسلوكه طريق "خان أرنبة- دورين- مفرق تل الشحم- المقروصة"

ويوضح السيد "جميل حمدان" صاحب منتزه "نبع الطماثية" أن المنتزه يقدم كافة أنواع المأكولات، والاهم من ذلك إمكانية تقديم المكان للاستراحة طوال اليوم، مقابل مبلغ رمزي من المال لا يتعدى 500 ليرة سورية للطاولة الواحدة، مع تقديم الفحم ومياه الشرب مجانا. وهذه الأسعار شبه مجانية وهي بمثابة تشجيع للمواطنين لزيارة المنطقة والتمتع بسحرها، وسط أشجار التفاح والجوز، التي تمتد على السهول العامرة بالخضرة والمياه.

منتزه الطماثية

وعن كيفية الوصول الى نبع "الطماثية" يقول: «يمكن للزائر أن يصل الى النبع، عن طريق "دمشق- سعسع- المقروصة". او بسلوكه طريق "خان أرنبة- دورين- مفرق تل الشحم- المقروصة"».

ويشير السيد "عصام طليعة" وهو صاحب مطعم ومنتزه "الأعوج"، المجاور لنهر "الطماثية"، قائلاً: «يقع نبع "الطماثية" الى الشمال من قرية "المقروصة" ويشتهر بمائه العذب، والطبيعة الجميلة، الغنية بأشجار الجوز، التي تمتد على طوال ضفاف النهر، لترسم لوحة طبيعة ولا أجمل. للنبع ثلاث عيون، تغذي النبع الرئيسي، وقد أقيمت في السنوات الأخيرة عدة منتزهات وشاليهات، يقصدها السياح والزوار في فصلي الربيع والصيف، نظرا لاعتدال الجو وتوافر كل مقومات السياحة الشعبية، في المنطقة، التي تستقطب يوما بعد يوم، المزيد من حركة السياحة والرحلات الشعبية والمدرسية».

نبع الطماثية

السيد "أكرم عبد الحي" رئيس الجمعية الفلاحية في قرية "المقروصة"، أشار الى أهمية نبع "الطماثية" الذي يعد احد اكبر روافد نهر "الأعوج"، ويتميز بغزارة مياهه وديمومة جريانه طوال العام: «تقدر كمية غزارته نحو 30 م3 ، يروي اغلب الأراضي الزراعية التي تمتد على طول مجرى النهر، وتقدر مساحة الأراضي التي يرويها النبع، قرابة 10000 دونم من أراضي القرية، إضافة الى مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في قرى "حسنو- سعسع- كناكر".

اخذ نبع "الطماثية" أهميته نتيجة زيادة حركة السياح والزوار للمنطقة، جراء الإقبال الكبير عليها، حيث تؤمها الرحلات الشعبية والمدرسية، التي بدأت تشهدها منطقة النبع، المعروفة بعذوبة مياهها، وطبيعتها الجملية. ما دفع البعض من أبناء القرية، الذين يملكون الأرض الزراعية على جانبي مجرى النبع والنهر، لإقامة بعض المنشآت السياحية الصغيرة، الي تستقطب حركة الزوار والسياح والرحلات الشعبية، التي تقصد منطقة "جبل الشيخ". ومن هذه المنتزهات نذكر: مقصف نبع "الأعوج"- منتزه "تل السيوف"- منتزه "نبع الأعوج"- منتزه "الطماثية". وجميع هذه المنتزهات تتوزع على مجرى النهر ومنطقة النبع».