جرت العادة في بلادنا الشرقية أن يحتفل المسيحيون بعيد القديسة "بربارة"، وهو عيد متوارث منذ القدم من الآباء والأجداد وهو تقليد سنوي يجتمع فيه المسيحيون من كل ناحية وصوب، لتقام الصلوات والولائم الخاصة لهذا العيد. الأب "عصام نعوم" كاهن رعية "مار يوسف" البتول لسريان الكاثوليك بمدينة "جرمانا" التابعة لمحافظة ريف "دمشق" أضاف عندما التقاه موقع eSyria عن حياة القديسة "بربارة" فقال:

«ولدت بربارة في مدينة "نيقوميذيا" - آسيا الصغرى وهي اليوم "تركيا"- وكان أبوها "ذيوسيقورُس" غنياً وثنياً متعصّباً. فأحسن تربيتها بالعلوم والآداب، وبما أنّها كانت رائعة الجمال وضعها في برج حصين، وأقام من حولها الأصنام لتظلّ متعبّدة للآلهة، فأخذت تتأمّل في هذا الكون وتبحث عن مبدعه. ولم ترَ في الأصنام سوى حجارة صُم لا يرجى منها خير. فأتاح لها الله أن اتصلت بالمعلّم "فالنتيانوس" فأخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة وتعاليم الإنجيل السامية. فأذعنت "بربارة" لهذا المرشد الحكيم وآمنت بالمسيح وقبلت سرّ العماد المقدّس، ونذرت بتوليتها للرب "يسوع"، وكانت مثابرة على الصلاة والتأمّل وقراءة الكتب المقدّسة. وأمرت خدامها، وبينهم مسيحيون، بتحطيم ما حولها من الأصنام. غضب أبوها وأوسعها شتماً وضرباً وطرحها في قبو مظلم، فقامت تصلّي إلى الله ليقويها على الثبات في إيمانها».

وفي الغد أتى بها أبوها، مكبّلة بالسلاسل، إلى الوالي "مركيانوس". فاستشاط الوالي غيظاً من ثباتها في الإيمان بالمسيح، وأمر بجلدها بأعصاب البقر، فتمزّقَ جسدها وتفجرّت دماؤها، وهي صابرة صامته، ثم طرحوها في السجن، فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها. وفي الصباح رآها الحاكم صحيحة الجسم مشرقة الوجه، فابتدرها قائلاً: "إن الآلهة شفقة عليها وضمّدت جراحها. فأجابت: "إن الذي شفاني هو "يسوع المسيح" ربّ الحياة والموت". فتميّز الحاكم غيظاً وأمر بجلدها ثانية حتى تفتت لحمها، ثم أمر بقطع رأسها فتمت شهادتها عام 235

وتابع الأب "نعوم": «وفي الغد أتى بها أبوها، مكبّلة بالسلاسل، إلى الوالي "مركيانوس". فاستشاط الوالي غيظاً من ثباتها في الإيمان بالمسيح، وأمر بجلدها بأعصاب البقر، فتمزّقَ جسدها وتفجرّت دماؤها، وهي صابرة صامته، ثم طرحوها في السجن، فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها. وفي الصباح رآها الحاكم صحيحة الجسم مشرقة الوجه، فابتدرها قائلاً: "إن الآلهة شفقة عليها وضمّدت جراحها. فأجابت: "إن الذي شفاني هو "يسوع المسيح" ربّ الحياة والموت". فتميّز الحاكم غيظاً وأمر بجلدها ثانية حتى تفتت لحمها، ثم أمر بقطع رأسها فتمت شهادتها عام 235».

طبق القمح يرمزللابتهاج والفرح

أما الطقوس التي يتبعها المسيحيون لهذا العيد فتقول عنها الأخت "تريز أبو جودة": «كما جرت العادة في بلادنا الشرقية أن يحتفل المسيحيون بعيدها بكل غبطة وفرح.. فيأكلون بهذه المناسبة أصناف الحلويات ولاسيما القمح المسلوق المخلوط بالمكسرات، حيث يرمز القمح المسلوق إلى الابتهاج والفرح بانتصار هذه القديسة، وينسبون سبب هذا التقليد أن القديسة "بربارة" بينما كانت تهرب من والدها الذي يريد قتلها بعد اعتناقها للمسيحية مرت بحقل فيه بذار من القمح ولكي يخفيها الرب نمت سنابل القمح وغطتها، هذا ما تداوله الناس لكن الشيء الأكيد هو الآية التي تقول "إن لم تمت حبة القمح لا تأت بثمر، أما إن ماتت فإنها تأت بكثير" والقديسة "بربارة" ماتت فداء للمسيحية كما تموت القمحة.

كما يصاحب مظاهر الاحتفال بالعيد أن يقوم الأطفال بالتنكر بأزياء مضحكة يطلق عليها "المساخر" هي عبارة عن تقليد لا ترفضه الكنيسة لكن لا تستند على أي مقولة لتبرير هذا التنكر».

اطفال يتنكرون بعيد البربارة