بهدف جمع وتوثيق معلومات كاملة عن منطقة "الجولان" العربي السوري المحتل، والتعرّف إلى قراه وحقوله وأوديته وسكانه، أطلق فرع "القنيطرة" لاتحاد شبيبة الثورة مبادرة شبابية تطوعية بعنوان: "جذور الجولان".

"مانيا إبراهيم" رئيسة مكتب الإعلام والمعلوماتية في قيادة "شبيبة القنيطرة"، والمسؤولة عن هذا المشروع، حيث قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الثاني 2018: «المشروع فكرة قديمة استوجبت الاهتمام بها كثيراً، وتضافرت فيها الجهود الحثيثة كي لا تكون جذورنا وأصولنا التاريخية عُرضةً للنسيان، لكن الظروف الصعبة حالت دون الاستمرارية لهذا المشروع، وخاصة في الظروف الحالية التي يمرّ بها البلد».

للمشروع فرقة شعبية تراثية جولانية تتألف من خمسة عشر عضواً، مهمتها إحياء التراث الشعبي الجولاني من خلال المشاركة في جميع المناسبات الشعبية والرسمية، ليكون "الجولان" حاضراً في كافة الفعاليات

وأضافت: «الهدف من المشروع تسليط الضوء على أهمية "الجولان" المحتل من حيث الموقع والأهمية الاقتصادية والاستراتيجية والحضارية والسياحية والثقافية، وتوثيق شهادات حية على لسان أهله الذين عاشوا مرحلة ما قبل عام 1967، لكشف زيف وادعاءات الاحتلال الصهيوني.

"مانيا إبراهيم" بالزي الشعبي الجولاني

إضافة إلى تعزيز روح الانتماء الوطني لدى الأجيال القادمة، والتمسك بالهوية الوطنية، والتعرف إلى القرى الجولانية بكافة جوانبها ومقوماتها، والعودة إلى التراث والأصالة والفلكلور الشعبي والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في "الجولان"، وتخليد بطولات أهل "الجولان" في مقاومة الاستبداد والطغيان، ومقاومة الاستعمار بكافة أنواعه قديماً وحديثاً. ويسعى المشروع للخروج إلى النور بجهود نخبة من الشباب المتطوعين والمثقفين والمهتمين بالتراث والاختصاصيين في هذا المجال لخدمة المشروع ضمن الإمكانيات المتاحة.

بداية العمل بالمشروع في شهر شباط عام 2017، حيث تم الانتهاء من جمع وتوثيق معلومات كاملة لـ21 قرية، مع الإشارة إلى أن عملية التوثيق تتم من خلال أشخاص معمرين عاشوا في "الجولان"، وعلى لسانهم، ليتم التعرف إلى القرية وطبيعتها وتضاريسها، وسكانها وعاداتهم وتقاليدهم، وكل ما يتعلق بها».

"محمد الشاويش"

وتابعت: «للمشروع فرقة شعبية تراثية جولانية تتألف من خمسة عشر عضواً، مهمتها إحياء التراث الشعبي الجولاني من خلال المشاركة في جميع المناسبات الشعبية والرسمية، ليكون "الجولان" حاضراً في كافة الفعاليات».

بدوره "محمد الشاويش" متطوع بالمشروع، قال: «يأتي مشروع "جذور الجولان" كمحاولة متواضعة لتوفير مادة علمية عن "الجولان" أرضاً وسكاناً وواقعاً وتاريخاً على لسان سكانها الذين ما زالوا على قيد الحياة، والقاطنين بتجمعات النازحين في محافظات "دمشق" وريفها و"القنيطرة"، ليكون المشروع مرجعاً للباحثين والإعلاميين ورجال السياسة والفكر والعلاقات الدبلوماسية، وذخراً علمياً يكرّس قضية "الجولان" لجيل الشباب الذي لم يعاصر الظروف التي مرت عليه».

فريق المشروع مع بعض المعمرين من أبناء "الجولان"

وأضاف: «من خلال وجودنا بعيدين عن أرضنا وقرانا المحتلة، أحببنا أن نعرف شيئاً عن ماضينا وماضي أجدادنا، وعاداتنا وتقاليدنا، وما حدث مع أهلنا، فقد حدثنا كثيراً أجدادنا الموجودون حالياً بيننا عن العديد من القصص التي تحمل الكثير من الحزن والأسى لكثرة ما حدث في قراهم، فـ"الجولان" حي في ذاكرة أحبائه وجهود أبنائه، وجزء أصيل من هذه الأرض السورية».

الجدير ذكره، أن المشروع انطلق من مركز "الباسل" للأنشطة الشبابية الكائن بجانب مدرسة الشهيد "عوض الخياط" في بلدة "البطيحة" (مخيم الوافدين)، وكان إجراء اللقاءات مع المعمرين وكبار السن في مضافة "الرضاونة"، وللمشروع صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، بعنوان: "جذور الجولان".