"المرشم" من الحلويات التي تمتاز محافظة "القنيطرة" بصنعها في الأفراح والمناسبات السعيدة، كما تعد أيضاً من الحلويات القديمة التي لها طقوسها المتوارثة من جيل إلى آخر.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تموز 2015، التقت السيدة "شمعة معتوق" ربة منزل من "القنيطرة"؛ التي حدثتنا عن "المرشم" بالقول: «تتنافس السيدات قبيل العيد بإعداد وتحضير أشهى الحلويات والمأكولات التراثية التي تصنع في أغلب البيوت بـ"القنيطرة"، ويعد "المرشم" أو "كعك العيد" أو "خبز الطابع" كما يطلق عليه بعضهم من أكلات الحلو التي يقترن اسمها بالعيد، حيث يحتل مكان الصدارة في قائمة الحلويات، ويكاد لا يخلو ممر أو شارع إلا وتعبق فيه رائحته الزكية والشهية، فلا يمكن أن نذكر العيد إلا ونذكر معه ذلك المذاق الرائع لأرغفة صغيرة منقوشة، طالما تسابقنا في صغرنا للحصول على أكبر كمية منها، تحمل أجمل النقوش وأكثرها وضوحاً، ولكنني في الحقيقة لم ألتزم يوماً بأوراق الروزنامة لإسعاد عائلتي بصنعها، ولكلٍّ طريقته في صناعتها».

تتنافس السيدات قبيل العيد بإعداد وتحضير أشهى الحلويات والمأكولات التراثية التي تصنع في أغلب البيوت بـ"القنيطرة"، ويعد "المرشم" أو "كعك العيد" أو "خبز الطابع" كما يطلق عليه بعضهم من أكلات الحلو التي يقترن اسمها بالعيد، حيث يحتل مكان الصدارة في قائمة الحلويات، ويكاد لا يخلو ممر أو شارع إلا وتعبق فيه رائحته الزكية والشهية، فلا يمكن أن نذكر العيد إلا ونذكر معه ذلك المذاق الرائع لأرغفة صغيرة منقوشة، طالما تسابقنا في صغرنا للحصول على أكبر كمية منها، تحمل أجمل النقوش وأكثرها وضوحاً، ولكنني في الحقيقة لم ألتزم يوماً بأوراق الروزنامة لإسعاد عائلتي بصنعها، ولكلٍّ طريقته في صناعتها

وعن مقاديرها وطريقة صنعها تتابع: «في البداية يتم تحضير عجينة "المرشم"، ومقاديرها تحددها السيدة التي ستقوم بالخبز، وبحسب عدد أفراد الأسرة أو العائلة، ودائماً تكون الكمية كبيرة، والمقادير هي: 6 كيلو غرامات من الطحين، إضافة إلى ظرفين من الخميرة الفورية، سكر حسب الرغبة، 4 أكواب زيت أبيض، 2 كأس لبن، 6 أكواب حليب ناشف، 4 بيضات، ملعقة صغيرة من "اليانسون" المطحون و"المحلب" المطحون و"الشمرا" المطحونة، وجوزة الطيب، إضافة إلى السمسم و"حبة البركة"، ثم يتم خلط هذه المقادير ودعكها بالماء الفاتر والزيت إلى أن تصبح عجينة متماسكة، وتترك من ساعتين إلى ساعتين ونصف الساعة حتى تتخمر، وبعد ذلك نقوم بتقطيعها على شكل دوائر صغيرة توضع ضمن قالب خاص بها، وهو متوافر في الأسواق بنوعين الخشبي أو البلاستيكي، ليتم بعدها وضعها في صوانٍ كبيرة لتخبز في الفرن بعد أن اكتسبت العجينة النقوش الموجودة على القالب، وبعد نضجها يتم دهنها بالزيت لتصبح جاهزة للأكل».

أقراص "المرشم"

وعن سبب تسميتها بـ"المرشم" تقول الباحثة الاجتماعية "منتهى العيد": «يقال إنها سميت بهذا الاسم لأن أهلنا كانوا يصنعون من العجينة دوائر صغيرة، ثم توضع هذه الدوائر ضمن قالب خشبي حفرت عليه الدوائر والنقوش وتُرص عليه لتظهر النقوش على العجينة، وهذا القالب يسمى "الرشم"، و"الرشم" في اللغة العربية هو لوح خشب محفور، وتأتي أيضاً بمعنى أثر المطر في الأرض، ولما ترك القالب أثر رسومه بالعجينة حتى بعد خبزها أصبح يقال عنها "مرشومة" أي مرسوم عليها، فسمي "المرشم".

ولصناعته طقوس اجتماعية جميلة، فلا تزال العائلة في "القنيطرة" على الرغم من كل مصاعب الحياة ومشاغلها وتطورها لا يروق لها إلا المواظبة على مواصلة تقاليدها الأصيلة، حيث تجتمع الأخوات والجارات معاً لتحضير "المرشم"؛ فلا يمكن أن يتم تحضيره من قبل فرد واحد، وهذا ما يخلق جواً من التعاون والتنافس في آنٍ معاً، في أجواء ملأى بالفرح والمحبة، وهنا تطول أحاديث النسوة وتنتهز الفتيات الفرصة لتبادل الأحاديث الشيقة والممتعة، وتترافق أحياناً مع الأغاني والزغاريد و"الهيجني"، وتتعالى ضحكات الأطفال فرحاً وشوقاً بانتظار خروج الخبز من الفرن ليتذوقوها بشغف حتى ولو كانت ساخنة، ويكمن السر في لذة هذه الأكلة بطيب وكرم من تعدها».

القالب المستخدم
شمعة معتوق