تعتبر قريتا "بريقة" و"بئرعجم" من أهم المناطق السياحية في محافظة "القنيطرة" حيث يقصدها الزوار والسياح من كل حدب وصوب وبخاصة مع موسم الصيف لجمال هاتين القريتين، والشيء الأكثر تميزاً في قريتي "بريقة" و"بئرعجم" أنهما خاليتان من التدخين ويمنع التدخين فيهما.

وللتعرف أكثر على موضوع منع التدخين في قريتي "بريقة" و"بئرعجم" التقى موقع eQunaytra المهندس "محمد نافع زكريا" رئيس بلدية "بئرعجم" فقال: «كانت هاتان القريتان أول من دخل مشروع القرى الصحية في القطر وقد رافق هذا المشروع جملة من نشاطات منها أجراء مسح شامل للنواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية من قبل لجان الأحياء وقد صدر على أثرها كتيب صغير يحتوي على معلومات دقيقة وخطيرة ومنها المبالغ الطائلة التي تصرف على التدخين والتي تزيد على مئات الآلاف من الليرات السورية على مستوى القريتين فقط، حيث كان مجرد التفكير في معالجة هذا الموضوع ضرباً من الخيال فترك التدخين ليس بالأمر اليسير ومع ذلك بدأنا بالخطوة الأولى وهي التوعية الجماهيرية عن طريق الندوات والاجتماعات والتي قوبلت نظرياً بايجابية مشجعة، تلتها خطوة ثانية كانت الأكثر تأثيراً وهي مشاركة الأطفال في هذه الحملة حيث رسموا لوحات معبرة من وحي أفكارهم البريئة وألصقوها في شوارع القرية ما أحرج الكبار وانحنوا أمام أطفالهم ولاموا أنفسهم فكانت بحق منعطفاً حاسماً في هذه الحملة، وكانت الخطوة الجريئة التالية هي امتناع البقاليات عن بيع الدخان بعد أن كانت تتباهى بعرض أفخر أنواع التبوغ العربية والأجنبية ويعتبر توافر الدخان في البقالية مدعاة لجلب الزبائن، لكن النتيجة كانت مغايرة لذلك فقد طرح الله البركة في التجارة الحلال وانتعشت المحلات وتصدرتها لوحات تعتذر عن بيع الدخان فامتنع الأكثرية الساحقة عن التدخين وأنا واحد من الذين تركوا التدخين، وأما من خانته إرادته فهو يدخن على استحياء وخجل».

متوفر لدي في البقالية كل ما يحتاجه المواطن لمنزله ولأطفاله إلا علب السجائر فأنا أمتنع عن بيعها، فكتبت عبارة على باب البقالية "لا يوجد دخان ولا تسألني أين يباع"

ويضيف "زكريا": «نحن نفتخر بأن هذا المرسوم الشعبي الذي نفذناه قبل سنوات قد دعمه المرسوم /62/ لعام 2010م الذي أصدره السيد رئيس الجمهورية، ونتمنى أن تعمم هذه التجربة في قرى أخرى ولو بشكل جزئي فكل سيجارة تطفأ هو نصر ومكسب لشباب هذا الوطن».

المهندس محمد نافع زكريا

السيد "حسين باتردوقا" مختار قرية "بئرعجم" قال: «إن فكرة منع التدخين في القرية كانت إيجابية ومكسباً لشباب القرية، فمنذ ثماني سنوات كان عدد المدخنين في القرية حوالي /200/ شخص وبعد الخطوات التي قمنا بها في القريتين "بريقة" و"بئرعجم" انخفض عدد المدخنين إلى اقل من /35/ شخصاً، ويوجد في القرية سبع بقاليات واحدة منها تبيع علب الدخان، ومنذ فترة ترك صاحبها التدخين وقريباً جداً سيترك بيع الدخان في بقاليته، وأنا صاحب بقالية في "بئرعجم" لا أبيع الدخان بتاتاً والحمد الله أشعر بالراحة والاطمئنان على مستقبل شبابنا وأطفالنا».

أما السيد "بيبرس إدريس" صاحب بقالية "العائلة" بين قرية "بريقة" وقرية "بئر عجم" يقول: «متوفر لدي في البقالية كل ما يحتاجه المواطن لمنزله ولأطفاله إلا علب السجائر فأنا أمتنع عن بيعها، فكتبت عبارة على باب البقالية "لا يوجد دخان ولا تسألني أين يباع"».

المختار حسين باتردوقا

السيد "أدهم اسماعيل" مختار قرية "بريقة" يقول: «التدخين يضر بالصحة ويقتل صاحبه بل ويقتل أسرة بأكملها، ونحن في القرية منعنا التدخين منعاً باتاً للحفاظ على صحة المواطن وصحة أسرته وبالدرجة الأولى الحفاظ على مستقبل شبابنا وأنا صاحب بقالية، وكتبت على الباب عبارة تقول "لا يباع الدخان في هذه القرية" ونأمل من زوار القرية أن يحترموا رأينا وأنا يرموا السجائر قبل الدخول إليها».

بقالية في قرية بريقة