تظهر العديد من الدراسات الحديثة أن الألعاب الإلكترونية لها فوائدها، فهي تحفز عمليات الإبداع، وتدعم القدرة على اتخاذ القرارات، لكن بالمقابل يفتقد الأطفال القدرة على تنظيم هواياتهم ومبادراتهم وخاصة الرياضية؛ وهو ما يدفعهم إلى الفوضى والتشتت والعادات السيئة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 آب 2015، المرشدة النفسية "جهينة حمادة"؛ التي حدثتنا حول نشاط ولعب الأطفال بالقول: «يعيش الأطفال في هذه الأوقات حالة من الفوضى وعدم التركيز في موهبة ما، نتيجة انتشار الألعاب الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث إن ملء فراغ الوقت باللعب كان يأخذ شكلاً آخر كالمطالعة أو الرسم، أو الاستماع إلى الموسيقا، وغير ذلك من فنون جميلة ومفيدة يبدأ معها أولادنا رحلتهم مع النضج، لكننا للآسف الشديد ننشغل بأنفسنا نحن الكبار وننسى دائماً عالم الصغار الذين يمتلكون كمّاً هائلاً من الطاقة، وفي ظل هذه الظروف يمارس الأطفال ألعابهم على "الموبايل أو التاب أو النت"؛ التي تؤدي بالمقابل إلى خطر جسيم على الطفل من الناحية العضوية والنفسية، فمن الناحية العضوية يعاني الطفل من آلام في العيون واليدين نتيجة الجلوس لساعات طويلة، أما من الناحية النفسية فتؤدي إلى العزلة الاجتماعية والانطواء، لذلك يجب العمل على توفير النوادي لتفريغ الطاقات الكامنة عند الأطفال، وفي حال انعدام القدرة على توفيرها فإن الطفل سيضطر للنزول واللعب في الشارع مع المراقبة التامة له، ذلك أن للعب في الشارع سلبيات عدة ومخاطر كثيرة، لكنه يبقى الحل الوحيد في ظل عدم وجود النوادي، إضافة إلى ازدياد تعلق أطفالنا بوسائل التقانة الحديثة التي تسرق منهم طفولتهم وتؤدي إلى أضرار كبيرة».

يتسبب الجلوس لساعات عديدة أمام الحاسوب أو التلفاز بعدة آلام في الرقبة واليد، كما تؤثر الألعاب الإلكترونية سلباً بنظر الأطفال، إذ قد يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات التلفاز أو الحاسوب، كما أن حركة العينين تكون سريعة جداً أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية؛ وهو ما يزيد من فرص إجهادها، وبدورها تؤدي إلى حدوث احمرار بالعين وجفاف وحكة و"زغللة"، وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحياناً بالقلق والاكتئاب، كما يؤدي بقاء الأطفال خلال ساعات النهار في المنزل لممارسة الألعاب الإلكترونية وعدم التعرض إلى أشعة الشمس للحصول على الفيتامينات المطلوبة لنمو العظام لإصابتهم بنقص فيتامين "د" وبالتالي هشاشة في العظام، إضافة إلى إصابة الطفل بسوء التغذية والبدانة نتيجة عدم مشاركته الطعام مع أهله، واعتياده على الأكل في أوقات غير مناسبة للجسم

وعن إيجابيات الألعاب الإلكترونية تضيف: «فهي تنسق ما بين حركة العين واليد، وهي مهارة يحتاج إليها الجراحون أثناء إجراء العمليات، إضافة إلى ذلك تحسن الألعاب من القدرة على قيادة السيارة في الليل، كما تحسن من القدرة على التركيز على عدة أشياء مرة واحدة، فالطفل الذي يلعب بالألعاب الإلكترونية يطور مهارة الاستماع إلى الأصوات المختلفة والانشغال بعدة أشياء في نفس الوقت، إضافة إلى أن الألعاب الإلكترونية مصدر مهمّ لتعليم الطفل، إذ يكتشف الطفل من خلالها الكثير، فهي تشبع خيال الطفل بطريقة لم يسبق لها مثيل، كما أنه أمام الألعاب الإلكترونية يصبح أكثر حيوية ونشاطاً، مثل الإنترنت وغيرها من الوسائل الحديثة، وعلى الرغم من الفوائد التي تتضمنها بعض الألعاب الإلكترونية إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، لأن معظم الألعاب التي يستخدمها الأطفال والمراهقون ذات مضامين سلبية تؤثر فيهم خلال مراحل نموهم، حيث تتسبب بعزلة الطفل، إضافة إلى كل ما سبق تبين أن الأطفال الذين يمضون أوقاتاً طويلة بممارسة الألعاب الإلكترونية، ولا سيما ألعاب العنف، يضعف تحصيلهم الأكاديمي في المدرسة، وبالتالي حصولهم على تصنيفات أكثر سلبية من المعلمين بالمقارنة مع الأطفال الذين يمارسون ألعاباً أقل عنفاً، أو لا يمارسون الألعاب الإلكترونية على الإطلاق».

وللاعتياد على الألعاب الإلكترونية العديد من الأضرار الصحية؛ يحدثنا عنها الدكتور "فيصل الموسى" بالقول: «يتسبب الجلوس لساعات عديدة أمام الحاسوب أو التلفاز بعدة آلام في الرقبة واليد، كما تؤثر الألعاب الإلكترونية سلباً بنظر الأطفال، إذ قد يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات التلفاز أو الحاسوب، كما أن حركة العينين تكون سريعة جداً أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية؛ وهو ما يزيد من فرص إجهادها، وبدورها تؤدي إلى حدوث احمرار بالعين وجفاف وحكة و"زغللة"، وكلها أعراض تعطي الإحساس بالصداع والشعور بالإجهاد البدني وأحياناً بالقلق والاكتئاب، كما يؤدي بقاء الأطفال خلال ساعات النهار في المنزل لممارسة الألعاب الإلكترونية وعدم التعرض إلى أشعة الشمس للحصول على الفيتامينات المطلوبة لنمو العظام لإصابتهم بنقص فيتامين "د" وبالتالي هشاشة في العظام، إضافة إلى إصابة الطفل بسوء التغذية والبدانة نتيجة عدم مشاركته الطعام مع أهله، واعتياده على الأكل في أوقات غير مناسبة للجسم».

جهينة حمادة
د. فيصل الموسى