بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بعد الارتفاع الملحوظ في أسعار الخضراوات يسارع أبناء محافظة "القنيطرة" كغيرها من المحافظات السورية باستثمار المساحات الزراعية المتوافرة في منازلهم، من خلال زراعتها بمحاصيل صيفية من شأنها تأمين احتياجات المنزل من هذه المحاصيل بأقل التكاليف.

السيد "علي جورية" من سكان "مدينة البعث" يذكر في حديثه لمدونة وطن eSyria بتاريخ 27/7/2013 أن الارتفاع غير المسبوق في أسعار كل أنواع الخضراوات دفعه وأسرته للبحث عن وسيلة لتأمين متطلبات المنزل منها من خلال التفكير باستثمار الحديقة الخلفية للمنزل.

إن زراعة الحدائق المنزلية بالخضراوات الضرورية يساهم في تخفيض أسعارها في الأسواق وبالتالي يمكن أن يستفيد المواطن الذي لا يمتلك قطعة أرض لأن الطلب المتزايد على أي مادة هو السبب الذي يؤدي لرفع سعرها

ويقول "جورية": «قمنا بفلاحة الأرض حول المنزل والتي تقدر بدونم واحد وتسويتها وزراعتها بـ /15/ نوعاً من الخضراوات الصيفية (البندورة- الخيار- الفاصولياء- الباذنجان- الفليفلة- الملوخية- القثاء- العجور) وغيرها، وبهذه العملية أوفر أكثر من /20/ ألف ليرة سورية شهرياً، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وإنتاج منتج زراعي نظيف ومضمون خالٍ من الكيماويات والسموم».

"محمود الأحمد" يقطف ثمار الخيار

ويضيف بالقول: «إن زراعة الحدائق المنزلية بالخضراوات الضرورية يساهم في تخفيض أسعارها في الأسواق وبالتالي يمكن أن يستفيد المواطن الذي لا يمتلك قطعة أرض لأن الطلب المتزايد على أي مادة هو السبب الذي يؤدي لرفع سعرها».

أما السيد "محمود الأحمد" الذي كان يعمل في أرضه وهو أيضاً من سكان "مدينة البعث" يقول: «"الفلاح المكفي .. ملك مخفي" وهذا مثل شعبي اعتمده الأجداد والآباء كشعار لهم بالاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبهدف إدارة الاقتصاد المنزلي بشكل جيد وتأمين بعض الحاجات الضرورية جعلنا نستثمر الحدائق المنزلية بزراعة الخضراوات الصيفية وبعدها الشتوية بدلاً من الورود وأزهار الزينة، وهذا يمكن أن يتحقق من خلال عدة أمور منها أغلبية أسر المحافظة تمتلك مساحات من الأراضي حول المنزل، وتوافر المياه بشكل جيد لأن طبيعة المحافظة من أكثر المناطق غنى بالمياه، بالإضافة لتوافر البذور والأشتال في الأسواق المحلية، وحالياً لا يوجد منزلٌ واحدٌ أمامه حديقة إلا وهي مزروعة بالخضراوات لتلبية حاجات المنزل واختصار بعض التكاليف، وبالنهاية ما أجمل أن نقطف ثمار عملنا ونأكل مما نزرع».

"المخلل" من إنتاج حديقة المنزل

السيدة "غادة الشيخ" ربة منزل قالت: «زراعة حديقة المنزل بالمحاصيل الصيفية تجعلنا لا نفكر كثيراً بماذا سنطبخ اليوم فمن المتوافر فيها نستلهم عشرات الأفكار وتكون سفرة ملوكية بنكهة ريفية ونقية بامتياز، بالإضافة لتأمين وصنع كل أنواع المخللات من (الخيار والعجور والقثاء والفليفلة الحارة والحلوة)، وصنع المربيات من (الباذنجان والقرع)، بالإضافة إلى صنع رب البندورة وبهذه العملية نكون قد وفرنا الكثير من المصاريف المالية لشراء الخضراوات المتوافرة لدينا وتعويضها بشراء اللحوم وغيرها من لوازم المطبخ وأنا أنصح كل من يملك قطعة أرض ولو كانت صغيرة أن يستثمرها ويستفيد منها بزراعة أنواع الخضراوات الصيفية والشتوية وتحقيق الاكتفاء الذاتي».

المهندس "ناجي طقطق" مدير زراعة "القنيطرة" تحدث عن أهمية استثمار المساحات المحددة من أراضي المنازل بالقول: «تتميز تربة "القنيطرة" بأنها من أخصب الترب فلا بد من استثمارها وزراعتها بالأشجار المثمرة والمحاصيل الصيفية والشتوية، حيث تتجه الدول المتقدمة الآن إلى تشجيع مثل هذه الزراعة وهي الزراعة العضوية التي تعتمد كلياً على الطبيعة وجهد المزارع، فالخضار الناتجة عن هذه الزراعة تختلف عن مثيلاتها المغذاة بالأسمدة الكيميائية والهرمونات، لذلك تجدها تختلف في اللون والمذاق وحتى الرائحة، وتتحمل مدة تخزين أطول من الخضار المهرمنة وذلك ما ينعكس على الجانب الصحي، فالأرض التي يملكها المزارع تقيه الحاجة وتعينه على الاستهلاك اليومي للخضار بدل شرائها من الأسواق، وأنا استغرب من عدم استثمار الأهالي في محافظة "القنيطرة" للمساحات الزراعية حول منازلهم، حيث إن معظم المساكن لديها مساحة لا تقل عن /800/ م وفي بعض القرى مساحات غير محددة، فيجب استثمارها بالشكل المفيد بدلاً من إهمالها».

استثمار الحدائق المنزلية