القرية الأولى المأهولة بالسكان في الجولان السوري هي "زعورة" بحسب المستشرق الالماني "فيكتور غرين شتيل": «فقد سكنها حوالي 120 نسمة من العرب السوريين في القرن التاسع عشر في مساكن من الحجارة البازلتية والطين، وتوسعت إلى مساكن حديثة من الإسمنت.

تعتبر "زعورة" واحدة من أقدم القرى المأهولة في الجولان في العصر الحديث، إذ ذكرها معظم الرحالة الأجانب الذين زاروا الجولان منذ مئتي سنة وأكثر، وتعني كلمة "زعورا" السريانية الآرامية: الصغير باللغة العربية، وهذا يدل على قدم هذه القرية وعراقتها في التاريخ.

تقع على المنحدرات الغربية للجولان، إلى الغرب من قرية "مسعدة" بـ 6 كلم، وتطل بمناظرها البهية على سهل "الحولة"، بينما يطل عليها جبل الشيخ (الحرمون) من الشمال، وتبعد باتجاه الشمال الغربي عن مدينة "القنيطرة"، حاضرة الجولان، نحو 22 كم.

القرية تبعت إدارياً إلى مركز ناحية "مسعدة" قبل الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وبلغ عدد سكانها قبل بدء عمليه التهجير القسري لسكانها، من قِبَل إسرائيل، نحو 2000 نسمة، اعتمدوا في حياتهم، إضافة إلى الزراعة، على عصر الزيتون، حيث تقع إلى شمال القرية معصرة للزيت، اشتهرت بـ (معصرة زعورة)، التي قدمت خدماتها للقرى المحيطة بها: "مجدل شمس، عين قنية، وعين فيت".

في العاشر من حزيران عام 1967 اندلعت في محيطها معارك طاحنة بين قوات الاحتلال الإسرائيلية والقوات السورية، وجرى تهجير سكانها وطردهم بالقوة من منازلهم، وجرت تصفية عدد منهم، كان في القرية حامية عسكرية سورية تقدر بقوة كتيبة مشاة في العام 1967، وجرت على ارضها معركة استبسل فيها الجنود السوريون استمرت خمس ساعات قبل سقوطها بيد الجيش الاسرائيلي. وفي منتصف القرن العشرين، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والمعيشية، استطاع الأمير "فاعور"، أمير "واسط"، فرض سيطرته على القرية وتسديد فواتير ديون تجارها وعمالها، من خلال شراء ومصادرة محاصيلها الزراعية من الخضراوات (مقثى، خيار، كوسا، باذنجان، البصل، البندورة، الصبار)، التي اشتهر سكان القرية بزراعتها.