يسمونه في محافظة "القنيطرة" شيخ النحالين إذ إنه يعتبر من أقدم النحالين فيها وله خبرة طويلة في تربية النحل، بالإضافة إلى قيامه بالعديد من التجارب التي أدت إلى تحسين إنتاج النحل في القنيطرة.

إنه السيد "فاروق سعيد" الذي تحدث عنه السيد "وليد مسعود" أحد مربي النحل بمحافظة "القنيطرة" بالقول: «السيد "فاروق" له خبرة طويلة في تربية النحل ونحن بمحافظة "القنيطرة" وبعض المحافظات نعود في الاستشارات العلمية والعملية إليه، بالإضافة إلى الاستفادة من تجاربه وأبحاثه في تربية النحل ولا يبخل بمعلومة أو استشارة لأي شخص يريد أن يستفيد وهو يشجع الجميع على تربية النحل».

يبلغ متوسط إنتاج الخلية الواحدة سنوياً /8 – 15/ كغ ويوجد لدي قسمان من الخلايا: قسم للإكثار وحالياً موجود قرب منزلي، وقسم الجني وحالياً موجود في محافظة "الرقة" وذلك لوجود مراعي القطن والسمسم واليعفور لأن مراعي الجولان تتوقف مع منتصف شهر تموز

موقع eQunaytra زار السيد "فاروق سعيد" الذي بدأ حديثه عن بداياته في تربية النحل بالقول: «مهنة النحالة مهنة متوارثة من الأجداد وأنا ورثتها عن أبي حيث كانت البداية في عام 1958م عندما كنت في المنزل وإذا وجدت طرداً كاملاً من النحل على الشجرة فقمت ووضعته في خلية وبدأت العناية به ومتابعته وفي عام 1967م أصبح لدي 8 خلاية من النحل ووقتها حدث النزوح ولكن بقيت مصمماً على متابعة تربية النحل، ففي عام 1977م عدت إلى تربية النحل وما زلت أمارسها حتى الآن حيث كان عمل النحل مرادفاً لعملي الوظيفي قبل التقاعد، والآن بعد التقاعد عن العمل الوظيفي أصبحت تربية النحل عملي واقضي كل وقتي بين النحل».

السيد فاروق في ورشة عمل

وعن تحول تربية النحل لديه من هواية إلى مهنة أساسية يقول: «طائفة النحل مباركة وكلما قمت بالعناية بها تتكاثر وتعطي إنتاجاً كثيراً يزيد عن الاستهلاك المنزلي حيث إن تكاليف العناية والتعب تعوض من إنتاجه وتزيد من الدخل ومن خلال العناية والمتابعة أصبحت لدي مهنة أساسية لكي أصل مع الأيام إلى مرحلة الاحتراف في تربية النحل».

وأضاف السيد "فاروق": «كانت لدي خبرة بسيطة مقارنة بالنحالين الموجودين ومن خلال الاشتراك في المؤتمرات والندوات ومطالعة الكتب المختصة بتربية النحل والتواصل مع النحالين ومحاولة المشاركة في العمل ومطالعة المراجع العربية والأجنبية والانترنت للاطلاع على تجارب الآخرين وأجربها على واقع العمل والسائد في منطقتي والتجربة الناجحة اعتمدها وأطورها، أما بالنسبة إلى الأدوات وتطورها فقد كان قديماً يعصر الشمع باليد أما الآن مع وجود الفرازات الكهربائية واليدوية أصبح العمل أكثر تطوراً ووفرت الجهد الكبير على النحال وأصبحت المستلزمات متوفرة بسهولة له، حيث أصبح نقل المنحل أكثر سهولة بواسطة السيارات الحديثة بحثاً عن المراعي المناسبة والمناخ الجيد والكثير من الأدوات التي ساعدت على تطور مهنة النحالة».

جانب من خلايا السيد فاروق

أما عن أنواع النحل التي يقوم بتربيتها يقول السيد "فاروق": «أقوم بالحصول على ملكات من أفضل سلالات النحل القياسية، وأعيد إكثارها لمدة سنة كاملة ومن ثم انتقي منها الملكات التي تصلح للإكثار بالذكور والنضج لاعتمدها في الإنتاج وأفضل السلالات التي تأقلمت في منطقتي هي السلالات الكريتولية والتي تعطي إنتاجاً يزيد 60% مقارنة بسلالات أخرى».

وفي حديثه عن علاقته مع النحل يقول: «علاقتي مع النحل علاقة ودية لطيفة رقيقة جداً أشعر بألمها وأفرح لفرحها، والنحلة كائن حي يتألم ويصاب بالأمراض ويواجه الأعداء، أقدم لها العلاج المناسب وأفرح عندما أجدها تعمل بجد ونشاط في حال توفر الظروف المناسبة في المراعي والمناخ، كما أعتبر النحالة هواية وعملاً بنفس الوقت، وأعتبر النحل مدرسة أتعلم منها الكثير من الدروس في حياتي الاجتماعية والعائلية».

يشرف السيد "فاروق" على عدد من الخلايا يبلغ حوالي /150/ خلية تقريباً، يعتني بها ويتابعها، وهذا يعود لخبرته الطويلة، يقول: «يبلغ متوسط إنتاج الخلية الواحدة سنوياً /8 – 15/ كغ ويوجد لدي قسمان من الخلايا: قسم للإكثار وحالياً موجود قرب منزلي، وقسم الجني وحالياً موجود في محافظة "الرقة" وذلك لوجود مراعي القطن والسمسم واليعفور لأن مراعي الجولان تتوقف مع منتصف شهر تموز».

وعن معاناة النحالين في محافظة "القنيطرة" يضيف يقول: «بدأت معاناة النحالين في السنوات الأخيرة عند ظهور حالات مبهمة لبعض طوائف النحل كهروب خلية النحل دون سبب مرئي معروف، ويذكر انه نتيجة للاحتباس الحراري، والمعاناة هذه عالمية وليست محلية بالإضافة إلى قلة المراعي في الجولان في فصلي الصيف والخريف، إضافة لاستعمال المبيدات الكيميائية في المراعي».

وأضاف: «إن بيئة "الجولان" بيئة فريدة من نوعها حيث تعطي تنوعاً في المراعي من النباتات وأزهاراً متنوعة، كما تعد من أكثر المناطق تكاثر للنحل لوجود مراعي النفل ورحيق الأزهار المتميز وأشجار الكينا والأشواك المختلفة الموجودة فيها، بالإضافة إلى وجود "القرص عنة" الذي يتميز بالطعم الرائع والنكهة المتميزة وفي حال توفر المناخ الجيد يعطي النحل إنتاجاً وفيراً».

الجدير بالذكر أن السيد "فاروق سعيد" من مواليد 1943م قرية "عين زيوان" المحتلة ونائب رئيس لجنة النحل في اتحاد الغرفة الزراعية "بالقنيطرة" وعضو في اتحاد النحالين السوريين، ومقيم حالياً في "مدينة البعث".