كان حلمه منذ طفولته أن يصبح طياراً يحلق كالنسر في سماء الوطن ويصونها، وكان يعتقد اعتقاداً راسخاً أن من العار على الطيار أن يموت موتاً طبيعياً ومما كان يردده أن النسر عندما يشعر بدنو أجله يحلق في الأعالي ويصعد إلى القمم ليموت فيها ويأبى النسر الموت في الوديان أبداً، وهكذا الطيار يجب أن يكون موته مشرفاً، إنه العماد "ممدوح حمدي أباظة" ابن قرية "مومسية" الشركسية في "الجولان".

يقول الأستاذ "عدنان محمد مصطفى قبرطاي" الباحث في شؤون "الجولان" لموقع eQunaytra: «درس "ممدوح" الابتدائية في القنيطرة والإعدادية في دمشق وانتسب لدار المعلمين العامة في دمشق فتخرج منها وحصل على الشهادة الثانوية أيضا ليعمل في سلك التعليم في جبل العرب لفترة من الوقت.

"ممدوح" رجل اختار بموته الحياة فبارك الله وطناً أنبت أمثاله من الذين وصفوا بأنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، الشهيد "ممدوح أباظة" الذي وصفه بقصيدة مأثرة الشاعر الشركسي "تحزبل حسن" من نالتشيك عاصمة جمهورية قردينا بلغاريا الشركسية في الاتحاد الروسي عام 1996م وترجمها إلى العربية الأديب "ممدوح قوموق" من قرية "الخشنية" في "الجولان" أورد منها هذه الأبيات: "أنت القلب وأنت الروح / سورية يا وطني الغالي من أحلك تتفتح أزهار الحب / ولك توهب أفراح الروح في مهدك أمضيت عذوبة الطفولة / وعلى رباك قضيت أيام الشباب أنت من سدد خطاي على الدرب / ولم انقطع يوماً عن لامتناه كرمك وحين دعا الواجب لم أتردد / ولم أتوان عن سماع النداء لحظة واحدة يا وطناً يفدى بالروح إذا كان نجمي قد هوى / فان الروح ما زالت تحوم في سمائك يا هضاب "الجولان" عبثاً تبحثيني عني / عبثاً تسألني عني يا ربى قريتي موسيتي الجميلة" ظل حلمه يراوده أن يموت شهيداً إلى أن تحققت أمنيته اثر اعتداء غاشم على مقر عمله واستشهد كما كان يحلم وسلاحه بيده وهو يقاتل وتناثر جسده أشلاء في السماء وعلى أرض الوطن بتاريخ 3/9/1981م منح وسام الشجاعة من الدرجة الأولى ورفع إلى رتبة عماد بعد الاستشهاد

كانت له اهتمامات أدبية توضح خصاله الوطنية التواقة للتضحية والفداء وكتب عدة قصص قصيرة منها (بطل من بلادي) عن طيار استشهد في سبيل الوطن كما أعد مسرحية بعنوان (وهم) حول العدوان الصهيوني على أرض فلسطين المقدسة كما شارك في عدة مظاهرات طلابية وطنية ضد الغزو الصهيوني.

الأستاذ "عدنان محمد مصطفى قبرطاي"

كان حلمه أن يصبح طيارا يدافع عن وطنه وأن ينال الشهادة في سبيل الله فبادر للانتساب الى الكلية الجوية في سورية عام 1952 ‏م وتخرج منها برتبة ملازم طيار عام 1955 ‏م واجتاز العديد من الدورات العسكرية المقررة في الطيران .

كان العماد "ممدوح حمدي أباظة" منذ صغره شجاعاً مقداماً استبسل في كل المعارك الجوية التي خاضها أيما استبسال، كان يكره حديث التفاخر بتلك المعارك ولكن بعض رفاقه قالوا عنه في أول معركة جوية أعقبت حرب حزيران 1967م اخترق سرب من طائرات العدو الصهيوني مجالنا الجوي في سماء "ميسلون" فتصدى لهم الشهيد الطيار "ممدوح" مع ثلاثة طيارين من نسورنا البواسل وأصيبت طائرته خلالها بشظية من صاروخ معادي فهبط بطائرته سالماً وأخذ طائرة أخرى وعاد للجو ليتابع ملاحم البطولة والفداء وعاد للاشتباك مع طائرات العدو واستطاع أن يصيب ثلاث طائرات للعدو الغادر، وفي معركة جوية أخرى عندما نفذت ذخيرته خلال اشتباكه مع طائرات العدو انقض على طائرات الميراج المعادية بطائرته يريد الاصطدام بطائرات العدو فأرعبهم ذلك المشهد وانسحبوا خائبين فعاد "ممدوح" بطائرته التي تكاد خالية من الوقود، وأنا شخصياً عندما كنت طالباً ضابطاً شاهدت تلك المعركة الجوية التي شارك فيها الشهيد "ممدوح" في سماء قطنا عام 1969م حيث اشتبك مع زميله الشهيد "فايز منصور" مع رف معاد من طائرات العدو ومنعوهم من تحقيق مهمتهم العدوانية حيث اضطروا إلى رمي قنابلهم عشوائياً ولاذوا بالفرار، لقد كان اختيار البطل "ممدوح" الوحيد أن يحمي الوطن بكل ما أوتي من قوة وعزيمة، لقد كان نجماً اختار طريقاً إلى السماء لا يطال عاش معظم حياته طياراً يحمي سماء الوطن من كل عدوان».

وتابع "قبرطاي" حديثه بالقول: «"ممدوح" رجل اختار بموته الحياة فبارك الله وطناً أنبت أمثاله من الذين وصفوا بأنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، الشهيد "ممدوح أباظة" الذي وصفه بقصيدة مأثرة الشاعر الشركسي "تحزبل حسن" من نالتشيك عاصمة جمهورية قردينا بلغاريا الشركسية في الاتحاد الروسي عام 1996م وترجمها إلى العربية الأديب "ممدوح قوموق" من قرية "الخشنية" في "الجولان" أورد منها هذه الأبيات:

"أنت القلب وأنت الروح / سورية يا وطني الغالي

من أحلك تتفتح أزهار الحب / ولك توهب أفراح الروح

في مهدك أمضيت عذوبة الطفولة / وعلى رباك قضيت أيام الشباب

أنت من سدد خطاي على الدرب / ولم انقطع يوماً عن لامتناه كرمك

وحين دعا الواجب لم أتردد / ولم أتوان عن سماع النداء لحظة واحدة

يا وطناً يفدى بالروح إذا كان نجمي قد هوى / فان الروح ما زالت تحوم في سمائك

يا هضاب "الجولان" عبثاً تبحثيني عني / عبثاً تسألني عني يا ربى قريتي موسيتي الجميلة"

ظل حلمه يراوده أن يموت شهيداً إلى أن تحققت أمنيته اثر اعتداء غاشم على مقر عمله واستشهد كما كان يحلم وسلاحه بيده وهو يقاتل وتناثر جسده أشلاء في السماء وعلى أرض الوطن بتاريخ 3/9/1981م منح وسام الشجاعة من الدرجة الأولى ورفع إلى رتبة عماد بعد الاستشهاد».

وفي ذكرى استشهاده رثاه الشاعر الفلسطيني "رياض درويش" بقصيدة طويلة نقتطف منها هذه الأبيات:

"أيها النسر وفي سماء المعالي / جنحه فوق أرضه ممدود

أنت فخر الرجال قولاً وفعلاً / يا شهيداً عن الديار يزود

لك "ممدوح" كل معنى نسيج / من برود الحمى فنعم البرود

جنة الخلد للشهيد ديار/ فهنيئاً لمن حوته الخلود"

وذكر "قبرطاي": «أنه في صبيحة السابع عشر من تشرين الأول 2002م زينت سماء "حلب" الشهباء بطائرات كانوا في السماء في العلا يحيون رفيقهم في السلاح العماد الطيار "ممدوح أباظة" وكأنهم بحركاتهم الاستعراضية يريدون أن يسمعوا شهيدهم سيثارون وسيحلقون في كامل سماء "الجولان" في ذلك اليوم تم تخريج دورة جديدة من طلاب الكلية الجوية سميت دورتهم باسم شهيدنا الغالي العماد الطيار "ممدوح حمدي أباظة" في حفل التخرج مثل القائد العام للجيش والقوات المسلحة العماد رئيس الأركان حيث ألقى كلمة أشاد فيها بمناقب الشهيد وتحدث عن الأوسمة التي حصل عليها قبل استشهاده وقدم درع الدورة لابن الشهيد الدكتور "هيثم أباظة" كما قدم له سيف الكلية الجوية.

وكرم بإطلاق اسمه على مدرسة ثانوية في محافظة "دمشق" منطقة "دمر"، وضمن الاحتفالات بذكرى ثورة الثامن من آذار قام السيد رئيس الوزراء "محمد ناجي عطري" بتدشين صرح صحي مهم في محافظة "القنيطرة" وهو مستشفى الشهيد "ممدوح أباظة" وذلك بتاريخ 14/3/2005م.

والجدير بالذكر أن الشهيد "ممدوح أباظة" من مواليد قرية "مومسية" في "الجولان" عام 1932م.

تطوع في كلية الطيران اعتباراً من 1/11/1952م.

عين برتبة ملازم ت/خ اعتباراً من 1/1/1955م.

أوفد إلى مصر ببعثة دراسية.

منح وسام الجمهورية العربية المتحدة بتاريخ 17/2/1958م.

سمح له بحمل وسام الإخلاص بتاريخ 13/2/1958م.

منح وسام نوط النصر بتاريخ 5/3/1958م.

منح ميدالية اليوبيل الفضي للقوات الجوية بتاريخ 28/9/1958م.

منح وسام الإخلاص من الدرجة السادسة بتاريخ 9/11/1958م.

منح وسام التدريب القتالي بتاريخ 5/1/1969م.

منح الوسام الحربي من الدرجة الأولى لاستبساله في صد العدوان الجوي الإسرائيلي بتاريخ 24/2/1969م.

منح وسام السادس من تشرين بتاريخ 15/2/1974م.

منح وسام الشجاعة من الدرجة الأولى بتاريخ 12/9/1974م.

منح وسام الاستحقاق السوري عام 1976م.

منح وسام الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة عام 1976م.

منح وسام الإخلاص من الدرجة الأولى عام 1976م.

منح وسام التدريب من الدرجة الأولى عام 1978م.

رقي لرتبة لواء اعتباراً من 1/7/1978م.

استشهد بتاريخ 3/9/1981م، ورقي إلى رتبة العماد اعتباراً من 3/9/1981م لقيامه بأعمال استشهادية مجيدة.

  • الأستاذ "عدنان محمد مصطفى قبرطاي" من مواليد "القنيطرة"، وهو عقيد جوي ركن متقاعد له العديد من الإصدارات التي تتضمن أحداث "القنيطرة" و"الجولان".