تردد اسمه منذ مدة على شبكات التواصل الاجتماعي بعد عمل جراحي في العين أجري لسيدة مسنة في مدينة "السويداء"، حيث قام بدفع كافة تكاليف العملية والعلاج وأجور المستشفى الخاص.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "نواف يوسف مسعود" 5 كانون الثاني 2015، فتحدث عن طفولته التي قضاها في قريته الجولانية، بالقول: «أنا من مواليد العام 1958 في قرية "مسعدة" في الجولان العربي السوري المحتل، حيث درست جميع المراحل الدراسية حتى الثانوية العامة في مدارس القرية، وعشت الحياة القروية على طبيعتها وبساطتها وساعدت أهلي في الأعمال الزراعية وتربية الماشية، ولاحظت كم هي جميلة وممتعة حياة القرية الملأى بالمحبة والتفاهم والتآخي والمؤازرة، والجميع يساعدون بعضهم بعضاً في أي عمل يتطلب العون، وما زالت تلك الذكريات تأسر خيالي وتشدني لملاعب الصبا، وأماكن الطفولة والجمال الرباني على الرغم من قسوة الاحتلال الذي يضيق علينا حتى في ألعابنا البسيطة».

هو مثال يحتذى به في الغربة من حيث أخلاقه الرفيعة التي انعكست على مهنته، ولم يحدث أن أحداً ما طرق بابه إلا وهب بكل خبرته وإنسانيته، حيث يعمل لمساعدته دون أجر يذكر علاوةً على الاستشارات المجانية التي تكاد تكون يومية، كل ذلك دون تذمر أو تأفف، إضافةً لدوره الكبير في العمل الخيري لكل ما يخص أبناء المحافظة وخارجها؛ فهو يحظى باحترام وتقدير كافة الشرائح التي ينتمي إليها أبناء الجبلين، وحنينه للوطن يكاد يكون منقطع النظير، فهو وطني بامتياز

كان من أوائل القادمين إلى العاصمة "دمشق" للدراسة في جامعتها، فاكتسب المعارف اللازمة، وأقام في "جرمانا" ليخدم أهله، ويقدم العون للمحتاجين المرضى، حيث يقول: «قدمت إلى جامعة "دمشق" في العام 1977 ودرست في كلية الطب البشري، لقد كنت من الفوج الأول الذي يأتي من "الجولان" إلى جامعة "دمشق"، وذلك بالتنسيق بين القيادة السورية والصليب الأحمر الدولي، وكانت سنواتي في الجامعة وكأنها ولادتي الثانية في أرضي وبين أهلي، وقد أثرت كثيراً في نفسي، وعليك أن تتخيل مدى الألم الذي يشعر به جيلنا المحاصر والمحتل، كيف نعيش وكأننا طيور محبوسة في قفص وانطلقت نحو حضن أمها الفضاء الرحيب، تخرجت في كلية الطب البشري عام 1983، وبعد ذلك تابعت اختصاصي بالأمراض الداخلية وأمراض جهاز الهضم والتنظير الهضمي، وعملت بمستشفى "المجتهد" تحت إشراف أستاذي الفاضل الدكتور "علي سعدة" الذي كان مثالاً يحتذى به بكل شيء، وأنهيت الاختصاص عام 1990 بعد أن اكتسبت الخبرة اللازمة من العمل في المستشفى، وعملت في عيادتي الخاصة في مدينة "جرمانا"، وعندما سافرت إلى المملكة العربية السعودية عملت في العيادات الطبية الاستشارية في مدينة "الرياض"».

السيدة كوثر كمال.

عرف بين الناس في الداخل والخارج بحبه لعمل الخير، وتحدثوا عن مواقفه الكثيرة التي تنم عن حسه الإنساني العالي، وظهر هذا التميز منذ شبابه الأول في مستشفى "دمشق" من مساعدته الدائمة للمرضى والتبرع بالدم، وعلى الرغم من كل الإحراج الذي يسببه هذا الحديث معه إلا أنه يجيب بعد تردد: «مساعدة المحتاجين واجب على كل من أعانه الله وقدره على المساعدة وخاصة في الحالات المرضية والمعيشية، هكذا تربينا في قرانا الجولانية، وهذا الشعور بالمساعدة والمؤازرة جعلني أتبرع بالدم 7 مرات لمرضى يحتاجون الدم وزمرتهم نفس زمرتي الدموية، وذلك عندما كنت طالباً وعندما كنت طبيباً في مستشفى "دمشق"، وآخرها منذ 6 أشهر ذهبت لزيارة مريض حصل عنده كسر بالفخذ بعد تعرضه لحادث سيارة، وأثناء الحديث مع والده عن سبب تأخر موعد العملية قال إنه يحتاج للدم، فسألته فوراً عن الزمرة الدموية، وكانت نفس زمرتي وفوراً توجهت لبنك الدم بالمستشفى؛ فالإحساس بالواجب والمساعدة دفعني إلى هذا، والحمد لله أنه يمنحنا الصحة والعافية والرزق والتوفيق».

وعن علاقته مع المغتربين في الخارج أضاف: «أنا مشترك بالصندوق الخيري للمغتربين من أبناء محافظة "السويداء"، والإخوة الأعزاء القائمون على الصندوق يتسابقون ويتنافسون لمساعدة المحتاجين من أعضاء الصندوق في حالات المرض، وخاصة التي تحتاج لعمل جراحي، وكذلك مساعدة أسر المتوفى، كذلك يتم دفع تبرعات للجمعيات الخيرية بالمحافظة حسب مشورة وتصويت أعضاء مجلس الإدارة وحسب النظام الداخلي له، وهناك بعض الحالات القليلة لأشخاص من المحافظة متواجدين في المملكة بقصد العلاج يتم مساعدتهم من الصندوق أو تكون المساعدة شخصية، وجمع تبرع لهم أثناء اجتماع الصندوق من محفظة خارجية ملحقة بالصندوق الأساسي، وقبل سنة قرر مجلس الإدارة والمشتركون تقديم مساعدة نقدية إلى الأسر الفقيرة والمحتاجة في قرى المحافظة، وكل فرد من أي قرية قدم أسماء لأناس محتاجين من قريته، وتمت مساعدتهم من الصندوق وشملت أغلب القرى بالمحافظة ولو بمساعدة بسيطة، المهم أن يشعر الناس بأننا معهم قدر المستطاع وهذا واجب علينا، فنحن في النهاية جزء من هذا الوطن الغالي، وما يتعرض له يمسنا في الصميم».

المغترب فرزان أبو صفا.

تردد اسمه منذ مدة على شبكات التواصل الاجتماعي بعد عمل جراحي في العين أجري لسيدة مسنة في مدينة "السويداء"، حيث قام بدفع كافة تكاليف العملية والعلاج وأجور المستشفى الخاص، تقول السيدة "كوثر كمال" رئيسة "جمعية العطاء الخيرية" صاحبة المبادرة: «اصطدمنا بحالة إنسانية مستعجلة لسيدة مسنة بحاجة لعمل جراحي سريع ومكلف في العين، فقمت بوضع الحالة على شبكة التواصل الاجتماعي مع أرقام الهواتف الخاصة بالجمعية والطبيب المعالج ومعه التقرير الطبي، ولم تمض ساعات حتى بادر الدكتور "نواف مسعود" بالاتصال الهاتفي متبرعاً بالمبلغ الكامل، وطالباً منا إدخال السيدة لإجراء العملية فوراً، وخلال يومين كان المبلغ حاضراً في المستشفى، وتمت العملية بنجاح، وقد تبرع الطبيب "ياسر الجرماني" بأجره أيضاً دون أي مقابل، والأجمل أن مبادرة الدكتور "مسعود" الإنسانية هذه فتحت الباب على مصراعيه أمام حالات مماثلة قام بها المغتربون في الخارج، فهم بحسهم الإنساني العالي يزرعون الأمل والسعادة لكثيرين من الناس».

المغترب "فرزان أبو صفا" تحدث عن معرفته بالدكتور "نواف مسعود"، فقال: «هو مثال يحتذى به في الغربة من حيث أخلاقه الرفيعة التي انعكست على مهنته، ولم يحدث أن أحداً ما طرق بابه إلا وهب بكل خبرته وإنسانيته، حيث يعمل لمساعدته دون أجر يذكر علاوةً على الاستشارات المجانية التي تكاد تكون يومية، كل ذلك دون تذمر أو تأفف، إضافةً لدوره الكبير في العمل الخيري لكل ما يخص أبناء المحافظة وخارجها؛ فهو يحظى باحترام وتقدير كافة الشرائح التي ينتمي إليها أبناء الجبلين، وحنينه للوطن يكاد يكون منقطع النظير، فهو وطني بامتياز».

الدكتور ياسر الجرماني والمريضة.