تمتلك محافظة "القنيطرة" ظواهر مناخية وطبيعية فريدة جعلتها تعيش الفصول الأربعة في ساعة واحدة وفي أي شهر، حيث يمكن أن تتزلج على الثلج في أعلى قمة ممثلة بـ"جبل الشيخ" شمالاً، وفي الوقت نفسه يمكن السباحة في أخفض نقطة جنوباً في منطقة "الحمة".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 18 تشرين الأول 2017، أمين تحرير صحيفة الجولان "علي جورية"، الذي قال: «مناخ "الجولان" جزء من مناخ البحر المتوسط، مع خصوصية تميزه عن أقاليم المناخ المتوسطي، حيث نجد نمطين من المناخ، هما: المناخ المتوسطي الرطب، والمناخ المتوسطي الجبلي؛ الأمر الذي يسمح بتحديد مناخ جديد يحمل اسم "المناخ الجولاني" ذا الصفات المميزة من حيث الموقع الفلكي، الذي يعطي منطقة "الجولان" صفات المناخ المتوسطي الرطب عموماً، والقرب من البحر، حيث تصل المؤثرات البحرية القادمة من البحر إلى "الجولان" التي لا تبعد عن البحر المتوسط سوى 50ـ65 كيلو متراً، ويؤثر عامل التضاريس في "الجولان" بارتفاعه عموماً وعدم وجود سلاسل جبلية مرتفعة تمنع وصول المؤثرات البحرية عبر فتحة "مرجعيون" في "جنوب لبنان" التي ترتفع إلى 700 متر، وفتحة "مرج ابن عامر" في شمال "فلسطين" بين جبال "نابلس والجليل"».

يتمتع "الجولان" بمردود مائي يعادل 3.7% من المياه التي تسقط فوق "سورية"، و14% من المخزون المائي السوري، ويتوضع على أرض غنية بمياهها؛ وهو ما يضفي أهمية واضحة على المنطقة، إضافة إلى تربته الخصبة الغنية وتضاريسه الجميلة ومناخه المتنوع المتوسط مناخ "البحر المتوسط" ذي الفصول الأربعة، ويعدّ "جبل الشيخ" أكبر خزان للمياه، وخاصة الجوفية منها نظراً إلى ثلوجه ومياهه وحراجه وهوائه الطيب العليل، ويطلق عليه "جبل الثلج"

وأضاف: «تتميز محافظة "القنيطرة" ومنطقة "الجولان" بواقع تضريسي وجغرافي بوجود الجبال العالية والوديان والسهول الخضراء، حيث يبلغ طول حدود "الجولان" مع "فلسطين" مسافة 67 كيلو متراً من الشمال إلى الجنوب، وتوجد في أقصى شمال "الجولان" أعلى قمة؛ وهي قمة "جبل الشيخ" التي ترتفع عن سطح البحر 2814 متراً، ومنها يميل الارتفاع باتجاه أقصى الجنوب إلى الانخفاض 212 متراً تحت سطح البحر، فقصر هذه المسافة والتفاوت الكبير بين الارتفاع والانخفاض أعطى لمنطقة "الجولان" ومحافظة "القنيطرة" ميزات مناخية وطبيعية فريدة، حيث يستمر وجود الثلوج على قمة "جبل الشيخ" طوال العام، وتكون المنطقة باردة حتى في فصل الصيف، لتمتد حتى تصل إلى المنطقة الوسطى في "الجولان" ذات السهول الخضراء لتبقى في أقصى الجنوب ذات المنخفضات والوديان، وتكون درجة الحرارة مرتفعة حتى في فصل الشتاء، وهذه الطبيعة الجغرافية جعلت من "الجولان" منطقة سياحية جميلة؛ فمن مناطق التزلج على الجليد في "جبل الشيخ"، إلى مناطق الاستجمام والتداوي بالمياه المعدنية الدافئة في منطقة "الحمة" جنوب "الجولان"».

"علي جورية"

"حامد الحلبي" باحث في قضايا "الجولان"، يقول: «يتمتع "الجولان" بمردود مائي يعادل 3.7% من المياه التي تسقط فوق "سورية"، و14% من المخزون المائي السوري، ويتوضع على أرض غنية بمياهها؛ وهو ما يضفي أهمية واضحة على المنطقة، إضافة إلى تربته الخصبة الغنية وتضاريسه الجميلة ومناخه المتنوع المتوسط مناخ "البحر المتوسط" ذي الفصول الأربعة، ويعدّ "جبل الشيخ" أكبر خزان للمياه، وخاصة الجوفية منها نظراً إلى ثلوجه ومياهه وحراجه وهوائه الطيب العليل، ويطلق عليه "جبل الثلج"».

وأضاف: «لـ"الجولان" مناخ متميز يبدأ من الشمال من "جبل الشيخ" والمناطق المجاورة له ببرد قارس، وكثافة ثلوج تصل ثخانتها إلى 1ـ2 متر، ويمتد إلى المنطقة الجنوبية الدافئة، ومياه "الحولة" الساخنة وشواطئ "طبريا" وسهل "البطيحة"، وتتنوع فيه الظواهر المناخية ودرجات الحرارة؛ فمن 14 درجة تحت الصفر في شهر كانون الثاني في "جبل الشيخ"، إلى 20 درجة فوق الصفر في اليوم نفسه بمنطقة "الحمة".

جبل الشيخ

ويعدّ المناخ أهم الخصائص الطبيعية؛ فهو يؤثر في تحديد نوع التربة والغطاء النباتي والحيواني، وتحديد الشبكة المائية، كما يؤثر في مجمل الأنشطة الاقتصادية للسكان وأنماط حياتهم المختلفة».

الفصول المتنوعة في صورة واحدة