صُنع "حجر الرحى" من "البازلت" الذي يعتبر من أهم أنواع الحجارة المستخدمة في الصناعات اليدوية التراثية، واستعمل لطحن الحبوب وجرشها، فسمي بـ "الجاروشة".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 حزيران 2017، التقت "فاطمة خليل خليل" من قرية "الثلجيات" في "الجولان" المحتل، التي قالت: «كانت تستخدم "الرحى" لطحن الحبوب للاستخدام المنزلي، مثل: جرش العدس، والفول، والقمح (البرغل)، وعلف الدواجن أحياناً، وهي عبارة عن حجرين ثقيلين، يحتوي الجزء الأول من الحجر ثقباً لإسقاط الحبوب عبره، واثنتي عشر قناة تُسمى "الروايا".

يبلغ قطر "الجاروشة" نحو نصف متر أو أقل، بثخانة 30سم، بينما قطر الفتحة الدائرية التي في وسطه 20سم، لتسقط الحبوب من خلالها

أمّا الجزء السفلي، ففيه ثقب ومحور لتدويره وقنوات تقابل قنوات الحجر العلوي، مهمتها إلقاء القمح من الثقب العلوي وتوزيعها على سائر قنوات الحجر السفلي، وهناك عصاة داخل قناة الحجر العلوي يتم تحريكها باتجاه عقارب الساعة لتتم عملية طحن الحبوب».

طقوس طحن الحبوب قديماً

وأضافت "فاطمة": «يبلغ قطر "الجاروشة" نحو نصف متر أو أقل، بثخانة 30سم، بينما قطر الفتحة الدائرية التي في وسطه 20سم، لتسقط الحبوب من خلالها».

"عائشة محمد بكر" من قرية "جباثا الخشب"، قالت: «لقد كان لطحن الحبوب قديماً طقوس وأغانٍ معروفة لا يزال الكثيرون ممن يستخدمون "الجاروشة" في طحن القمح يرددونها، ومن بينها: "والله لجرش برغلهن خشن ناعم حيّا الله... كل مين حبيبو معو وأني يبعثلي الله... والله لجرش برغلهن خشن ناعم حيّا الله... والله لاخذ حبيبي غصباً عنهم إي والله"».

فاطمة خليل خليل

وأضافت "عائشة": «يجب الانتباه عند تلقيم الحبوب من الثقب العلوي، كي لا تتسرب الحبوب المصابة بالسوس إليها، أو أن يكون معها "صرار"؛ أي حصى، فتجرشها الطاحونة؛ لأنها قوية وتجرش كل شيء، ولا بد أن تكون نظيفة لا يتسرب الماء إليها كي لا تصدأ وتصبح ذات رائحة عفنة؛ فلا تعود صالحة للطحن؛ لذا يجب تنظيفها جيداً وتعريضها لأشعة الشمس لمدة طويلة؛ لذا كان هناك أغنية متداولة تقول: "والجاروشة مسكرة... فيها مي معكرة... هونا مقص... وهونا مقص... فيها عرايس ترقص رقص"، ومعنى هذه الأغنية أن هناك مطاحن كبيرة لطحن الحبوب، وكانت آنذاك تُغلق لمدة طويلة عندما تتسرب المياه إليها حتى يتم تنظيفها بالكامل لتصبح جاهزة مجدداً للقيام بأعمال الطحن من دون أن تتسبب بفساد الحبوب، كما أن القصد من "العرايس" التي ترقص فيها، النساء اللواتي يقمن بأعمال تنظيف الطواحين».

عائشة محمد بكر