ورث القضاء عن أسلافه، ورضع العرف العشائري مع حليب أمه، فترسخت العادات والتقاليد والأحكام في ذاكرته التي ترعرت مع الفتى في ربوع والده الشيخ "محمد بن حمد الطحان"، درس اللغة العربية وتبحر في علوم القرآن الكريم والفقه، وانطلق للعمل السياسي مدافعاً عن قضيته الأم قضية الجولان المحتل...

إنه الشيخ "رضوان محمد الطحان" شيخ قبيلة "النعيم" التي تسكن في الجولان.

الشيخ "رضوان" يجمع ما بين الوجاهة العلمية والوجه العشائري، تربى في بيت والده الذي يعتبر مرجعاً بالأحكام والقوانين العشائرية، وأصبح هدفه (إصلاح ذات البين) عند الناس، له مواقف كثيرة لحل المشاكل بين الناس منها القتل وغيرها، له ثقافة عالية ومحبوب بين الناس

موقع eQunaytra التقى الشيخ "رضوان محمد الطحان" بتاريخ 3/7/2010، فبدأ حديثه حول نشأته الأولى، وبداية تشكل وعيه للحياة بين العادات والعرف العشائري قائلاً: «نشأت في ربوع والدي الشيخ "محمد الطحان" كان يجيد القراءة والكتابة، ويحفظ القسم الأكبر من القرآن الكريم، عمل قاضياً (للدم والعرض) لقبيلة "النعيم"، حيث كان على اطلاع واسع بقوانين العرف العشائري ويعتبر مرجعاً رئيسياً في ذلك، وكانت القبيلة تحتكم إليه في الفصل بين المتخاصمين والحكم في هذه القضايا، كان شاعراً ينظم الشعر النبطي، ومن خلاله تعرفت على العرف العشائري والعادات وماهية الأحكام العشائرية وما يقابلها من عقوبات مادية أو معنوية».

الشيخ رضوان الطحان في مجلسه

وعن ولادته ومراحل الدراسة يقول: «ولدت في قرية "كودنة" النعيمية ونشأت فيها، درست المرحلة الابتدائية في قرية "بريقة" المجاورة لقريتنا، ثم انتقلت إلى مدينة "القنيطرة" حيث انتسبت الى ثانوية الشهيد "أحمد مريود"، ومنها حصلت على الشهادة الإعدادية ثم أكملت تعليمي فيها للمرحلة الثانوية العامة (الفرع الأدبي)، في عام 1966-1967م انتسبت إلى جامعة دمشق- كلية الآداب قسم اللغة العربية وحصلت على الإجازة في الآداب».

ويتابع في السياق ذاته قائلاً: «في عام 1972عيّنت مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانويات محافظة "القنيطرة" وفي عام 1976م نجحت في انتخابات مجلس محافظة "القنيطرة" للإدارة المحلية وأصبحت عضواً في مجلس المحافظة، ثم انتخبت عضواً في المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة مسؤولاً عن قطاع التربية والثقافة والشبيبة والسياحة والطلائع، وفي عام 1990 ترشحت لعضوية مجلس الشعب ونجحت في الانتخابات وأصبحت عضواً في مجلس الشعب السوري (كمستقل)، وبعد انتخابي في مجلس الشعب السوري ووفاة عمي الشيخ "عبد الكريم بن بركات الطحان" آلت إلي مشيخة قبيلة "النعيم" ومنذ ذلك الوقت وأنا أقوم بواجبي تجاه القبيلة».

من خلال تجربتي كعضو في مجلس الشعب اكتسبت خبرات كثيرة منها الاطلاع على القوانين والدستور ومناقشة القضايا وسن القوانين، والاطلاع على قانون الأحوال المدنية، والشكاوى الموجهة من المواطنين إلى مجلس الشعب، ساعدت في حل قضايا القبيلة وخدمتها، بالإضافة إلى ورشات العمل واستقبال الوفود البرلمانية، هذه كلها تجارب مكنتني من الاستفادة بزيادة العمل، والأداء ممكن لأي شخص طموح لديه الرغبة في التعلم والاستفادة من مجلس الشعب الذي يعتبر مدرسة التشريع في بلدنا».

في عام 2006 وبمناسبة تحرير مدينة "القنيطرة" من الاحتلال الإسرائيلي تداعت مجموعة من أبناء "القنيطرة" المشاركين بالاحتفال بهذه المناسبة لتشكل هيئة للمطالبة باستعادة أراضي الجولان المحتل وعن تأسيس الهيئة الشعبية لتحرير الجولان المحتل يقول الشيخ "رضوان": «تم تشكيل الهيئة الشعبية لتحرير الجولان المحتل، وانبثق عنها اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وتم اختياري عضواً في المكتب السياسي لهيئة تحرير الجولان، والمكتب السياسي يمارس نشاطاته متوافقاً مع السياسة العامة للدولة، حيث تتركز نشاطاته على الجانب الإعلامي وذلك عن طريق عقد الندوات والمحاضرات كما تقوم الهيئة بالمشاركة بالمؤتمرات الدولية التي تعقد من اجل هذه الغاية، كما تشارك من خلال الصحافة والإذاعة والتلفزيون بطرح قضايا الجولان والعمل على إبراز حقنا المشروع بكافة الوسائل المتاحة».

وعن أهم النشاطات التي قام بها كعضو في المكتب السياسي لهيئة تحرير الجولان أضاف قائلاً: «شاركت في وفد الجمهورية العربية السورية، الموفد إلى تركيا برئاسة الدكتورة "بثينة شعبان" للمشاركة في ملتقى "القدس" الدولي المنعقد في مدينة "استانبول" بتاريخ 15/11/2007 بعنوان "القدس لنا" وكان للمكتب السياسي لهيئة تحرير الجولان من خلال الوفد السوري دور بارز في طرح قضية الجولان بقوة وبيان الحق باستعادة الأراضي إلى الوطن الأم سورية.

وفي شهر تشرين الأول عام 2009م شاركت في مؤتمر الجولان الدولي المنعقد في مدينة "القنيطرة" المحررة بعنوان "الجولان عائد" مع المكتب السياسي لهيئة تحرير الجولان، حيث أقيم هذا الملتقى بمساهمة فعالة من قبل المكتب السياسي، وشاركت في احتفالات المولد النبوي التي تقيمها الجماهيرية الليبية، ممثلاً لقبيلة "النعيم" في سورية، والتي انعقدت على التوالي في دولة مالي ودولة النيجر ودولة أوغندا ودولة موريتانيا في كل عام.

شاركت في الوفد الشعبي السوري برئاسة الأستاذ "عبد القادر قدوره" رئيس مجلس الشعب السوري السابق لتهنئة الرئيس "القذافي" برئاسة مؤتمر القمة المنعقد في سرت في عام 2010م والطلب بدعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والجولان حيث ألقيتُ كلمة القبائل العربية السورية، أشرت فيها إلى أهمية خلق قضاء اقتصادي بين الاتحاد الإفريقي والوطن العربي، كما أشرت إلى أهمية دعم القضايا العربية وفي مقدمتها استعادة أراضي الجولان».

أحد وجهاء عشيرة "الخواشمة" التي تنضوي تحت لواء قبيلة "النعيم" "شتيوي عبد الله الطحان الخشومي" قال: «الشيخ "رضوان" يجمع ما بين الوجاهة العلمية والوجه العشائري، تربى في بيت والده الذي يعتبر مرجعاً بالأحكام والقوانين العشائرية، وأصبح هدفه (إصلاح ذات البين) عند الناس، له مواقف كثيرة لحل المشاكل بين الناس منها القتل وغيرها، له ثقافة عالية ومحبوب بين الناس».