تعد موجات الحر الناجمة من التغير المناخي واحدة من أعنف الكوارث التي نواجهها، التي تؤثر في مزاج الإنسان الذي بدوره يؤثر في السلوك.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 أيلول 2015، التقت "عيسى العيد"؛ طالب في كلية الإعلام، من قرية "الفاخورة"، الذي حدثنا عن معاناته من ارتفاع درجات الحرارة بالقول: «جحيم على الأرض، أقل ما يمكن أن يقال عن موجات الحر التي تضرب المنطقة هذا العام، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، ولم تشهدها المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد ترافقت هذه الموجات مع الظرف الصعبة التي نعيشها، من غياب للكهرباء في أغلب الأوقات، الشيء الذي سبب معاناة كالكارثة يصعب التكيف معها في ظل انحسار أماكن الاصطياف التي كنا نلجأ إليها، وصولاً إلى تحذيرات الأطباء إلى عدم التعرض لأشعة الشمس في أوقات الظهيرة، الأمر الذي سبب معاناة أكبر لأصحاب بعض المهن، إضافة إلى أننا كلنا نعاني من ارتفاع درجة الحرارة والطقس الحار، فإن الحرّ عندما يكون مصحوباً بالغبار والعواصف الرملية يكون أقسى على صحتنا وبشرتنا ونفسيتنا، حيث أثرت الحرارة المرتفعة بطريقة تفكيرنا والقدرة على الاستيعاب والتعلم، إضافة إلى صعوبة التحمل وانعدام الصبر وقلة التركيز وحدة المزاج والعصبية المفرطة المؤدية للعنف من أبسط الأمور، التي -للأسف- لا تخفف من وطأة أشعة الشمس التي تحرقنا يومياً».

المشكلة لا تنحصر فقط في اختفاء بعض الأنواع الحيوانية، واختلال المنظومة البيئية، ولا في ارتفاع درجات الحرارة، بل في التداعيات الإنسانية الناتجة عن التغير المناخي الذي يرتبط بعلاقة وطيدة مع النشاط البشري، حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة بتصاعد وتيرة الجفاف واكتساح مناطق عديدة، خاصةً تلك التي تعاني في الأساس من شحّ في المياه، وقد قام بعض العلماء في طرح حلول وبدائل ربما تكون قادرة على التخفيف من التبعات السلبية للأنشطة البشرية، ولأن الاحتباس الحراري سببه النشاط البشري؛ يمكن للإنسان تعديل بعض السياسات وتنسيق المواقف من خلال فرض ضريبة على الكربون، وإرغام الشركات والمصانع على التقيد بمعايير الانبعاثات الملوثة، وفرض الغرامات والرسوم على المؤسسات المسؤولة عن انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون

النتائج السلبية لظاهرة الحرارة المفرطة لم تقتصر فقط على الأرض والتوازنات البيئية الدقيقة، بل أيضاً على حياة الإنسان على سطح الأرض وكذلك على الأفراد وحياتهم، بهذه الكلمات تحدث مدرسة الجغرافية "منال محمود" لتتابع: «المشكلة لا تنحصر فقط في اختفاء بعض الأنواع الحيوانية، واختلال المنظومة البيئية، ولا في ارتفاع درجات الحرارة، بل في التداعيات الإنسانية الناتجة عن التغير المناخي الذي يرتبط بعلاقة وطيدة مع النشاط البشري، حيث يؤثر ارتفاع درجات الحرارة بتصاعد وتيرة الجفاف واكتساح مناطق عديدة، خاصةً تلك التي تعاني في الأساس من شحّ في المياه، وقد قام بعض العلماء في طرح حلول وبدائل ربما تكون قادرة على التخفيف من التبعات السلبية للأنشطة البشرية، ولأن الاحتباس الحراري سببه النشاط البشري؛ يمكن للإنسان تعديل بعض السياسات وتنسيق المواقف من خلال فرض ضريبة على الكربون، وإرغام الشركات والمصانع على التقيد بمعايير الانبعاثات الملوثة، وفرض الغرامات والرسوم على المؤسسات المسؤولة عن انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون».

عيسى العيد

وعن كيفية تفادي الدرجات العالية للحرارة يقول الدكتور "عقبة الخوالدة": «درجة حرارة الجو هي التي نعبر بها عن درجة حرارة الغلاف الجوي الذي يحيط بنا، والتي من الممكن أن نصفها بالانخفاض فيصبح الجو بارداً ويشعر الإنسان بالبرودة، أو بالارتفاع فيصبح الجو حاراً ويشعر الإنسان بالسخونة، وللمحافظة علي حياة الإنسان لا بد أن تكون درجة حرارة الجسم علي المستوى العادي 37° مئوية، وعند تغير مؤشر درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي فهناك آليات في الجسم تعمل من أجل التكيف والدفاع، مثل السخونة إذا تعرض لدرجة حرارة الجو العالية أو التجمد إذا تعرض لدرجة حرارة الجو المنخفضة، وتعد درجة حرارة الجو المحيطة بنا من العوامل البيئية التي تؤثر في صحة الإنسان بالسلب أو الإيجاب، فعند فشل الجسم في إصدار ردود فعل تجاه درجات الحرارة المرتفعة تبدأ الاضطرابات الفيزيولوجية الظهور كدليل على عدم التكيف، ومنها ضربة الشمس، والأزمة القلبية، وارتفاع ضغط الدم، ويمكننا تخطي درجات الحرارة العالية والتعامل معها من خلال عدم التعرض لأشعة الشمس، وارتداء الملابس الخفيفة البسيطة والأحذية المفتوحة، إضافة إلى الاحتفاظ بترطيب الجسم وتناول الخضراوات والفواكه، والاستحمام الدائم، وإغلاق النوافذ في المنزل في أوقات النهار حتى يحتفظ المنزل ببعض الرطوبة».