«حفاظا على سلامة الأشجار من الموت، يتوقف المزارعون في منطقتنا عن كافة الأعمال المتعلقة بتقليم الأشجار، حتى تمر أيام الحسومات».

بحسب كلام السيد "حمد صالح" أحد المزارعين الكبار في قرية "حرفا" في حديث لموقع eQunaytra (يوم الأحد 15/3/2009) والذي اضاف: «جرت العادة في منطقة "جبل الشيخ" على التوقف عن تقليم أغصان الشجرة، في الأيام التي تلي العشر الأول من شهر آذار. وهي ما تعرف في منطقتنا بأيام "الحسومات"، وتعني الأيام الملغاة من الرزنامة الشعبية لأعمال الفلاح، وهي ما يحسمه الفلاح من أيام العمل التي يقضيها في انجاز أعماله الزراعية. تبلغ مدة أيام الحسومات سبعة أيام، تبدأ من اليوم العاشر من شهر آذار وتنتهي في السابع عشر منه. وقد تعلمنا من الأهل والأجداد الذين سبقونا، أن تقليم الأشجار بأنواعها في هذه الفترة من السنة، قد يؤدي الى التسبب بموت الشجرة والقضاء عليها. وفي بعض القرى المجاورة يطلق عليها البعض أيام "الفراغ"، وتعني تفرغ الفلاح للجلوس في منزله او انجاز بعض أعماله المؤجلة، مثل الحراثة او زراعة بعض المواسم الشتوية».

جرت العادة في منطقة "جبل الشيخ" على التوقف عن تقليم أغصان الشجرة، في الأيام التي تلي العشر الأول من شهر آذار. وهي ما تعرف في منطقتنا بأيام "الحسومات"، وتعني الأيام الملغاة من الرزنامة الشعبية لأعمال الفلاح، وهي ما يحسمه الفلاح من أيام العمل التي يقضيها في انجاز أعماله الزراعية. تبلغ مدة أيام الحسومات سبعة أيام، تبدأ من اليوم العاشر من شهر آذار وتنتهي في السابع عشر منه. وقد تعلمنا من الأهل والأجداد الذين سبقونا، أن تقليم الأشجار بأنواعها في هذه الفترة من السنة، قد يؤدي الى التسبب بموت الشجرة والقضاء عليها. وفي بعض القرى المجاورة يطلق عليها البعض أيام "الفراغ"، وتعني تفرغ الفلاح للجلوس في منزله او انجاز بعض أعماله المؤجلة، مثل الحراثة او زراعة بعض المواسم الشتوية

السيد "رامي معن" من اهالي بلدة "الريمه" ويعمل في تقليم الأشجار منذ ما يزيد على العشرين سنه، يقول: «في فترة أيام الحسومات، تتوقف أعمالنا في تقليم الأشجار المثمرة، مثل التفاح والكرمة والكرز، ويحجم الفلاحون عن تقليم أشجارهم، لأنهم يتخوفون من يباس هذه الاشجاراذا قلمت في الحسومات. وبالتالي استغل هذه الفترة في انجاز بعض أعمال البستان المؤجلة، مثل حراثة الكروم وغيرها، باستثناء التقليم. وهناك مقولة شعبية يرددها الفلاح مفادها: "بالحسومات الشجر إذا تقلم مات".

رامي معن

علمياً لم يتم تأكيد هذه العادة، ولكن معظم الناس يأخذ بالتجربة والعادة التي تصبح مع مرور الوقت أقوى من القانون. البعض يرد التوقف عن تقليم الأشجار في فترة الحسومات، الى احتمال تشكل الصقيع الذي يلحق الضرر بالأغصان الفتية المقلمة، ويتسبب في موتها. وغالبا ما أكدت العادة صحة هذه المقولة، نظراً لبرودة منطقة "جبل الشيخ" حتى أواخر شهر آذار. اضافة الى ذلك يمكن أن نرد صحة مقولة التوقف عن تقليم الأشجار في الحسومات، الى أن الحياة تدب في العود، مع بداية سعد السعود، بحسب الروزنامة الشعبية، التي تقول: "في سعد السعود تدب الحياة بالعود". أي إن الحياة تعود الى الشجرة في هذه الفترة من السنة، وبالتالي تجد رؤوس الأغصان الفتية المقلمة من الشجرة تذرف الكثير من نقاط الماء "النسغ"، التي تستخدمها النساء في تدليك شعر الرأس لأنها تعطي الشعر القوة والليونة وتمنحه الحياة، أسوة بأغصان الشجرة. لذلك يتوقع الناس في المنطقة، بأن الصقيع والبرودة الشديدة، سوف تؤدي الى موت الشجرة التي تقلم في الأيام التي تلي الأيام العشر الأولى من شهر آذار».