يعتبر أن فن الكاريكاتير في كثير من الأحيان متنفساً له ليعبر عما في داخله، تميز بقلمه وريشته التي تظهر البراعة في لوحاته الفنية الكاريكاتيرية. "مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13/8/2012م رسام الكاريكاتير "عمرو الجاسم" وكان هذا الحوار:

  • متى بدأت برسم الكاريكاتير؟
  • عرفته في بداية رسمه للكاريكاتير فهو شخصاً موهوباً يمتلك خيالاً خصباً قادراً على إيصال ما يجول في خاطره بلمسات سحرية يخطّها على لوحته مع تمتعه بثقافة عالية تغنيه في الكثير من الجوانب حيث يسخّر الألوان لخدمة لوحته بإبداعات مميزة، وأتوقع له مستقبلاً باهراً أكثر مما هو عليه الآن فهو إنسان طموح ويمتلك كل القدرات التي تؤهله لنجاح أكبر

    ** اكتشفت هذه الموهبة في المرحلة الابتدائية وكان عمري وقتها ثمانية سنوات حين تولدت لدي تلك الأحاسيس التي لم أستطيع أن أعبر عنها إلا بالرسوم الصغيرة لأني كنت أجد في الأوراق خير جليس وقلم الرصاص أصدق كائن يمكن أن أثق به ليساعدني في التعبير عما في داخلي، وبدأت بالممارسة والمتابعة والتدريب حتى أصبح بإمكاني التعبير بشكل أكثر دقة وتعبير في المرحلة الثانوية.

    الفنان "عمرو الجاسم" في أحدى معارضه

    التجربة الحقيقية برسم الكاريكاتير بدأت بأحد المخيمات الفرعية الإعلامية "بالقنيطرة" حيث طُلب مني أن أرسم بعض اللوحات الكاريكاتورية ووقتها كان عندي اطلاع على أسس هذا النوع من الرسم الذي يعتبر من أصعب أنواع الفنون، وكانت هذه أول مرة أعرض فيها رسوماتي الكاريكاتورية وبالفعل نالت الرسوم إعجاب المشاركين في المخيم، وبعدها بدأت أمارس هذا النوع من الفن باستمرار.

  • للوحة الأولى عند كل فنان حكاية، ماذا تحدثنا عن لوحتك الأولى؟
  • "الجولان" بريشة الفنان "عمرو"

    ** أول لوحة رسمتها كانت لوالدي وهو لم يكن يعرف بأنني أرسمه كنت وقتها في بدايات الرسم وعندما رآها ضحك عرف بأن لدي موهبة في هذا المجال وكانت بداية صقل الموهبة، وهذه موهبة مميزة في عائلتنا وقرر وقتها أن يدخلني معهد لتعلم أسس وقواعد الرسم، واللوحة التي رسمتها تتحدث عن تركيزه في أي شيء يقوم بعمله وهذا ما علمني إياه ليضيف قاعدة أخرى للرسم ألا وهي التركيز بالرسم وبالمناسبة أريد أن أخص والدي وكل من ساعدني في هذا المجال.

  • ما هي الأدوات التي تستخدمها في رسم الكاريكاتير؟
  • من أعماله

    ** أدوات بسيطة جداً وبدائية عبارة عن أقلام حبر وأقلام رصاص وأوراق شكلت فيما بينها نسيج متكامل لتعبر بصدق عم في داخلي وما يدور في ذهني من أفكار عن واقعنا الذي نعيشه.

  • يحتاج رسام الكاريكاتير إلى دقة في الملاحظة للبحث عن فكرة اللوحة، من أين تستوحي أفكارك؟
  • ** لأننا نعيش في مجتمع للأسف مليء بالأخطاء التي تحتاج للمعالجة بطريقة أو بأخرى فنسلط الضوء على هذه الأخطاء بحيث نساهم في معالجتها بعض الشيء، إذا أن المجتمع هو المنبر الأول الذي أستوحي منه الأفكار.

  • ما هي مواضيع اللوحات التي تقوم برسمها، وماذا يغلب عليها؟
  • ** أرسم الكاريكاتير السياسي – الرياضي – الاجتماعي، الطابع الاجتماعي هو الذي يغلب على معظم لوحاتي لكونه أصبح ملازماً لحياة الإنسان بشكل يومي بسبب معايشته للظروف الاجتماعية المحيطة به، أما في المجالات السياسية والاقتصادية فبإمكان أي شخص أن ينقطع عنها وبالتالي لا يصل تأثير تلك اللوحات إلي.

  • كيف تصف علاقتك بالكاريكاتير؟
  • ** الكاريكاتير بالنسبة لي عبارة عن وسيلة لإيصال فكرة تتعلق بحالة معينة وغالباً ما يكون مصدرها المجتمع المحلي، حيث يتميز الكاريكاتير عن غيره من أنواع الفنون أنه يوصل رسالته بسلاسة دون عناء إلى المتلقي، في البداية الأمر يدعو إلى الإبتسامة ثم تتبين رسالته التي يحملها.

  • ما هي أهم المعارض التي شاركت فيها؟
  • ** شاركت في ملتقى الإعلامي الشاب الأول عام 2010م، وفي عام 2011م شاركت في معرض لرسوم الكاريكاتير في ملتقى الإعلامي الشاب، ومشاركات عديدة في المخيمات الإعلامية الفرعية في شبيبة "القنيطرة"، وفي عام 2011م كان لي مشاركة في معرض للكاريكاتير والصور الضوئية بعنوان "تحية إلى الجولان" في المركز الثقافي لمدينة فيق بمنطقة "مساكن برزة"، كما أقمت معرض فردي في عام 2012م بعنوان "وتبقى سورية في القلب" وذلك في صالة المعارض بالمركز الثقافي العربي بمنطقة مخيم الوافدين، وبنفس العام أقمت معرض مشترك في صالة الفنون التشكيلية بمدرسة الشهيد "عدنان حسيان" بعنوان "التصدي للمؤامرة في عيون الشباب".

    حققت المركز الأول لعامين على التوالي في مجال الرسم الكاريكاتير 2010م 2011م والمركز الأول في مسابقة الجمعية الشعبية لأحياء التراث الشعبي عام 2012م، وشاركت في معارض عدة وبعدة لوحات ومواضيع اجتماعية وسياسية.

  • برأيك هل أصبح فن الكاريكاتير جزءاً من الإعلام؟
  • ** بالتأكيد، الكاريكاتير أصبح توأماً للصحافة فالكاريكاتير يمكنه أن يعبر عن ذات الأفكار التي تقدمها المقالات الصحفية ولكنه بأسلوبه وأدواته الخاصة وهي الرسوم والألوان، بل وإن الكاريكاتير قد يكون في بعض الحالات أقوى من الكلمات، حيث إن الصور تصل بسرعة أكبر إلى جميع المشاهدين متجاوزة عوائق اللغة، حيث إن الكثير من القراء يتصفحون الجريدة بدءاً من الصفحة الأخيرة نظراً إلى الشبه الكبير بين كتابة المقالات والرسم الكاريكاتيري فكلاهما يمكن أن يعبر عن ذات الفكرة ولكن لكل منها وسيلته الخاصة.

    الفنان "جواد مراد" رسام كاريكاتير في جريدة "القنديل" و"صدى الأسوق" تحدث عن الفنان الشاب "عمرو" بالقول: «عرفته في بداية رسمه للكاريكاتير فهو شخصاً موهوباً يمتلك خيالاً خصباً قادراً على إيصال ما يجول في خاطره بلمسات سحرية يخطّها على لوحته مع تمتعه بثقافة عالية تغنيه في الكثير من الجوانب حيث يسخّر الألوان لخدمة لوحته بإبداعات مميزة، وأتوقع له مستقبلاً باهراً أكثر مما هو عليه الآن فهو إنسان طموح ويمتلك كل القدرات التي تؤهله لنجاح أكبر».

    يذكر أن الفنان الشاب "عمرو الجاسم" من مواليد عام 1989م قرية "غزيل" التابعة لمنطقة "البطيحة" في "الجولان" السوري المحتل، درس في معهد رسم خاص لمدة سنتين وهو الآن سنة ثانية معهد تجاري مصرفي.