«تأثرت كثيراً بالعرض المسرحي "الشهيد"، لقد أعادتني المسرحية، إلى أجواء العام 1967 عندما استشهد احد أقاربي، في المواجهات التي جرت بين جيشنا وقوات الاحتلال الإسرائيلي. عندها هبت القرية للقتال والتصدي للقوات الغازية، كل فرد على طريقته، البعض خرج للقتال بالبندقية، ضمن ما كان يعرف بالقوات الشعبية، والبعض الأخر حاول تقديم العون والمساعدة لأفراد الجيش».

الكلام للسيد "علي المزعل" في حديث لموقع eQunaytra، مضيفاً: «مشهد الشهيد والعروس، يعيدني إلى تلك الأوقات التي مررنا فيها، نحن والكثير من الأسر والعائلات، حيث كان مقرر عرس احد الأقارب في القرية، ولكن الحرب واستدعائه للقتال، على خطوط الجبهة، أدت إلى تأجيل الزفاف، ليعود قبل نهاية الحر مستشهداً، ليكمل رسالة والده الذي سبقه إلى الشهادة، خلال مشاركته في قتال الفرنسيين، في العام 1925 خلال ثورة "الجولان"».

بصراحة تأثرت كثيراً بالمسرحية، خاصة المشهد الأخير الذي يستشهد فيه العريس، لبعض اللحظات نسيت أنني احضر مسرحية، لأن هذه المواقف سمعنا بمثيلاتها، وقد حصلت في بعض قرى "الجولان" إن لم تكن بنفس التفاصيل، لكنها تقترب كثيرا من الواقع

السيد "سمير علي" مخرج المسرحية أعرب عن شعوره بالفخر لدعوته والفرقة المسرحية، للمشاركة بعروض تحرير مدينة "القنيطرة". وعن فكرة المسرحية قال: «تجسد المسرحية فكرة المقاومة، وأهمية المقاوم المثقف، هذه المقاومة التي تمثل جزء من قيمنا وعادتنا وتقاليدنا. حاولنا تقديم مسرحية تجسد واقع وعادات "الجولان" من خلال الإيحاء ببعض الأشكال والرموز، والتلاعب على مسألة الديكور والتصميم، بما يوحي للمشاهد بالبيئة الجولانية. حيث للشهادة والمقاومة حيز كبير، في خاطر كل واحد يعيش على هذه البقعة المقاومة من أرضنا، هذا الفكر المقاوم الذي ولد نتيجة ظروف الاحتلال التي تعاقبت على "الجولان". هنا تنحني أمام روايات وقصص أشخاص، عندما تسمع بأكثر من شهيد في الأسرة الواحدة، وكأن الشهادة قدر هذه العائلات بالتوارث، يورثها الأب لأبنائه وأحفاده من بعده. حاولنا في المسرحية، تسليط الضوء على هذا الجانب الإنساني المقاوم، الذي يدفع الابن لاقتداء درب والده الذي سبقه إلى الشهادة. من خلال أسرة يستشهد الأب فيها، خلال إحدى المعارك، وحين يتحضر ابنه في المستقبل للزفاف، يشترك في الدفاع عن الأرض المحتلة، ليعود محمولاً على أكتاف رفاقه قبل أيام معدودة من حفل الزفاف، هنا تبادر العروس لتعلن مواصلة درب زوجها العريس في المقاومة».

جانب من العرض المسرحي

السيدة "سناء الحمصي" احد الحضور للمسرحية عبرت عن إعجابها بالعرض المسرحي، الذي قدم صورة حقيقة لواقع أهلنا في "الجولان" المحتل، الذين قدموا الشهداء. وأضافت: «بصراحة تأثرت كثيراً بالمسرحية، خاصة المشهد الأخير الذي يستشهد فيه العريس، لبعض اللحظات نسيت أنني احضر مسرحية، لأن هذه المواقف سمعنا بمثيلاتها، وقد حصلت في بعض قرى "الجولان" إن لم تكن بنفس التفاصيل، لكنها تقترب كثيرا من الواقع».

مسرحية الشهيد