يعتبر نبات "العكّوب" من أشهر ما تنتجه أراضي "الجولان" الذي يتمتّع بتنوع نباتاته وأشجاره وأزهاره، وذلك لمناخه المناسب؛ لذا تجعل فترة الإزهار في "الجولان" من أجمل الأماكن الطبيعة التي يراها الإنسان.

المهندس الزراعي "حسين محمد بكر"، قال لمدونة وطن "eSyris" بتاريخ 28 حزيران: « يتمتع الجولان بغطاء نباتي متنوع، وهذا يعود إلى عدة أسباب، منها: الموقع الجغرافي، والمناطق المناخية المتنوعة، إضافةً إلى التربة الصالحة لجميع الزراعات المروية أو البعلية منها، وأكثرها شهرة نبات "العكّوب"».

إن قطاف نبتة "العكّوب" مصدر رزق لكثيرين من سكان "الجولان"، ويحقق ربحاً وفيراً لهم، على الرغم من أن قطافه من المهمات الصعبة، نظراً إلى طبيعة هذه النبتة الملأى بالأشواك، وصعوبة التقاطها وتجهيزها

يضيف "بكر": «"العكّوب" جنس نباتي يتبع فصيلة النجمة، وهو نبات شائك، يُصنف من النباتات الزهرية "العائلة النجمية"، كما أنه نبات شعبي معروف، له موسم قصير، حيث يظهر أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع، إلا أنه ينتشر بكثرة في شهر آذار، وينمو في المناطق السهلية والجبلية».

المهندس حسين بكر

وأضاف "بكر": «إن قطاف نبتة "العكّوب" مصدر رزق لكثيرين من سكان "الجولان"، ويحقق ربحاً وفيراً لهم، على الرغم من أن قطافه من المهمات الصعبة، نظراً إلى طبيعة هذه النبتة الملأى بالأشواك، وصعوبة التقاطها وتجهيزها».

وعن فوائد هذه النبتة أوضح المهندس "بكر": «يؤكد خبراء التغذية أن لهذا النبات الشائك فوائد صحية جمّة، حيث إنه مفيد لتنحيف جسم الإنسان، ولمن يعاني ارتفاع الكولسترول والشحوم والإمساك المزمن، كما أنه غني بالأملاح المعدنية خاصة البوتاس، والفيتامينات المفيدة للجسم، ويُقال أيضاً إنه ينقّي الدم ويقوي القلب، لكونه غنياً جداً بالألياف المهمة».

نبتة العكوب في الأرض

"فاطمة نزال الطحان" من قرية "كودنة" في "الجولان"، قالت عن "العكوب": «كنّا ننتظر شهر آذار لنتهيأ أنا وجاراتي لنزهة برية لالتقاط "العكّوب" الغض الطري في السهول والأودية المحيطة بقريتنا، وكلّ منّا تحمل (صكّها) أو كيسها القماشي و(الخوصة المعدنية)؛ أي السكين القوية المعدّة لهذه المهمة، وننطلق للبحث عن تلك النبتة التي تنتشر في قرى "زاكية" و"النقب" و"وادي العال" و"وادي الشرقي" و"بير طلب"، ومنها إلى "خور سكوفيا" و"العال"، وجميع نسائنا يعرفن أنه يجب قص ساق النبتة على مستوى سطح التربة أو تحتها بقليل، لنحافظ على جذرها سليماً؛ حيث يعاود الإنبات والنمو في العام التالي».

وأضافت "فاطمة": «لكوننا نعتمد على منتوجات أراضينا في "الجولان"، فقد كانت النساء يقطفن "العكّوب" لبيعه في الأسواق، وكان متاحاً لأي شخص جنيه، لكونه من أكثر النباتات انتشاراً، إضافة إلى ذلك، كنّا نقوم بتخزينه بكميات كبيرة ليبقى متوافراً طوال العام».

فاطمة نزال الطحان

وعن طهوه وتخزينه قالت: «"العكوب" طبق صعب الإعداد، نأكل من هذا النبات الجذور والسيقان والأوراق والرؤوس، تُقطف منه براعمه الخضراء الطرية. أما عن طهوه، فيطهى باللبن كـ"الشاكرية"، أو مطبوخاً بالزيت والبصل، أو "بروستد العكّوب"؛ أي ما يسمى ببيض "العكّوب"، حيث يغطى بكامله بعجينة البيض والطحين، فتكون وجبة ذات مذاق لذيذ غني بالبروتينات وأقرب بطعمه إلى لحم السمك، أما عن تحضيره للمؤونة، فذلك يكون عن طريق سلقه ووضعه فوق قطعة من القماش لتتشرب الماء الداخل إليه حتى لا يفسد، ثم وضعه في الثلاجات واستخدامه خلال أيام العام».