عندما تقرأ قصصه ورواياته تشعر وكأنك تعيش أحداثاً جرت في "الجولان" المحتل و"فلسطين" ودول المقاومة العربية رغم أنك لم تعاصر تلك الأحداث، حيث صور لنا من خلال أعماله أحداثاً جرت في "الجولان" المحتل ودخول الاحتلال إليه.

إنه القاص والروائي "علي حسان المزعل" ابن قرية "كفر حارب" في "الجولان" المحتل، الذي التقاه موقع eQunaytra لمعرفة المزيد عن مسيرة حياته فكان معه هذا الحوار:

  • في البداية من هو "علي المزعل".. وماذا عن طفولته؟
  • القاص والروائي "علي المزعل"

    ** أنا من مواليد عام 1953م من قرية "كفر حارب" المحتلة في "الجولان" المحتل التابعة لمنطقة "فيق" في محافظة "القنيطرة" على الحدود مع "فلسطين" غرباً و"الأردن" جنوباً، كما تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً باعتبارها صلة الوصل بين "سورية" وتلك الأقطار، حيث عشت طفولتي في قرية "كفر حارب" التي تطل مباشرة على بحيرة "طبرية" وكانت "فلسطين" في عيوننا دائماً فمنذ الصباح الباكر كنا نمارس ألعابنا على بعد كيلومترات من "فلسطين" العربية وربما تلك الفترة تركت آثارا كبيرة على حياة الجميع، حيث كنا شهود عيان على الكثير من الاشتباكات اليومية مع العدو الصهيوني وبقيت ذاكرتنا عامرة بأحداث المنطقة حتى هذا التاريخ وعلى ما يبدو أن ذاكرة الطفل لا تنسى شيئاً شهدته، وبشكل عام كانت طفولتي بين المدرسة والحصاد والبيادر وألعاب الفلاحين المعروفة.

    درست المرحلة الابتدائية في مدارس قرية "كفر حارب" وبعد النزوح تابعت المرحلة الإعدادية في مدرسة "أبي الطيب المتنبي" في محافظة "درعا" والمرحلة الثانوية في "ثانوية درعا الشرقية" في محافظة "درعا" ثم تابعت في كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرجت عام 1977م وبعدها عملت مدرساً في مدارس محافظة "القنيطرة" لفترة محدودة وثم انتقلت لمهام أخرى.

    روايته "جياد الفجر"

  • متى بدأت رحلتك مع الأدب وتحديداً "القصة"؟
  • ** ليس هناك تاريخ محدد لعلاقتي مع الأدب لكن عندما أعود بالذاكرة إلى الخلف أذكر أنني كنت أكتب موضوعات في الإنشاء "التعبير" متميزة في مرحلة الدراسة وكان بعض الأساتذة يثني عليها كثيراً وكنت أرغب في القراءة دائماً لكن لم يكن في ذهني أن أكون أديباً ولكن على ما يبدو أن نكسة حزيران ومغادرتي لقريتي تحت الضغط قد فجر موهبة كانت موجودة حيث إن آلم الفقد والشتات والشوق للوطن والرغبة في دحر الاحتلال كل هذه العوامل وجهت موهبتي فيما بعد باتجاه كتابة القصة.

    من مؤلفاته

  • في أي عام كتبت أول قصة.. وعن ماذا تتحدث؟
  • ** عندما كنت طالباً في الجامعة قسم اللغة العربية بعنوان "العبور" حيث نشرت في ملحق الثورة الثقافي آنذاك في عام 1978م وكانت هذه القصة تتحدث عن عبور الفدائيين إلى الوطن وبعدها تابعت ضمن محاولات عديدة في الكتابة إلى أن صدرت لي المجموعة الأولى بعنوان "شهادات على جدران الوطن" في عام 1987م وأود الإشارة إلى أن صفحة أدب الشباب في جريدة الثورة آنذاك والتي كان يشرف عليها المرحوم الشاعر "إياد علي" كان لها دور كبير في صقل موهبتي وتشجيعي وبعدها تابعت إصدار مجموعات قصصية متنوعة وهي مستمرة حتى الآن.

  • لماذا اخترت القصة دون غيرها من أنواع الأدب؟
  • ** إن علاقتي مع الحكاية علاقة قديمة من خلال ما كنت أسمعه في المجالس والمضافات من قصص ترصد بطولات الفلاحين في تلك المنطقة ويبدو لي أن القصة رغم صعوبتها هي أكثر الأجناس الأدبية قدرة على استيعاب الأحداث والمشاعر والأحلام فأنا بطبعي أحب القص ولهذه الأسباب اخترت القصة دون سواها وربما كان اختيار غير مقصود.

    * ما طقوسك أثناء الكتابة؟

    ** ليس لي طقوس محددة في الكتابة لكنني أعاني كثيراً قبل ولادة النص ففي كثير من الأحيان يستمر انشغالي بفكرة معينة زمن طويل ولا أشعر بالراحة إلا عند ولادة النص ولكن هذه الراحة لا تستمر طويلاً فيبدأ الاستنفار لكتابة نص آخر وبشكل عام يبدو أن هناك تفاعلات داخلية لا يمكن أن يدركها ألا من اكتوى بنار الأدب ويمكن لي أن أكتب في أي مكان عندما تكون الفكرة ناضجة وفي أحيان كثيرة يخيل لي أني سأكتب قصة هذا اليوم لكن الأمر يمتد زمناً طويلاً فلا أعرف متى يولد النص تماماً، وربما أن الطقس الهام في تجربتي أنني عندما أكتب نصاً أتركه زمناً طويلاً قبل النشر ثم أعود إليه بعد أن تكون قد انتهت حرارة الولادة فاقرؤه بعين الناقد ومرات عديدة إلى أن أشعر بشيء من الاستقرار فأدفعه إلى النشر وأود القول إن هاجسي الأساسي هو الوصول إلى المتلقي بأي شكل من الأشكال ولكن ليس على حساب الفن.

  • لماذا الجولان والانتفاضة هم ركيزة أدبك؟
  • ** أذكر ما قاله أحد النقاد بأن الكاتب لا يكتب في حياته إلا موضوعاً واحداً مهما تعددت المؤلفات، وكل ما كتبته حتى الآن يدور حول موضوع واحد هو "الجولان" و"فلسطين" والمقاومة ولكن في كل مرة يتجلى لي هذا الموضوع بشكل جديد وفي جميع الأحوال أنا أكتب من ذاكرة شكلتها أحداث "الجولان" وصخور "الجولان" وأودية "الجولان" وأهل "الجولان".

  • ما جديد القاص والروائي "علي المزعل"؟
  • ** كانت آخر رواية أصدرتها بعنوان "جياد الفجر" وهي تتحدث عن المقاومة ولعل اللافت في هذه الرواية أن قصتي الأولى كانت بعنوان "العبور" قبل أكثر من عشرين عام وروايتي الأخيرة انتهت بالعبور رغم هذا الزمن المديد وهذا يؤكد ما قلته سابقاً أن الكاتب لا يكتب في حياته ألا موضوعاً واحداً مهما تعددت المؤلفات فهاجسي هو العبور إلى الوطن المحتل، ولدي بعض القصص سأصدرها قريباً ضمن مجموعة قصصية.

  • ما القصة التي كتبتها وكانت الأقرب إليك؟
  • ** كل ما يكتبه الأديب يكون قريب إليه بشكل أو بآخر لكن هناك نصوص أشعر بأنها تعبر عني أكثر من غيرها وأقرب النصوص إلى نفسي قصة بعنوان "العلبة المعدنية" وقد كتبتها منذ زمن طويل لكنني لا أنساها لأن هذه العلبة ما زالت في خزانتي حتى الآن وهي تحتوي أوراق الأرض في "الجولان" المحتل وقد حملتها أمي عندما غادرنا القرية فهذه القصة أشعر باستمرار أنها الأقرب إلى نفسي.

  • ماذا عن الجوائز الأدبية التي حصلت عليها؟
  • ** حصلت على جوائز مختلفة كانت أولها في عام 1985م حيث حصلت على الجائزة الأولى لمسابقة القصة القصيرة التي أعلنت عنها نقابة المعلمين وذلك عن مشاركتي بقصة "القناص" التي تتحدث عن المقاومة الفلسطينية والحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت حتى الثمانينات وقد رصدت بطولة الفدائيين في التصدي لقوات الاحتلال وأدانت الحرب الأهلية اللبنانية وهي عبارة عن دعوة للوحدة والمقاومة، كما حصلت على جائزة "البتاني" للإبداع الأدبي، وجائزة "الخميني" للإبداع الأدبي منذ أعوام.

  • أنتَ الآن رئيس فرع "القنيطرة" لاتحاد الكتاب العرب، كيف تصف لنا واقع الكتاب "بالقنيطرة"؟
  • ** فرع "القنيطرة" لاتحاد الكتاب العرب هو فرع تأسس في إطار النهضة الشاملة للمحافظة وقد وصل عدد أعضائه حتى الآن /13/ عضو وهو رقم مهم قياساً بعدد سكان المحافظة ويقوم الفرع برعاية هؤلاء الأعضاء نقابياً وثقافياً حيث يقدم لهم الضمان الصحي وتعويضات النشاطات الثقافية وكل ما يخدم الحركة الثقافية في محافظات القطر ونحن نعمل في إطار الخطة العامة لاتحاد الكتاب العرب التي قد تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، وهناك جهود لبناء مقر للفرع على أرض محافظة "القنيطرة".

    والجدير ذكره بأنه صدر للقاص والروائي "علي المزعل" مجموعة من الأعمال الأدبية وهي:

    شهادات على جدران الوطن – قصص عام 1987م.

    ندى الحصاد – قصص عام 1992م.

    أبي خارج القبر – قصص عام 1994م.

    قناديل الليالي المعتمة – رواية عام 1998م.

    وجه آخر للدم – قصص عام 2001م.

    قبلة لأمي .. قبلة للتابوت – قصص عام 2006م.

    جياد الفجر - رواية عام 2007م.

    وكان قد عمل أميناً لفرع "القنيطرة" لطلائع البعث منذ عام 1980 ولغاية 1998م. وبنفس الوقت كان رئيس فرع "القنيطرة" لاتحاد الكتاب العرب.

    كان عضواً في مجلس الشعب للدورة التشريعي السابعة من عام 1998 ولغاية 2002م.

    كان عضواً في قيادة منظمة طلائع البعث على مستوى القطر رئيساً لمكتب الثقافة والإعلام منذ عام 2002 ولغاية عام 2009م.

    كان عضواً في هيئة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي ومجلة الموقف الأدبي وملحق الجولان الثقافي. وحالياً رئيس فرع "القنيطرة" لاتحاد الكتاب العرب، ومدير مكتب الهيئة الشعبية لتحرير الجولان.