يعدّ الأسير السوري "صدقي المقت" ابن قرية "مجدل شمس" المحتلة أقدم أسير في تاريخ "سورية" وصراعها مع المحتل، فضلاً عن كونه من أقدم 10 أسرى في العالم ممن أمضوا أكثر من 30 عاماً خلف قضبان السجون والمعتقلات لأنهم رفضوا الظلم والاحتلال والقهر.

مدونة وطن "eSyria" سلطت الضوء على حياة الأسير "صدقي المقت" وتواصلت بتاريخ 9 تشرين الثاني 2018، مع شقيقه الأسير المحرر "بشر المقت"، الذي قال عنه: «نشأ وترعرع في أسرة مناضلة عاشت قضايا شعبها، وكان لهذه الأسرة دور فعال في مسيرة نضال "الجولان"، الذي بدأ منذ اللحظة الأولى لاحتلاله عام 1967. ويعد والدي "سليمان المقت" أول أسير سوري من "الجولان" يصدر بحقه حكم الاعتقال مرتين من المحكمة الإسرائيلية بعد عام 1967، كما توّج النضال عام 1982 بالإضراب الكبير وما حققه هذا الإضراب من انتصار للإرادة الوطنية إرادة الشعب الأعزل من أي سلاح، الذي تزامن مع العدوان الصهيوني على "لبنان" الشقيق، وما سطرته المقاومتين اللبنانية والفلسطينية من ملاحم أسطورية كبدت الغزاة ثمناً باهظاً.

أمضى "صدقي" حكمه بالكامل 27 عاماً وتحرر في 22 آب 2012، وبعدها استمر في عمله النضالي والبطولي بين أبناء مجتمعه في شتى المجالات، وكان له نشاط بارز في متابعة وتوثيق دعم العدو الصهيوني للمجموعات الإرهابية المسلحة على خط وقف النار في "الجولان"؛ الأمر الذي جعل العدو يرصد نشاطه وزجّه في المعتقل بتاريخ 25 شباط 2015 من جديد، وصدر حكم بحقه لمدة 11 عاماً، ولا يزال على العهد والقسم مؤمناً بالنضال ضد العدو الإسرائيلي وواثقاً بانتصار الوطن على كل الأعداء والطامعين وتحرير "الجولان"

مناظر المظاهرات العنيفة في "الجولان" مع قوات الاحتلال الصهيوني، وصور المقاومة البطولية في "لبنان"، بلورت لدينا نحن الشباب "صدقي المقت" و"بشر المقت" و"عاصم الولي" والشهيد "هايل أبو زيد" والشهيد "سيطان الولي" فكرة تكوين تنظيم حركة المقاومة السرية في "الجولان"، هذه الحركة نفذت العديد من العمليات المقاومة للاحتلال الصهيوني بما تملك من أدوات المقاومة، وكبدته خسائر كبيرة في العتاد والأفراد، ومن أهم عمليات المقاومة عملية "بئر الحديد"؛ حيث تم تفجير مخازن أسلحة العدو، وتحديداً تفجير 1200 قذيفة دبابة، إضافة إلى زرع عشرات الألغام في المواقع العسكرية التابعة له، وبدأ تنظيم حركة المقاومة السرية ينتشر ويزداد عدداً من أبناء "الجولان" المحتل على الرغم من مداهمة أجهزته الاستخبارية وقيامها بحملة اعتقالات واسعة في صفوف هذه الحركة طالت إضافة إلى "صدقي المقت" العديد من شبان "الجولان"، وهم في ريعان شبابهم منذ عام 1985».

الأسير السوري "صدقي المقت"

وأضاف: «أمضى "صدقي" حكمه بالكامل 27 عاماً وتحرر في 22 آب 2012، وبعدها استمر في عمله النضالي والبطولي بين أبناء مجتمعه في شتى المجالات، وكان له نشاط بارز في متابعة وتوثيق دعم العدو الصهيوني للمجموعات الإرهابية المسلحة على خط وقف النار في "الجولان"؛ الأمر الذي جعل العدو يرصد نشاطه وزجّه في المعتقل بتاريخ 25 شباط 2015 من جديد، وصدر حكم بحقه لمدة 11 عاماً، ولا يزال على العهد والقسم مؤمناً بالنضال ضد العدو الإسرائيلي وواثقاً بانتصار الوطن على كل الأعداء والطامعين وتحرير "الجولان"».

الأسير المحرر "عطا فرحات"، قال: «نشط "صدقي" مطلع ثمانينات القرن الماضي في المظاهرات والأحداث التي شهدها "الجولان"، ونفّذ مع رفاقه الكثير من الأعمال المشروعة ضد الاحتلال، واعتقلته قوات الاحتلال ووجهت إليه لائحة اتهام، وفي عام 1986 أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة "اللد" حكماً عليه بالسجن لمدة 27 عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال.

الأسير المحرر "بشر المقت"

إن "المقت" من الأسرى العرب القلائل الذين جسدوا أدب السجون من خلال المقالات الكثيرة التي كتبها في ظلماتها، ونشرت العديد من الصحف العربية مقالاته، ومنها: "كلمة لا بد أن تقال"، وآخر يرصد الانتصارات المجلجلة للمقاومة اللبنانية في تموز 2006، وإثر هذا المقال الذي تم تهريبه من خلف القضبان وضع "صدقي" في العزل الانفرادي في سجن "بئر السبع" بعيداً عن شقيقه "بشر" الذي كان معتقلاً في سجن "الجلبوع". بات واضحاً أن الاحتلال يتعمد إهمال الأسرى والضغط عليهم بوسائله اللا إنسانية؛ مثلاً ينقل الأسير المريض من سجن "الجلبوع" إلى مستشفى سجن "الرملة" في صندوق محكم الإغلاق ومن دون أي متنفس، ويكون مقيداً ومعصوب العينين علماً أن هناك مستشفيات قريبة، وهذا ما يضاعف تردي الوضع الصحي للأسير، ويتقصد السجان منع زيارة الأقارب من الدرجة الثانية؛ فهم محرومون من رؤية الأسير».

"علي اليونس" رئيس لجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين في سجون الاحتلال، قال: «إن "صدقي" واحد من شباب "الجولان" الذين مارسوا حقهم الشرعي بمقاومة الاحتلال وعدم الرضوخ لقوانينه الباطلة والجائرة والمتنافية واتفاقيات حقوق الإنسان، واتفاقيات "جنيف" الأربع، ولنا الفخر أنه ورفاقه الأسرى القدامى رفضوا الوقوف لجزار المحكمة الصهيونية في "اللد" قبل أن يطلق حكمه الجائر بحقهم في آب 1985، وفي نهاية محاكمتهم الصورية وقف الأسير "صدقي" ومعه رفاقه الشجعان وقفة رجل واحد ورددوا النشيد الوطني "حماة الديار"، وعلى الرغم من ضربهم المبرح من قبل حراس المحكمة، لم يتوقفوا حتى أنهوا نشيد الوطن.

"علي اليونس"

هو الآن عميد الأسرى العرب بعد أن تسلّم الراية من شقيقه "بشر المقت"، الذي أمضى 25 عاماً في سجون الاحتلال، والذي تسلّمها من "سمير القنطار"؛ الأمر الذي يؤكد عروبة القضية وقوميتها».

الجدير بالذكر، أن "صدقي سليمان المقت" من مواليد "مجدل شمس" عام 1967.