يعد محصول السمسم من المحاصيل الصيفية المهمة في "القنيطرة"، ولحصاده طقوس ودلالات اجتماعية كثيرة تدل على التعاون والألفة بين أفراد العائلة، ولا يخلو موسم الحصاد من الأهازيج والأمثال الشعبية التي يتم تداولها أثناء الحصاد.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 حزيران 2015، تواصلت مع المهندس الزراعي "مأمون رحال" من قرية "سكوفيا"؛ الذي تحدث عن محصول السمسم بالقول: «يعد موسم حصاد السمسم مكاناً لتجمع العائلة والأقارب والأصدقاء، فهو فرصة للتعاون ومساعدة بعضنا لبعض، وتتم عملية الحصاد قلعاً باليد في الصباح الباكر أو في المساء البارد، مع مراعاة حصادها عند تمام النضج من دون تأخير أو تبكير، لأن التبكير في الحصاد يؤدي إلى جفاف الحبوب وضمور قيمتها، والتأخير مضر لأنه يؤدي إلى تفتح القرون وسقوط قسم كبير من البذور، وبعد الانتهاء من الحصاد يتم تجميع النباتات على شكل أكوام في أرض مستوية ونظيفة؛ حيث تكون القرون متجهة إلى الأعلى لمدة 5-10 أيام معرضة لأشعة الشمس مع تقليب النباتات خلال هذه المدة، وبعدها يتم جمع كل ثلاث حزم في ربطة واحدة أو تسند إلى بعضها من دون ربط وقرونها إلى الأسفل، ثم تضرب بالعصي لاستخراج البذور لتتم تنقيتها وغربلتها وتعبئتها في أكياس لتنقل إلى الأسواق والمخازن، وفي المخازن ترفع على عروق خشبية منعاً لملامستها الأرض مع ضرورة رش المخازن بالمبيدات الخاصة بحشرات المخازن، والكمية المتبقية بعد استخراج البذور منها تستعمل في تغذية المواشي والدواجن، وهي علف مغذٍّ لاحتوائها على مواد غذائية مهمة بنسبة مرتفعة، كما يستعمل القش كوقود في المناطق الريفية».

تبدأ زراعة بذور السمسم في الأوقات الممتدة من نصف شباط وحتى نصف آذار، ويزرع بطريقتين طريقة النثر أو طريقة الزراعة في سطور، ومن أهم علامات النضج لمحصول السمسم اصفرار وتساقط الأوراق السفلية، وكذلك اصفرار الساق والثمار ونضج القرون السفلية، ويبدأ النضج بحسب مدة نمو الصنف المزروع؛ التي تتراوح ما بين 80-100 يوم من الزراعة

وعن كيفية زراعة السمسم يضيف: «تبدأ زراعة بذور السمسم في الأوقات الممتدة من نصف شباط وحتى نصف آذار، ويزرع بطريقتين طريقة النثر أو طريقة الزراعة في سطور، ومن أهم علامات النضج لمحصول السمسم اصفرار وتساقط الأوراق السفلية، وكذلك اصفرار الساق والثمار ونضج القرون السفلية، ويبدأ النضج بحسب مدة نمو الصنف المزروع؛ التي تتراوح ما بين 80-100 يوم من الزراعة».

حصاد السمسم

وعن الأمثال والأهازيج التي يغنيها الفلاحون أثناء الحصاد يحدثنا "عمر عيد"؛ الباحث في الموروث الشعبي بالقول: «من أجمل الأهازيج التي تقال أثناء الحصاد أهزوجة "يا حصادين السمسم"، ويقال فيها:

"يا حصادين السمسم.. خلو السمسم ع أجراسه

عمر عيد

ويلي يهوى وما يأخذ.. هيلو السَجن ع راسه".

كما ورد ذكر السمسم في العديد من الأمثال الشعبية المتداولة في الحياة اليومية، منها: "سمسم بحلاوة ما محبة إلا بعد عداوة"؛ ويدل هذا المثل على أن المحبة لا تأتي إلا من بعد عداوة، وتكون قوية على الرغم من الصراع الذي كان دائراً قبلها، وهناك مثل آخر يقول: "لا تقول سمسم إلا تلهمه"؛ بمعنى أنه لا تقول عن شيء إنه حلو كالسمسم إلا بعد تذوقه، وغيرها العديد من الأمثال».

السمسم

ويعد السمسم من أهم المحاصيل الزيتية ولبذوره استعمالات وفوائد عديدة؛ يحدثنا عنها الدكتور "عقبة الخوالد" بالقول: «لزيت السمسم الكثير من العناصر الغذائية المهمة التي تساعد في علاج الكثير من الأمراض، فهو نافع للكبد والكلى والدوخة، كما يفيد في إدرار حليب الأم المرضع، ويعد طارداً للرياح من الأمعاء، ومفيداً في تحسين حاسة السمع ومعالجاً للإمساك، ويتميز باحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة؛ وهو ما يقلل قابليته للتزنخ، إضافة إلى خلوه من الكوليسترول، وهو صالح للمزج ببعض المواد الأخرى المستعملة في العلاجات الطبية، ويدخل في صنع مواد التجميل والعطور والمنظفات، ويستعمل في غذاء الإنسان في بعض المأكولات كالخبز والكعك والحلوى وصناعة الطحينة وغيرها، كما يستخرج من السمسم زيت خاص يدعى زيت السيرج وهو من الزيوت نصف الجافة، يستعمل النظيف منه في تغذية الإنسان، والأقل نظافة في تزييت الماكينات وصنع الصابون».