استطاعت محافظة "القنيطرة" خلال العقود الأخيرة استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الصخرية والمحجرة وتحويلها إلى أراضي زراعية، حيث تحولت المحافظة إلى سلة غذائية تنتج كافة أشكال الإنتاج النباتي والحيواني وتغطي احتياجات سكانها بالكامل وتصدر الفائض للمحافظات المجاورة.

المزارع "مصطفى الخلف" من أبناء محافظة "القنيطرة" تحدث عن أهمية استصلاح الأراضي بالنسبة للمزارعين بالقول: «إن استصلاح الأراضي المحجرة حلم لكل مزارع، وهذا الأمر يشكل تحدي يجب أن يعمل عليه الفلاح بالتعاون مع الجهات الرسمية نظراً لعدم قدرته على استصلاحها بالوسائل البسيطة المتوافرة بين يديه، وهذا يؤدي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين مستوى الدخل للمزارعين والحد من الهجرة إلى المدينة وزراعة الأشجار المثمرة في الأراضي البعلية بعد استصلاحها، وأنا أملك /150/ دونما، في العام الماضي تقدمت بطلب لمديرية الزراعة لاستصلاح مساحة /75/ دونما من المساحة الإجمالية للأرض فتم استصلاحها بشكل مجاني، وبعدها قمت بزراعتها بأشجار الزيتون وأقوم بزراعة بعض المحاصيل الشتوية والصيفية وهذه الأرض عبارة عن مصدر رزق لي ولأولادي، وخلال هذا العام سيتم استصلاح المساحة المتبقية».

يتم تحديد الأراضي المستصلحة في المحافظة بالتعاون والتنسيق بين اتحاد فلاحي "القنيطرة" ومديرية الزراعة ، والجمعيات الفلاحية في القرى والبلدات والمزارع وجميع الجهات المعنية بالقطاع الزراعي

وحول أهداف مشروع استصلاح الأراضي في "القنيطرة" موقع eQunaytra التقى بتاريخ 17/5/2012م المهندس "ناجي طقطق" مدير الزراعة والإصلاح الزراعي "بالقنيطرة" الذي حدثنا بالقول: «استطاعت محافظة "القنيطرة" خلال العقود الأخيرة استصلاح مساحات كبيرة من الأراضي الصخرية والمحجرة وتحويلها إلى أراضي زراعية، وبلغ إجمالي مساحة الأراضي المستصلحة منذ بدء عملية الاستصلاح عام 1978م نحو /200/ ألف دونم، حيث إن المديرية باشرت هذا العام 2012م بأعمال استصلاح الأراضي المحجرة وتمت تغطية نفقات المشروع من اعتمادات لجنة الإنجاز في المحافظة من خلال طلب الفلاحين استصلاح أراضيهم بشكل كبير ما أدى لعودة قسم كبير منهم للإقامة والعمل في الأرض التي تم استصلاحها ما استدعى إعداد دراسة من قبل اللجنة العليا للتشجير عام 1981م و قدرت المساحة الإجمالية القابلة للاستصلاح في قرى المحافظة المحررة بـ /35793/ هكتاراً قابلة للتشجير المثمر والحراجي، ومن خلال هذه الدراسة بوشر بتنفيذ مشروع التشجير المثمر الأول عام 1984 وقدمت خدمات المشروع مجاناً حيث ضمت هذه الخدمات استصلاح الأراضي المحجرة استصلاحاً كاملاً قابلاً للاستثمار بواسطة آليات ثقيلة متخصصة وتقديم الغراس ورعايتها (سقاية – تسميد - مكافحة) مجاناً لمدة ثلاث سنوات إضافة لحفر وتجهيز الآبار، وفي بداية عمليات الاستصلاح تم التركيز على الأراضي الواقعة بمحاذاة السدود التجميعية لمياه لأمطار والأنهار وشبكات الري المتشعبة منها وذلك بهدف وضع مقدمات للتحول من الزراعات البعلية إلى المروية».

المهندس "ناجي طقطق"

وأضاف م. "طقطق": «إن إجمالي الأراضي المستثمرة المروية /4714/ هكتاراً، المشجر منها ألف هكتار ومساحة الأراضي السليخ /270/ هكتاراً، والأراضي البعلية /26/ ألف هكتار، والمشجر منها /5744/ ألف هكتار، وفي هذا المجال بلغت مساحة الأراضي المروية من مشروعات الري الحكومية السدود نحو /1400/ هكتار، ومن الآبار نحو /3000/ هكتار، ومن الينابيع /390/ هكتارا، وتشكل /2525/ هكتاراً ري بالتنقيط والباقي ري بالرذاذ».

المهندس "فؤاد سعد الدين" رئيس مشروع استصلاح الأراضي في مديرية زراعة "القنيطرة" قال: «سيتم تنفيذ أعمال مشروع استصلاح الأراضي المحجرة "بالقنيطرة" هذا العام بآليات مديرية الزراعة واستصلاح /2100/ دونم جديدة إضافة لتعزيل المساحات المفلوحة سابقاً من العام الماضي، أما أعمال الاستصلاح بآليات فرع التنمية الزراعية فتضمنت استصلاح /3500/ دونماً جديداً في قرى المحافظة إضافة لتعزيل المساحات المفلوحة خلال عام 2011م ، وبالتالي فإن مجموع مساحة الأراضي التي سيتم استصلاحها خلال عام 2012م نحو /5600/ دونم و سيستفيد من أعمال الاستصلاح والتجريف آلاف الفلاحين من جميع القرى والبلدات والمزارع».

عملية استصلاح الأراضي

وعن كيفية تحديد الأراضي المستصلحة أضاف م. "فؤاد": «يتم تحديد الأراضي المستصلحة في المحافظة بالتعاون والتنسيق بين اتحاد فلاحي "القنيطرة" ومديرية الزراعة ، والجمعيات الفلاحية في القرى والبلدات والمزارع وجميع الجهات المعنية بالقطاع الزراعي».

وأخيراً أن جميع أعمال الاستصلاح و التجريف مجاناً لأبناء محافظة "القنيطرة" وذلك بهدف تثبيتهم على أرض محافظتهم و العمل بها.

المهندس "فؤاد سعد الدين"