تميز بإطلالة وحضور مختلف، وخالف عادة الشعراء في الاعتماد على الرمز واختار صراحة ووضوحاً بقصائده، أبدع في صياغة الشعر النبطي، إنه الشاعر "نزار سليمان".

الذي بدأ حديثه لموقع eQunaytra بتاريخ 10/1/2012م بالقول: «الشعر النبطي كلام جميل ممتع ومعبر يدل على المعنى والمكون من اللفظ والوزن والقافية يدخل فيه صاحبه ألوان الاستعارات والتشابيه والمجازات الممتعة».

للشاعر "نزار" حضوراً متميز في مهرجانات الشعر التي تقيمها المراكز الثقافية في المحافظات وهو من مشجعي فكرة إحياء منتدى الجولان الثقافي

وعن بداياته في كتابة الشعر قال: «عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري حيث تجلى في إجابتي الصامتة على شكل ضحكة خجولة عندما طلب مني والدي أن أملأ وقت فراغي بشيء مفيد كأن اتعلم الرسم أو أن أقوي ثقافتي باللغة الأنكليزية أو أن أحسن خطي أو أن أنظم الشعر وهو الأمر الذي أضحكني ضحكة خجولة لأنني كنت أتصور أن الشعر هو أسطورة وأبطالها الشعراء لا يعيشون بيننا إلا أن هذا التصور لم يدم طويلاً بفضل ما يعيشه المراهق من فضول وحب التحدي والميل إلى التجربة وهنا ولدت لدي الرغبة في أن أخوض هذه التجربة والتي أصبحت حقيقة فيما بعد.

الشاعر "نزار سليمان"

والموهبة وحدها لا تكفي لنظم هذا النوع من الشعر لأنه يقوم على مرتكزات عديدة والموهبة هي إحدى هذه المرتكزات لكون الشعر لغة الموهبة، وقد لاحظت تطوراً بطيئاً في بداياتي بنظم الشعر النبطي بسبب اعتمادي على الموهبة فقط وهنا أقصد النوع وليس الكم، كما أن الشعر النبطي لا يختلف كثيراً عن أنواع الشعر العديدة فهو يتقاطع معها في أهم الأدوات ومنها الموهبة والمخزون الفكري والثقافي واللفظي بالإضافة إلى السيطرة التامة على القصيدة من حيث الوزن والقافية والمضمون الإنساني لأني أرى أن القصيدة كائن حي ويجب تهذيبه على ألا يفهم من كلامي أن يكون الشعر خجولاً أو مجاملاً أو جباناً في التصدي للقضايا المصيرية للأمة فالقصيدة عندما تولد كاملة مجازاً.. لا تموت».

  • الشعر النبطي: هو عبارة عن سرد لوقائع وقصص من البيئة، كيف أثرت فيك بيئة الجولان؟
  • ** بتعريفك للشعر على أنه سرد لوقائع وقصص من البيئة تشبهه بالحكواتي وهذا ظلم للشعر النبطي، نعم أنا أجتمع معك على أنه راو محترف وذاكرة أمة ولكنه يساهم في صنع الوقائع ويجعل منها قصصاً مثيرة تصبح فيما بعد تراثاً حضارياً تتناقله الأجيال على مر العصور أما بالنسبة للبيئة الجولانية فقد ظهر تأثيرها في تقسيمات وجهي وفي بنية جسدي فكيف لا يكون لها تأثيرها الكبير في نفسي وطباعي وكتاباتي التي لم تنصفها حتى الآن؟».

    وحول أنواع الشعر النبطي يقول "سليمان": «الشعر النبطي كغيره من أنواع الشعر منه الشعر العمودي والشطرين وبه تحافظ القصيدة على الوزن والقافية حتى آخرها وغالباً ما تكون القصيدة بقافيتين إحداهما في الصدر والآخرى في العجز وهذا ما نسميه القصيد وهناك الشعر الحر بحيث لا تحكمه قافية واحدة أو بحر وإنما قوافي عديدة ووزن موسيقي يحفظ جسد القصيدة من الترهل وهذا الشعر غالباً ما يستعمل لسرد القصص وهناك ما اسميه بشعر المقاطع ويختلف اسمه من بيئة لاخرى فمثلاً يطلق عليه عندنا الهجيني وأريد أن أشير إلى أن الأسماء التي نسمع بها ونتداولها في الشعر النبطي ما هي إلا اسماء لبحور الشعر النبطي وليست أنواعاً كالجوفي والصخري والسحوب على سبيل الذكر وليس الحصر».

    وذكر "سليمان": «الشعر النبطي في سورية ما زال مغموراً بعض الشيء على الرغم من بعض المحاولات لإنصافه من خلال المهرجانات والنشاطات التي تقوم بها بعض مديريات الثقافة والتي لا تلقى اهتماماً اعلامياً بالشكل المطلوب».

    وهذه بعض الأبيات من تأليف الشاعر "نزار سليمان":

    "ما هقيت الليل ساجي لين شفت الليل ساجي

    سج فيني في عتمته واختلف فيني مزاجه

    قمت ادور في شعوري واداري انه مو مزاجي

    لكن من افكاري طفلة حركت في نفسي حاجه

    صورت في الليل طرحة وتحتها بدر الدياجي

    والحبيب الي يناظر ما بقى ينفع علاجه

    ما قدرت أخفي رضاي ولا قدرت أخفي انزعاجي

    والغريبة الليل مثلي في رضاه وانزعاجه".

    وحول كتابات الشاعر "نزار سليمان" يقول الشاعر "جابر أبو حسين": «يتميز الشعر الذي يكتبه ويلقيه الشاعر "نزار سليمان" ببلاغة رائعة وجميلة ولفتات ساحرة، فعندما تسمع قصائد "نزار" لأول مرة تشعر بأنك بحاجة لاستماع المزيد دون ملل أو تململ وله أسلوب متميز بالإلقاء يستدرجك بلباقة، حيث يغلب على قصائده الطابع الغزلي والطابع السياسي والاجتماعي ففي أغلب قصائده تجده يتحدث عن تراث "الجولان" و"القنيطرة" وشعره مفهوم من الجميع».

    وأضاف: «للشاعر "نزار" حضوراً متميز في مهرجانات الشعر التي تقيمها المراكز الثقافية في المحافظات وهو من مشجعي فكرة إحياء منتدى الجولان الثقافي».

    يذكر أن الشاعر "نزار سليمان" من مواليد عام 1980م قرية نبع الصخر في محافظة القنيطرة، تخرج من معهد التربية الرياضية عام 2001م، عمل مدرساً لمادة التربية الرياضية في مدارس المحافظة، شارك في العديد من الأمسيات الشعرية التي أقامتها مديرية الثقافة وفرع شبيبة القنيطرة، كما شارك في المرحلة الأولى من تحديات الشعر الشعبي على قناة فواصل وشارك في مهرجان ليالي الجولان للشعر الشعبي في عام 2008م، وهو الآن بصدد طباعة أول ديوان له.