جباتا الزيت واحدة من قرى الجولان السوري تقع عند نهاية سفوح جبل الشيخ، الذي يحدها من الشمال، وتتبع إداريا الى ناحية مسعدة ويمكن

الوصول إليها عبر طريق القنيطرة- مسعدة- بانياس- جباتا الزيت. بلغ عدد سكان القرية 2236 نسمة عام 1954، ووصل التعداد الى 3922 نسمة عام 1967.

تشرف جباتا الزيت على سهل الحمة ويحدها من الشمال جبل الشيخ ووادي العسل الذي يفصلها عن بلدة مزارع شبعا اللبنانية، كما يحدها من الجنوب قرية عين قنية ومن الغرب بلدة بانياس.

جباتا الزيت ..دالية العنب

ترتفع عن سطح البحر 1000 م وتمتاز بطبيعتها الجبلية والتلال والهضاب والوديان، ومن أشهرها وادي ابو سويد، يوجد في القرية أكثر من 700 هكتار من الغابات والأحراش الطبيعية الغنية بأشجار البلوط والسنديان والزعرور البري والبطم والإجاص والخوخ البري اضافة الى شجيرات صغيرة مثل شجيرات العنب البري.

يوجد في القرية ثلاث معاصر لعصر زيت الزيتون ومعصرة لعصر العنب– الدبس– وأخرى لعصر الزيت، وتكثر في أراضي القرية العيون والينابيع العذبة الصالحة للشرب ومن هذه العيون عين القيقان– عين بشارة– اللبنة- الريحان- الحياة، والأودية السيلية مثل وادي صعب ووادي السكاوي ووادي عباس الشهير الذي تجتمع فيه مياه الأودية والعيون مشكلة نهر بانياس الشهير الذي يفيض في فصل الشتاء والربيع.

أهم المواقع الأثرية في جباتا الزيت:

تعد القرية من المواقع الموغلة في القدم والتاريخ وتعود آثارها الى العهد الآرامي والبيزنطي والروماني.

قلعة الصبيبة تبعد عن القرية 3.6 كم ومزرعة اصيري ومنطقة الخربة

وبئر نصوبا، وكذلك حزور الغربية كما يوجد مقام الشيخ عثمان الذي تحيط به غابة كثيفة من أشجار السنديان والبلوط والصنوبر، اضافة الى مقام الشيخ يوسف ومن المواقع الجدير ذكرها مغارة المكحلة- المكاحل- في وادي حلاوة وهي عبارة عن منجم للكبريت والرصاص، وقد استخدمه أهالي القرية في الحصول على الكحل كمزين للعين، ومن المواقع المعروفة مسجد القرية الذي بني عام 1961 وكذلك كنيسة ومقبرة.

وعرفت جباتا الزيت بمدرستها الابتدائية التي كانت الأجمل والأكبر بين مدارس الجولان اضافة الى مدرسة للبنات وقد وصلت نسبة التعليم في عام 1950 الى 70 بالمئة.

برز الكثير من المثقفين والوطنيين من أهالي جباتا الزيت اللذين شاركوا في الجهاد ضد الأتراك، ومنهم المناضل اسعد العاص الذي استقبل الأمير فيصل في منطقة الكسوة، وكان له شرف المشاركة في الهجوم على موكب الجنرال غورو أثناء زيارته الشهيرة الى مدينة القنيطرة. وفي العام 1967 شهدت تلال القرية والهضاب المجاورة لها معارك ضارية ضد العدو الإسرائيلي، والتاريخ يذكر جيدا معركة تل الفخار التي كبدت العدو الإسرائيلي أفدح الخسائر بالمعدات والجنود ولم يتمكنوا من احتلال القرية إلا بعد نفاذ ذخيرة الجنود الذين استخدموا السلاح الأبيض للدفاع عن القرية. وبعد احتلال الجولان عام 1967 قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بطرد السكان بالقوة وإجبارهم على ترك بيوتهم وترحيلهم، ومن ثم قام الاحتلال بتدمير البيوت وتجريف الأراضي وإزالة كل معالم القرية وإقامة مستوطنة إسرائيلية عليها. كما علمت سلطات الكيان الصهيوني على إقامة مكان للتزلج على الثلج يمتد من سفوح جبل الشيخ وينتهي عند أودية جباتا الزيت.

نزح جميع سكان القرية ليستقر بهم المطاف في تجمعات دمشق وريف دمشق على أمل تحرير كل ذرة من تراب الجولان الغالي والعودة الى أرضهم.