تعزيزاً للروابط والتواصل الاجتماعي والاقتصادي بين أهلنا في قرى "الجولان" المحتل، بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعمليات نقل أول دفعة من تفاح "الجولان" السوري المحتل الذي يتميز بجودة عالية من نوع التفاح الأحمر "الكولدن" والتفاح الأصفر "الستاركن" من إنتاج موسم 2010– 2011م إلى "سورية" عبر معبر مدينة "القنيطرة" المحررة وذلك بتاريخ 15/2/2011م.

تقول السيدة "ماريان غاسر" رئيسة بعثة اللجنة الدولية في "دمشق" لموقع eQunaytra: «من المقرر نقل /12000/ طن من التفاح الذي يزرعه المزارعون السوريون الذي يعيشون في "الجولان" المحتل، وهذه الكمية من التفاح تفوق بثلاث مرات ما نقلته اللجنة الدولية في أول عملية لها عام 2005م، ويعد بيع التفاح في "سورية" والبلدان الأخرى من مصادر الدخل المهمة بالنسبة إلى المزارعين الذي يعيشون في قرى "الجولان" المحتل، وعلى مدى عشرة أسابيع تقريباً تعبر ثلاث شاحنات للجنة الدولية ذهاباً وإياباً عبر الخط الفاصل بين "الجولان" والأراضي السورية».

إن من أولويات اللجنة الدولية في "الجولان" المحتل الحفاظ أو إعادة الروابط العائلية بين أفراد العائلات السورية التي فرق بينها الخط الفاصل

وذكرت السيدة "غاسر": «إن من أولويات اللجنة الدولية في "الجولان" المحتل الحفاظ أو إعادة الروابط العائلية بين أفراد العائلات السورية التي فرق بينها الخط الفاصل».

تفاح "الجولان" السوري المحتل

أما السيد "راؤول بيتال" نائب رئيس اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة فيقول: «إن عملية نقل التفاح عبر الخط الفاصل من عمليات العبور القليلة جداً التي تحدث في "القنيطرة"، وإن نقل تفاح "الجولان" المحتل إلى "سورية" يتطلب إجراءات طويلة من التنسيق مع السلطات المعنية من كلا الجانبين ومع قوات الفصل الدولية التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في "القنيطرة".

وقد بدأت اللجنة الدولية تضطلع بأنشطة إنسانية في "الجولان" المحتل منذ عام 1967م وحافظت على انتشارها الدائم منذ عام 1988م، وهي تعمل على تيسير عبور وفد المشايخ والطلاب من "الجولان" المحتل إلى "سورية" والمساعدة في الترتيبات العملية لحفلات الزفاف عبر الخط الفاصل بموجب دورها كوسيط محايد».

المهندس "نادر عبد الله"

الدكتور "رياض حجاب" محافظ "القنيطرة" قال: «إن عملية استجرار ثمار شجرة التفاح في "الجولان" المحتل إلى الوطن الأم "سورية" يشكل المصدر الرئيسي لرزق مزارعو "الجولان" المحتل وهي من أهم مقومات الصمود بالنسبة لهم وتمسكهم بالهوية العربية السورية، وتعتبر عملية استجرار التفاح من عمليات التواصل مع الأهل وتأكيد عروبة الأرض والثمر والإنسان. سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها كثيرة على أهلنا في "الجولان" وتعمل بشكل مستمر على تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار المثمرة، كما تقوم بتقليص كميات المياه التي تروي الأشجار وعملت على رفع أسعار المبيدات الحشرية التي تخص شجرة التفاح وذلك لمنع الإخوة المزارعين في "الجولان" من تأمين رزقهم وأضعاف مقاومتهم وصمودهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أهلنا متجذرون بالأرض ويستمرون برعاية هذه الثمرة الغالية علينا، وأن عملية استجرار التفاح تزيد من صمودهم وتمسكهم بالأرض».

وذكر د."حجاب" «أن عملية استجرار التفاح هذا اليوم متزامنة مع إحياء أهلنا في "الجولان" الذكرى السنوية التاسعة والعشرين للإضراب العام المفتوح في 14/2/1982م ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي».

عملية نقل تفاح "الجولان"

وعن عملية تسويق تفاح "الجولان" يقول المهندس "نادر عبد الله" مدير المؤسسة العامة للخزن والتسويق: «اتخذت المؤسسة كافة الإجراءات الفنية لتسويق هذا المنتج الوطني من تفاح أهلنا في الجولان بطرق جيدة وأقنية متعددة من خلال التوزيع لمنافذ البيع والتوزيع المباشر، كما يتم تصدير كميات كبيرة من هذا المنتج وتوزيعه في مراكز البيع ضمن السوق المحلية، ونحرص دائماً لكي يصل هذا المنتج لأي مستهلك داخل وخارج "سورية" بأفضل المواصفات والطرق الفنية، ونرى الإقبال جيداً جداً على هذا المنتج رغم أنه يأتي مع بداية المواسم الصيفية ويكون الجميع متعطشاً للفاكهة الصيفية، وتفاح "الجولان" يبقى منافسا ومطلوبا دائماً، وسوف نستمر بنقل التفاح حتى نهاية الكمية».

وذكر م."نادر": «إن المؤسسة تملك /90/ مركز جملة في "سورية" و/18/ وكيلا خارج "سورية" ولدينا منافذ بيع هي متزايد بشكل مستمر لتلبي احتياجات المواطنين، وأكثر من /100/ سيارة جوالة ضمن الأحياء والأماكن التي لا يوجد فيها صالة بيع للمؤسسة، وأسطول النقل الخارجي مهيأ بشكل كامل بأحدث التقنيات والتكيف للنقل داخل وخارج "سورية"».

الأسير المحرر "مدحت صالح" مدير مكتب شؤون "الجولان" في رئاسة مجلس الوزراء يقول: «شجرة التفاح غالية على أهلنا في "الجولان" المحتل وكل مواطن في "الجولان" زرع هذه الشجرة التي تعتبر عنوان الصمود والتجذر بالأرض والتأكيد على الانتماء العربي السوري، وبهذا اليوم تعبر أول دفعة من تفاح الأهل في "الجولان" لتسويقه في الوطن الأم سورية، وهذا يدل على عمق التواصل ما بين أهلنا في "الجولان" ووطنهم "سورية"».

والجدير بالذكر بأن هذه هي المرة السادسة التي يستجر فيها التفاح من الجولان المحتل إلى سورية والتي بدأت في عام 2005م نقل خلالها /4000/ طن، وفي عام 2006م وصلت الكمية إلى /5000/ طن، وخلال عامي 2007 و2009م تم نقل /8000/ طن، وفي عام 2010م نقل /10000/ طن.