"العباءة" هي لباس العربي الأصيل وبالعامية تسمى "عباية" فصيحها العباءة وهي ثوب مفتوح يلبس فوق سائر الثياب وتصنع من وبر الحيوانات وأصبحت تصنع من القماش فهي ذات خيط خشن مبروم وتكون من الجوخ الأصلي ومن الصوف الناعم مع فروة وبشريط ذهبي أفقي من الأكتاف إلى الصدر.

السيد "توفيق العلي" يبلغ من العمر /80/ عاماً يقول عن العباءة: «للعباءة أهمية كبيرة في العادات والتقاليد القديمة فلابسها يدل على شيخ العشيرة أو القبيلة ومن واجبه الحفاظ عليها، وفي أيامنا هذه يرتدي الشباب العباءة في الأعراس دليل على زفاف الشاب وتميزه بين أهله».

للعباءة أهمية كبيرة في العادات والتقاليد القديمة فلابسها يدل على شيخ العشيرة أو القبيلة ومن واجبه الحفاظ عليها، وفي أيامنا هذه يرتدي الشباب العباءة في الأعراس دليل على زفاف الشاب وتميزه بين أهله

وعن "العباءة" في الموروث الشعبي يقول الأستاذ "أحمد محمود الحسن" باحث في الموروث الشعبي الجولاني لموقع eQunaytra: «إن أشهر من صنع العباءة هم أبناء "دمشق" وفي الجذور العربية كانت العرب تميز قادتها عن جنودهم وعامتهم عن زعامتها بالعباءة، حيث كان العرب والمسلمون يتميزون برتبهم بلون وشكل وتطريز عباءاتهم فعند تغير قائد كان يعلن ذلك بإلباس عباءة القيادة أو خلع عباءة القيادة، إذاً كانت تمثل في العرف الاجتماعي رتبة قيادية وكثيراً ما أهدى القادة قديماً وحديثاً عباءة مطرزة دلالة على الوجاهة والاحترام والتقدير.

الأستاذ "أحمد محمود الحسن"

وفي "الجولان" كما عند العرب قاطبة فإن العشائر أو الحمايل أو العائلات الكبيرة وحتى الصغيرة منها تم التعرف على زعيمها الذي اعتمدته العائلة ليكون الناطق باسمها بإلباسه العباءة ولا يجوز للعشيرة أو العائلة أن يكون لها أكثر من عباءة كناحية ترمزية على القيادة التي استحقها لابس العباءة، وعباءة الزعامة يجب أن تبقى في نفس العائلة وليس بالضرورة ابنه بل ممكن أن يكون عمه أو أحد أبناء عمومته، وليس كل من لبس العباءة بقائد فالترميز هنا يأتي باختيار رئيس العشيرة أو العائلة لإلباسه العباءة ويجب أن يتصف بصفات كريمة عالية أن يكون كريماً وحليماً وأن يكون ذا أخلاق عالية جداً وعادلاً وسمعته حسنة وعلاقته الاجتماعية مع الآخرين ممتازة وأن إلا يطلب لبس العباءة فطالب الولاية لا يولى وأن يكون ذا أصل وفصل مشهود لهم بالفضل والكرم والعدل، فلابس العباءة هو الزعيم رئيس العشيرة أو كبيرها أو شيخها وإكرامه إكرام للعشيرة أو العائلة التي يمثلها وإهانته إهانة لكل العشيرة».

وتابع "الحسن" حديثه في نفس السياق بالقول: «قد يتساءل البعض هل يجوز لبس العباءة دوماً ويأتي الجواب لا فحق لبس العباءة يكون مرة واحدة كحفل تتويج ملك أو تنصيب أمير ثم يصبح الزعيم حراً في أن يلبس عباءة أم معطفاً أم بزة رسمية، ومع التطور الحضاري برز عدد من الشباب في مختلف العشائر تميزوا في تحصيلهم العلمي والثقافي أو صعدوا لأسباب سياسية في انتمائهم لأحزاب سياسية التي كانت لهم بمثابة العشيرة رفعتهم إلى سد المناصب السياسية فاستلموا الشيخة أو المشيخة أو الزعامة، فانحسرت عادة إلباس العباءة إلى زوايا التراث وأصبح المحصل العلمي والثقافي هو الكفاءة الحقيقة مع المحافظة عليها موروث وكعرف اجتماعي معمول به، وللعباءة في العرف الاجتماعي أهمية وما تزال حتى يومنا هذا وخاصة في الأعراس فهناك عباءة الخال التي تدفع من قبل العريس لخال العروس وعباءة الأب لأب العروس فالعباءة لباس عربي أصيل يدل على الوقار والجاه ويستخدم عند العامة لدرء برد الشتاء وحرارة الصيف».

رجل يرتدي "العباءة"

وذكر "الحسن": «للعباءة أنواع متعددة مثل الارجباوية – البغدادية – الحمصية – الصدية – العجمية – الحفرية – الباشية – الخاشية وتسمى بالمزوية أو الحساوية نسبة إلى أرض "الإحساء" في الجزيرة العربية ويطلق عليها أهل "الزوية" في "الجولان" الخاشية، وأن لبس العباءة يدل على المستوى الاجتماعي والاقتصادي للفرد مقصبة بالذهب أو الفضة ونوعية القماش، والآن يرتدي الشباب العباءة في الأعراس وفي السهرات والمناسبات وتغنى عدد من الشعراء الشعبيين في الأعراس:

"يا أبو مزوية قصب

على كتفك ما أحلاها

يوم تقضب بالدبكة

مثل النجمة بسماها"

وترتدي أيضاً النساء العباءة ولكن السوداء منها والطويلة والناعمة التي تستر كامل البدن بكل وقار وحشمة».