من أهم الألعاب وأكثرها شيوعاً في الأحياء الشعبية، تعد حكراً على الأطفال الذكور فقط، وهي كرات زجاجية ملونة صغيرة، تعتمد على الدقة في التصويب، لها شروط محددة وأماكن خاصة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 تموز 2015، الطفل "أحمد الخطيب" من قرية "جرابا"؛ الذي تحدث عن قوانين اللعبة وأنواعها، ويقول: «تتنوع هذه اللعبة وتختلف قوانينها من منطقة إلى أخرى ومن حارة إلى حارة، وذلك بحسب اتفاق اللاعبين والشـروط التي يضعونها، حيث يتم في البداية تحديد خط اللعب بالاتفاق بين اللاعبين أنفسهم ويكون بمسافة لا تقل عن المترين، ويتم قياس المسافة بالخطوات أو تقديرياً.

تتنوع هذه اللعبة وتختلف قوانينها من منطقة إلى أخرى ومن حارة إلى حارة، وذلك بحسب اتفاق اللاعبين والشـروط التي يضعونها، حيث يتم في البداية تحديد خط اللعب بالاتفاق بين اللاعبين أنفسهم ويكون بمسافة لا تقل عن المترين، ويتم قياس المسافة بالخطوات أو تقديرياً. نسمي "الدّحل" الذي نستخدمه لإصابة الدحاحل الأخرى "راس"، وكل لاعب يختار لون "راس" مميز له يختلف عن لون "راس" اللاعب الآخر، ويختلف أيضاً عن ألوان الدحاحل الأخرى المستخدمة ضمن اللعبة منعاً للالتباس وضياع "الراس" بين دحاحل اللعب، ويكون عادة بلون واحد، إما أصفر أو أحمر أو أزرق أو أخضر أو أبيض، ويوجد دحّل خزفي بلون أبيض مميز نسميه "حليبي" أو "راس حليبي"، أما الأرض الترابية التي يتم اللعب عليها فتسمى "المسبل"، وكثيراً ما تتشكل الحلقات من اللاعبين والمتفرجين على طول المسبل، ويتم تسلسل دور اللاعبين بالتصفية، أي بإصابة رؤوس بعضهم، والذي يصيب كل الرؤوس يكون الأول وبعده الثاني وبعده الثالث، والأخير يسمى "الطشي"

نسمي "الدّحل" الذي نستخدمه لإصابة الدحاحل الأخرى "راس"، وكل لاعب يختار لون "راس" مميز له يختلف عن لون "راس" اللاعب الآخر، ويختلف أيضاً عن ألوان الدحاحل الأخرى المستخدمة ضمن اللعبة منعاً للالتباس وضياع "الراس" بين دحاحل اللعب، ويكون عادة بلون واحد، إما أصفر أو أحمر أو أزرق أو أخضر أو أبيض، ويوجد دحّل خزفي بلون أبيض مميز نسميه "حليبي" أو "راس حليبي"، أما الأرض الترابية التي يتم اللعب عليها فتسمى "المسبل"، وكثيراً ما تتشكل الحلقات من اللاعبين والمتفرجين على طول المسبل، ويتم تسلسل دور اللاعبين بالتصفية، أي بإصابة رؤوس بعضهم، والذي يصيب كل الرؤوس يكون الأول وبعده الثاني وبعده الثالث، والأخير يسمى "الطشي"».

الطفل أحمد الخطيب

وللعبة "الدحاحل" أنواع كثيرة يمكن أن يمارسها اثنان أو أكثر من اللاعبين، ولعل أبرزها لعبة "الشكة" التي يحدثنا عن طريقة لعبها ويقول: «تبدأ بأن يضع كل واحد من اللاعبين زوجاً من الدحاحل أحدها إلى جانب الآخر، أو أن يشك عملة معدنية في التراب حيث تكون واقفة على حرفها من أجل إصابتها بالدحّل الذي يطلقه اللاعب بقوة مستخدماً السبابة والإبهام، وعلى مسافات متساوية تقريباً بين كل زوج وآخر مسافة لا تقل عن المتر، والنقود أو زوج الدحاحل التي يصيبها اللاعب بتسديداته يربحها وتصبح ملكه.

كما توجد لعبة اسمها "مور"، حيث نرسم على الأرض مثلثاً صغيراً متساوي الأضلاع نضع الدحاحل على أضلاعه وفي وسطه، ثم نطلق عليه من مسافة بداية خط اللعب، وإذا تحققت إصابة الدحاحل في المثلث ستتبعثر، وعندها كل دحّل يخرج مبتعداً عن المثلث يربحه اللاعب الذي قام بالتسديد وأصابه وأبعده، وأثناء هذه اللعبة نتحرك مع الدحّل "الراس" ونسير خلفه أينما ذهب؛ لأن التسديدة التالية ستكون من المكان الذي توقف عنده، وهنا أغلب الأوقات تعلو الأصوات والخلافات أحياناً، فقد يحصل أن يغش أحدنا فيزحف بيده قليلاً لتقريب المسافة لزيادة فرصة الإصابة، فتعلو أصوات الاحتجاجات من خصومه اللاعبين قائلين له "قلطت" أي غششت وزحفت بيدك لتقريب المسافة.

مجموعة من الدحاحل

أما لعبة "البيش" فهي عبارة عن حفرة صغيرة بالأرض نقذف الدحّل باتجاهها؛ فإذا دخل فيها يتناول اللاعب دحّله منها ويقذف به باتجاه دحّل اللاعب الآخر؛ فإذا أصابه أخذه».

الباحثة التاريخية "نورا زنكلو" حدثتنا عن كيفية وصول لعبة "الدحاحل" إلى منطقتنا بالقول: «عرف الإنسان القديم الكرات الزجاجية "الدحاحل" قبل أكثر من خمسة آلاف سنة، لكنه لم يصنعها من أجل تسلية الأطفال؛ فقد كانت وظيفتها دينية في عصر الفراعنة في "مصر"، ولا يمتلكها سوى رجال المعابد من كهنة وعرافين، ومع الزمن انتقلت وظيفتها من العرافة إلى لعبة لتسلية الأطفال، ولم يتم تحديد كيفية وزمن انتقالها من أيدي العرّافين والكهنة إلى أيدي الأطفال للهو والمتعة، وقد تميزت الكرات الزجاجية في عصر الفراعنة بأنواعها المختلفة من حيث مادة الصنع وجودة التصنيع، حيث كانت كل مادة تدل على طبقة من طبقات المجتمع، فأطفال الفراعنة كراتهم مصنوعة من الأحجار الكريمة، وأطفال الطبقة التي تليها كانوا يستخدمون الزجاج، أما أطفال الطبقة الدنيا فقد صنعوا كراتهم من مفاصل الكلاب والخراف أو من الطين الخزفي، وفي عام 1400ق.م استخدم الأطفال هذه الكرات للتسلية واللهو من دون المرور بمرحلة الوظيفة الدينية، حيث كانوا يلعبون بكرات مصنوعة من "اليشب" والعقيق، وكانوا يزينونها بألوان زاهية، كما شاعت هذه اللعبة، أما في عصرنا فقد شاعت لعبة "الدحاحل" في فترة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات ومازالت مستمرة إلى وقتنا هذا، وخاصةً في الحارات الشعبية، ويمضي معظم الأولاد ساعاتٍ طوال في لعبها؛ وهو ما يثير نقمة الأهالي لأنها تشغل معظم وقتهم».

أثناء اللعب