«لم يعد يكفي أن تبرع الكنّة اليوم في نظر بيت عمها، في أمور التنظيف وإجادة فن الطهو وغيرهما، بل أصبحت تتمتع بشروط أخرى ومواصفات إضافية، إذ عليها أن تحمل اعلى الشهادات، لتساعد زوجها في تلبية متطلبات الحياة الزوجية».

بحسب كلام الباحث الاجتماعي "محمود الحسن" في حديث لموقع eQunaytra (يوم السبت 11/10/2008) وأضاف: «أصبحت الحماة اليوم تبحث عن مواصفات جديدة من نوعها في الكنّة، على عكس السابق، من خدمة تقدمها الكنّة لها ولابنها، وتمكنها من أداء أعمال المنزل، لأن الكنّة المتعلمة والتي تحمل الشهادات، كفيلة بمساعدة الابن الزوج، إن ضاق عليهما الدهر، كما تساعد في تربية الأبناء، وتعليمهم خصوصاً أن الكنّة الأم، هي من تربي وتنشئ أبناءها. لذلك ينبغي أن نفهم أن العلاقة اليوم بين الحماة والكنّة، لم تعد كما كانت عليه في السابق، يشوبها الكثير من المشاكل والخلافات الأسرية، التي قد لا تحمد عقباها، بل أصبحت اليوم تتسم بطابع من الاحترام المتبادل فيما بين الطرفين. هذه العلاقة لا تتجذر إلا من خلال التوافق الفكري والعقلي، كإتمام الفتاة تعليمها ودراستها، لتصبح قادرة على تحمل أعباء الحياة مع الشريك، وتتفهم طبيعة الحماة بفعل نضجها العقلي والفكري، لأن التعليم والاحتكاك بالناس، والاطلاع على الكثير من المشاكل الزوجية التي تحصل في بعض الأسر، من شأنها أن تكسب الفتاة الكثير من المعرفة، وتتطلع على بعض الأمور التي لم تكن تعرفها. هذا الحراك والاحتكاك الاجتماعي، بين الفتاة ومجتمعها، قد يساعدها على تجنب الوقوع في الكثير من الخلافات، التي قد تنشب بين الكنّة والحماة. وبالتالي تتمكن من بناء أسرة مستقرة بعد تآلفها في العيش والتواصل مع بيت عمها، وعلى وجه التحديد حماتها. وهناك اليوم الكثير من الحموات، وزوجات الأبناء "الكنّات"، هنّ على علاقة أفضل من علاقة الفتاة بوالدتها، وان تمتين مثل هذه الروابط بينهما يعتمد على الكنّة، في الدرجة الأولى، فهي الضيف الجديد الذي سيدخل الى العائلة، وعليها أن تقدم كل ما لديها من حب وألفة، لتكسب الجميع، ولتكون احد أفراد العائلة».

ضربني وبكى... سبقني واشتكى، الحماة أم ثانية"، آراء مختلفة، ووجهات نظر متباينة، لفتيات متزوجات ولأزواج وحموات، كل واحد يحاول أن يضع اللوم وسبب الخلاف على الآخر. والبعض يلقي السبب على الزوج، ومنهم من يرى أن للحماة الدور الأكبر في ذلك

وتشير "هالة" المقبلة على الزواج، بقولها: «ما زال هناك الكثير من الأمهات، يبحثن لأبنائهن عن الزوجة "ست البيت"، التي تساعدها في الأعمال المنزلية، وتربية الأبناء، ولا تشترط أن تكون الكنّة متعلمة او غيرها، المهم أن تكون بنت عيلة وفهمانه، تستطيع أن تسعد ابنها في حياته. إضافة الى مساعدته في أعمال الحقل والبستان، وجني المحصول، لان الحياة الزوجية هي بمثابة تعاون ومساعدة، بين جميع أفراد الأسرة، خصوصاً في الريف. بهدف تسيير عجلة الحياة الزوجية، ومن المهم الإشارة الى أن احداً لا يستطيع إن يجبر أحدا على العمل، إن لم يكن يرغب في ذلك. نحن دوماً نلقي اللوم على الحموات، في اية سلوكية لا نرغبها، صحيح انه يوجد بعض الحموات اللواتي يصعب معاشرتهن، ولكن في المقابل نجد الكثير أيضا من الزوجات "الكنّات" اللواتي يرغبن في الاستقلال في حياتهن الزوجية، وهذه من بعض أسباب الخلافات التي تحدث بين الحماة والكنّة في بدايات أي زواج».

عصام وزوجته

«ضربني وبكى... سبقني واشتكى، الحماة أم ثانية"، آراء مختلفة، ووجهات نظر متباينة، لفتيات متزوجات ولأزواج وحموات، كل واحد يحاول أن يضع اللوم وسبب الخلاف على الآخر. والبعض يلقي السبب على الزوج، ومنهم من يرى أن للحماة الدور الأكبر في ذلك». برأي السيد "منذر" الذي يضيف: «إن العلاقة بين الحماة والكنّة، تعتمد كثيراً على شخصية الزوج، فيجب عليه أن يقرب وجهات النظر بين والدته وزوجته، لأن كل واحدة منّا تحمل شيئاً معيناً تجاه الأخرى، لكن قد تكون هناك أسباب كثيرة لسبب سوء العلاقة بينهما، وما يزيد من سوء وتدهور هذه العلاقة تدخل أخوات الزوج او الزوجة، في علاقة الحماة والكنّة، وهذا يتوقف على طبيعة الأخوات، ونوع العلاقة التي تربطهما مع الأخ او الأخت».

السيد "عصام حمود" يرى أن الزوج يجب أن يكون عادلاً في مواقفه، وعليه أن يقف دائما مع الحق، ويجب على الأم أن تحكم عقلها، خصوصاً أنها مرت بهذه المرحلة التي تمر بها زوجة ابنها، فمصير أي شاب الزواج. كما على الأم أن تحب لزوجة ابنها، كما تحب لابنتها، فمن المستحيل أن ترضى أي أم بان تعيش ابنتها صراع الحماة والكنّة، لذلك عليها أن تقدر وضع زوجة ابنها. بالمقابل على الابن أن يترك الطرفين يحلان مشاكلهما معاً، ويحاول تهدئة الطرفين بنفس الوقت، ويتدارك المواقف، فلا يقف مع زوجته ولا مع والدته، بل يحاول أن يكون الحكم العادل، في محاولة منه لصرف المشاكل عن منزل الزوجية».

هالة وعريسها

وتشير "صالحة" الى أهمية أن تعامل الزوجة حماتها معاملة جيدة، لكي تنال رضاها وطيب دعواتها. وتضيف: «بالنسبة لي ارفض معاملة حماتي بطريقة غير لائقة، لأني اعتبرها بمثابة الأم الثانية، فهي التي وقفت الى جانبي عندما تزوجت، وكان عمري حينها لا يتعدى الرابعة عشرة، فكانت تعلمني الطهو وتنظيف المنزل، وتربية الأولاد، لقد كانت والدة مثالية تجاهي وبالمقابل حاولت كسب ودها ومحبتها، من خلال احترامي لها ولجميع أفراد عائلة عمي. ولم تكن تتأفف من تعليمي وتوعيتي، في كثير من الأمور العائلية والزوجية. كما أرى أن الزوجة إذا نجحت في كسب قلب زوجها، فعليها بالمبادرة الى كسب قلب أمه. لذلك على الزوجة احترام حماتها، ولا تنسى أنها امرأة كبيرة في السن، ومن عمر والدتها. ثم إن احترام الكبير واجب علينا، وفي حال حدثت مشادات وخلافات بين الحماة والكنّة، فعلى الزوجة أن تنسحب بهدوء، وتترك حل الموضوع لوقت آخر، ريثما تكون الأمور قد هدأت. لأنه لا بد من تضحية يقدمها كل منّا، من اجل استمرار عش الزوجية».

ويرى الشيخ "أبو حسن" أستاذ العلوم الدينية: «إن اغلب المشاكل بين الحماة والكنّة، تقع عندما يكون الزوج وحيداً لامه وأبيه، فالوالدة تشعر بان الزوجة جاءت لتحرمها من ابنها، الذي طالما سهرت على راحته وتربيته. وهنا يأتي دور الزوجة الجديدة الفاضلة والعارفة بالأمور، في محاولة تغيير تلك النظرة للحماة، من خلال إشعارها بأن ابنها ما يزال يحتاج لرعاية أمه وحنانها. ومن المستحسن أن تعود الكنّة الى الحماة وتسألها عن الأكلات التي يحب أن يأكلها ابنها، وطلب مساعدتها في حل بعض المشاكل الصغيرة التي تعترض حياتها الزوجية، التي تقع بين الزوج والزوجة، وهكذا تشعر الأم بان مكانتها محفوظة، وبالمقابل لا تتدخل في خصوصية ابنها الوحيد».

ابو حسن