قرية الحمة من قرى جولاننا الحبيب اشتهرت بينابيعها المعدنية الحارة وحماماتها الشتوية المعروفة، ومن غرائب الصدف موقعها الجغرافي حيث تبعد عن أربع عواصم عربية هي: دمشق– القدس– عمان– بيروت مسافة واحدة قدرها 135 كم.

تتميز الحمة السورية بطبيعتها الساحرة والخضرة الدائمة وهي ترتمي على ضفتي نهر اليرموك أحد أهم أنهار الجولان العربي السوري المحتل والذي تبلغ غزارته في وادي خالد 7,5م3\ ثا، أما في فصل الشتاء فتصل غزارته العظمى إلى 100 م3\ ثا.

تتبع قرية الحمة لمنطقة فيق في أقصى الجنوب الغربي من الجولان عند ملتقى الحدود السورية- الأردنية على الضفة اليمنى لنهر اليرموك.

عمل معظم سكان القرية قبل الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري في العمل السياحي نظرا لطبيعة موقعها الذي أعطاها الطبيعة الجميلة والمياه المعدنية الحارة والتي استخدمت في السباحة والاستجمام والمعالجة الفيزيائية لبعض الأمراض الجلدية والمفاصل. وإضافة الى العمل السياحي اشتغل السكان بالزراعة وتربية الماشية.

وتعد الحمة أرض الخضار الباكورية بسبب دفئها في فصل الشتاء حيث تباع المنتجات الزراعية للسياح والمنشآت السياحية ومن أشهر الخضراوات: البندورة– الخيار– الكوسا- الملوخية- وغيرها.

إضافة إلى زراعة الحمضيات خاصة الكرمنتينا والكريفون والليمون والتفاح والمشمش والموز.

تعرف قرية الحمة بكثرة ينابيع مياه الشرب العذبة وفيها سبعة عيون تقع شمال وشرق القرية إضافة إلى طاحونة الحمة المائية الشهيرة والتي كان يقصدها سكان القرى المجاورة.

بلغ عدد سكان الحمة عام 1967 م حوالي 450 نسمة وسكنتها عائلات– الجمعات– المحامدة– البراهمة– البشارات– الفلاحات.

عرفت الحمة حركة عمرانية كبيرة وكان فيها فندق من ثلاث طبقات وعشرات المحلات التجارية والمطاعم وفيها مدرسة إبتدائية منذ العام 1951م.

كانت الحمة كما وصفها أحد أبنائها مشفى ومشتى ولمياهها المعدنية شهرة عالمية نظراً لكثرة الحمامات ومنها:

  • حمام المقلى الذي تصل درجة حرارته إلى 52 درجة مئوية يفيد في شفاء أغلب الأمراض العصبية والروماتيزم وآلام المفاصل وتنقية الكلى من الرمل والحصى.

  • حمام البلسم تبلغ درجة حرارته 42 درجة مئوية يفيد في علاج الأمراض الجلدية بأنواعها.

  • حمام البلسم الثاني وحرارته 37 درجة مئوية منعش للجسم.

  • تلتقي مياه الحمامات في بركة ماء حيث تتصاعد الأبخرة وتنتشر في الجو رائحة الكبريت ومن ثم تسيل لتصب في وادي اليرموك.

  • بلغ عدد زورا حمامات الحمة عام1966 حوالي 50 الف زائر وسائح.

  • وتشتهر الحمة إضافة لحماماتها بآثارها ومنها:

    التل الأثري الواقع إلى الغرب من القرية، كما عثر في الموقع الأثري الكائن بين حمام المقلى والتل الأثري على أعمدة بازلتية مكسرة وقواعد أبنية وتيجان أيونية مع أنقاض مسرح روماني وبقايا كنيسة للقديس سرجيوس.

    ونظرا لأهمية الحمة السياحية كانت تمر بها سكة الحديد المنطلقة من دمشق إلى درعا وزيزون– تل شهاب– الحمة، وبمعدل رحلة يومية في الموسم السياحي الشتوي.