أمضى السيد "محمد خير الطحان" سنوات طويلة في خدمة أبناء قرية "الرفيد" المحررة والتوفيق بين الأطراف المتخاصمة والتواصل الاجتماعي المستمر بين أبناء قريته، ولم تمنعه مهمة المخترة من ممارسة هوايته المفضلة وهي العزف على آلة الربابة التي يجد فيها المتعة والسعادة.

موقع eQunaytra زار المختار "محمد خير الطحان" في منزله في قرية "الرفيد" والذي بدأ حديثه عن بداياته بالقول: «ولدت في قرية "الرفيد" عام 1947م ودرست في مدرستها الابتدائية وبعدها تقدمت بمسابقة في عام 1962م إلى ثانوية "أحمد مريود" في مدينة "القنيطرة" ونجحت في المسابقة ودرست فيها لمدة عام واحد، وفي عام 1958م كلفت مختاراً لتسيير أمور قرية "الرفيد" ومزارعها، بعد أن كان والدي "صيران صويح الطحان" مختاراً للقرية، حتى عام 1958م حيث تجاوز عمره /80/ عاماً وأصيب ببعض الأمراض، وما زلت مختاراً للقرية حتى الآن».

أنا ما زلت أحافظ على اللباس الشعبي الجولاني القديم الذي يذكرنا دائماً بالآباء والأجداد وهو "الحطة والعقال" و"الدامر" و"العباءة"

وعن عمله كمختار يقول: «أعمل لخدمة أبناء وأهالي القرية وحل جميع الخلافات والنزاعات وتصفية القلوب بين المتخاصمين، كما أعمل على نشر المحبة والتعاون بين أبناء القرية وهدفي الأول والأخير هو إصلاح ذات البين بين أبناء القرية، وأشعر بالسعادة المطلقة عندما أنجح في التوفيق والصلح بين طرفين متخاصمين، ومضافتي مفتوحة للجميع وأغلب الخلافات تحل في المضافة وأنا بطبيعتي اجتماعي أشارك أبناء القرية أفراحهم وأتراحهم ونتبادل الزيارات اليومية، وبالنسبة للعمل الإداري أعمل على منح وثائق الولادة وسندات الإقامة وشهادات الوفاة».

المختار "محمد خير الطحان"

وذكر "الطحان": «من عاداتنا وتقاليدنا وجود القهوة العربية المرة في منازلنا ونحن نعتمد في حل الخلافات والنزاعات على شرب فنجان القهوة المرة لما له من معاني ودلالات كثيرة تدل على الخير والعطاء والرجولة والكرم، وهي مفتاح لحل النزاعات عند العرب القدماء، وأنا في مضافتي لا تخلو القهوة المرة وعندما نذهب لحل مشكلة معينة من العادة أن نتضيف القهوة المرة فنضع الفنجان على الأرض ولا نشربه حتى يقول لنا المعزب أبشر بما أتيت فنشرب فنجان القهوة وبعدها يتم الصلح والتسامح بين المتخاصمين، ولهذا السبب فإن وجود القهوة العربية المرة والمحافظة عليها هي من عادات وتقاليد آبائنا وأجدادنا منذ القدم».

وعن اللباس الشعبي الذي يرتديه يقول المختار: «أنا ما زلت أحافظ على اللباس الشعبي الجولاني القديم الذي يذكرنا دائماً بالآباء والأجداد وهو "الحطة والعقال" و"الدامر" و"العباءة"».

المختار باللباس الشعبي

وحول علاقته بالربابة يقول "الطحان": «أنا أهوى العزف على آلة الربابة منذ عام 1970م عندما كنت في خدمة العلم حيث إنني اشتريت الربابة وبدأت بالتعلم عليها وما زلت أمارس العزف على آلة الربابة، وأنا اعتبر وجود الربابة تمسكا بالعادات والتقاليد لأنها آلة قديمة عرفها آباؤنا من قبلنا، وفي بعض الأحيان حين نكون مجتمعين في المضافة للسهر والهرج اعزف على الربابة للحضور ونستمع لبعض القصائد الشعبية، وأنا اعتبر المجالس الشعبية التي يتواجد فيها ربابة من أفضل المجالس وأمتعها».

ويقول السيد "خالد الظاهر" من أبناء قرية "الرفيد": «يعد المختار "محمد خير الطحان" من وجهاء قرية "الرفيد" ويعرف بالكرم وحسن الضيافة وله شعبية بين أبناء قريته، ويسعى دائماً لخدمة أبناء القرية ولحل الخلافات والنزعات وله مكانته وحضوره في المجالس الشعبية ولا يغادر المجلس حتى تحل كافة الخلافات بين أبناء القرية».

أما السيد "سليمان المصطفى" من أبناء القرية فيقول: «يشارك المختار أهالي القرية في كافة المناسبات من أفراح وأتراح وأعياد وغيرها، ويعمل على نشر المحبة والتعاون والألفة بين أبناء القرية، ومن يذهب إلى منزله أو مضافته وله حاجة معينة فلا يرد خائباً مهما كان طلبه صعبا، وللمختار دور كبير في حل الخلافات بين الشباب وتوعيتهم وتقديم النصيحة لهم».