تحدثت الأمثال الشعبية عن أدوات العمل في كل الحرف الشعبية ومنها أدوات الخياطة، ولا سيما الأكثر استخداماً المسلّة والإبرة، إن كان أثناء صنعها أو العمل بها، وفي صميم علاقاتها فيما بينها وبين الأشياء التي تخيطها، وبينها وبين الإنسان الذي يعمل بها.

كما أنه -بحسب الباحث في التراث الشعبي "محمد فياض الفياض" من أبناء "الجولان"- يأتي دور المثل للحض على العمل وتحفيز العمال وتصحيح خطأ ما يجري في العمل أو في الحياة، ويسري المثل بين الناس ذوي التجارب الأكثر والخبرات والمعرفة والمتمرسين بالعمل في ناحية ما، والأكثر احتكاكاً بالحياة والسوق.

وجدت أدوات الخياطة مثل: (المسلة، والإبرة) في الأمثال الشعبية كما وجدت غيرها من الأشياء، فعبرت في ظاهرها وخلفياتها عن حكاية الإنسان عبر وجوده التاريخي وعمله في شتى النشاطات الإنسانية، وسألت عن قضايا هذا الوجود في خلفياتها عبر الصراعات الفكرية والمعرفية والاجتماعية

وأضاف لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 آب 2017: «وجدت أدوات الخياطة مثل: (المسلة، والإبرة) في الأمثال الشعبية كما وجدت غيرها من الأشياء، فعبرت في ظاهرها وخلفياتها عن حكاية الإنسان عبر وجوده التاريخي وعمله في شتى النشاطات الإنسانية، وسألت عن قضايا هذا الوجود في خلفياتها عبر الصراعات الفكرية والمعرفية والاجتماعية».

وعن أشهر الأمثال الشعبية المتعلقة بالمسلة والإبرة، ذكر "الفياض":

«(خيّط بغير هالمسلّة): يشير هذا المثل إلى أن محاولة استغباء الناس محاولة فاشلة، ودور المسلة هو الدور الفاعل ولا سيما أنه يعني أنها لم تستطع القيام بدورها.

(اللي في مسلّة بجنبو بتنغزو): المعنى المباشر لهذا المثل من يعمل عملاً رديئاً وسيئاً ويخفيه عن الناس، كلما تذكر فعله يتألم ويحاول إبعاد صورته عن خياله وذاكرته.

(لولا المسلّة ما ضبينا الغلة): مضمون هذا المثل يعني أنه لولا بذل الجهد في أي عمل لن يستطيع الإنسان أن ينجح ويسير في حياته ويؤمن حياة هانئة.

(بها البيت ما في ولو أنو مسلّة): يعني في ظاهره أن بيتاً ما يفتقد إلى كل شيء، ولا توجد فيه حتى أداة المسلّة. أما خلفيته، فتشير إلى افتقاد شخص ما لأي وسيلة من وسائل الحياة الكريمة ليعتاش منها ويؤمن متطلبات يومه.

(يا مسلّة ويا عيني دوم دوم بتعينيني): ظاهر هذا المثل يعني الافتخار بالمسلّة وعملها وما تقدمه من أعمال للإنسان، وخلفياته تشير إلى وجوب تقديم الشكر لكل شيء يفيد الإنسان ويعينه على الاستمرار في الحياة والثناء على هذه الأشياء المساعدة.

(يا مسلّة يا مسلّة فيكِ الخير والغلّة): يدل على وجوب تقديم الثناء والاعتراف بالجميل لكل شيء يساعد الإنسان في حياته ويقدم له الخير.

(مسلّة وما الها علّة): خلفيات المثل تعني أن الشيء الذي تدعي أن فيه بعض العيوب خالٍ من أي عيب، وسالم من جميع العاهات، ولا ينقصه أي شيء.

(خيط بالمسلّة وخلوص من هالعلّة): يحض الإنسان على بذل كل إمكانياته للانتهاء من عمل ما وإتمامه والانتهاء منه، حتى لو أنه يتعب كثيراً، ولو أن تعبه يشبه تعب العمل بالمسلة.

(لولا المسلّة وخيط المصيص كيف بدك تحوص يا حويص): يعني أن لكثير من الأشياء قيمتها، ولولاها لا يستطيع الإنسان الاستمرار في الحياة والتعايش مع الواقع.

(ألف مسلّة ما بعبوا سلّة): يعني أن كثرة الكلام والدس على الإنسان الطيب والمهذب لا تضره؛ لأن هذا الكلام لا أساس له من الصحة والدقة؛ لذا فإنه لا يهتم بالقيل والقال.

(الإبرة ستارة العيوب): ظاهر المثل يدل على أن الإبرة تستر عري الإنسان وتقدم له معونات كثيرة في حياته، وفي خلفياته يدل على أن هناك أشياء كثيرة لها فوائد، وهي مساعدة.

(لولا الإبرة والخيط ما تعمّر البيت): يدل أن هناك بعض الأشياء المفيدة التي تساهم في الحياة الإنسانية واستكمال بنائها.

(الإبرة والخياط هني بشدوا الرباط): يعني هذا المثل أن أي عمل يجب أن يعطى لمن يستطيع القيام به، وليس لأي كان من الأشخاص.

(إبرة وأبورة وستارة العورة): من منطوق هذا المثل وظاهره فيه افتخار بالإبرة وعملها، وأنها تقدم الكثير من الخير للإنسان وتستره وتساعده في حياته لبناء مستقبله ومستقبل أولاده.

(يا إبرة لا تكني أنا منك وأنت مني): يشير هذا المثل في ظاهره إلى قيمة الإبرة وقيمة عملها وماذا ينتج الإنسان بواسطتها ويحضها على عدم التوقف عن العمل، وفي خلفياته يدل على أن هناك أشياء كثيرة تساعد الإنسان ولها قيمة كبرى عنده، ويجب ألا تقف عن عملها، وأنها أصبحت جزءاً من حياته.

(إبرة وخيط ونطاط الحيط): يشير هذا المثل إلى أن كل الأعمال التي تتطلب الدقة تحتاج إلى إنسان هادئ ومتوازن لا يترك عمله.

(إبرة وإبرة ولا تخلي حالك عريان): يشير هذا المثل إلى العمل والإصرار عليه كي يعيش الإنسان حياة لائقة بين الناس.

(ما بيقدر يفتح خرم إبرة وبدو يفتح طاقة): يدل هذا المثل على وجوب نقد الإنسان المدعي ونبذه.

(إبرة تنجيد والشغلة ما هي بالإيد): يدل هذا المثل على أن هناك قضايا خارجة عن إرادة الإنسان لا يستطيع التحكم بأمرها».

واختتم "الفياض" حديثه بالقول: «هذه الأمثال غيض من فيض، وهناك الكثير منها، ومن هذا القليل الذي التقطناه تبين لنا ماذا فعلت هذه الأدوات وخلفياتها الاجتماعية والاقتصادية وبعض حالاتها الأسطورية، وبيان بعض الحالات الإنسانية والحياتية؛ وذلك من خلال طبيعة الأمثال الشعبية من سجع وبيان وقصر الجملة لسهولة حفظها، وترتيبها العام وتنسيق كلماتها».

السيدة "مريم العطا" من أهالي محافظة "القنيطرة"، تقول: «عندما كنا نقوم بأعمال الخياطة بأنواعها: (الملابس، والستائر، واللحف، والفرش، وأكياس الخيش، والشوادر)، ونستخدم المسلة والإبرة نردد الأمثال الشعبية التي تخصها حتى لا نشعر بالتعب والملل وطول مدة عمل الخياطة التي تحتاج إلى دقة وعناية، ومن أشهر تلك الأمثال الشعبية: (ناقصنا نغز مسلّات) الذي يقصد به أننا لا نريد أن يتكلم عنا أحد بسوء أو يحاول الكيد لنا. (مية مسلّة ما بيخيطوا هالشلة): المقصود بالشلة "الخيشة"، ويجب على الإنسان أن يعمل على قدرته واستطاعته».