فنان تشكيلي يرى في اللوحة إحساساً وعمقاً في المعاني، أبدع في رسم اللوحات الزيتية التي تجسد طبيعة "الجولان" ورسم الوجه الإنساني "البورتريه" بشكل متميز، إنه الفنان التشكيلي "حسام علي طالب" الذي التقاه موقع eQunaytra بتاريخ 30/3/2012م وأجرى معه هذا الحوار:

* كيف كانت بدايتك الفنية؟

** بدأت موهبة الرسم لدي عندما كنت في الصف السادس الابتدائي عام 1988م كأي طفل في عمر عشر السنوات يحاول أن يتدرب على كيفية الرسم والتلوين، وبعدها بدأت أفرغ رغبتي بالرسم على مساحة بيضاء بألوان متعددة وصريحة وعند ذلك أعلنت مشروع الرسم والألوان رغم صعوبة هذا المسار.

يتمتع الفنان "حسام" بتقنية عالية تعتمد على كثافة الألوان وتداخلها فيما بينها بحرارة فائقة الإبداع تتشكل عن طريق إحساس مرهف يمتلكه الفنان وخيال ناضج يعبر عن نفسه والبيئة المحيطة به فهو يحاول أن يعبر بما في داخله عن طريق اللوحة والألوان التي يبدعها، و"حسام" فنان مجتهد ومتابع لعمله بشكل دائم ومن الملاحظ اهتمامه بالطبيعة والإنسان، وأتمنى له مستقبلاً زاهراً

  • ما الفن التشكيلي بالنسبة لك؟
  • الفنان التشكيلي "حسام علي طالب"

    ** الفن التشكيلي بالنسبة لي هو رسالة ولغة للتواصل مع الآخرين ومساحة من الأمل والفرح ومساحة لقراءة وتحليل ما في داخل صاحب العمل التشكيلي بكافة أنواعه، فعندما ينظر ويتمعن المتلقي في اللوحة أو العمل يستطيع قراءة ما يدور في باطن وعقل الفنان، وعندما أرسم أشعر بأنني أعيش في فضاءات وأطلق بها أجنحة خاصة بي وأنني أمتلك شيئاً يجعل العين ترى الجمال، وأسعى دائماً لتكون لوحاتي راحة للناظر إليها ومصدر سعادة.

  • ما أول لوحة قمت برسمها، وكم كان عمرك، وعن ماذا تتحدث؟
  • من أعمال الفنان "حسام"

    ** اللوحة الأولى التي رسمتها وكنت فرحاً جداً بها هي لوحة عن حارس مرمى لكرة القدم ضمن بطولة رياضية استطاع التصدي لجميع الأهداف وكنت وقتها في الصف السادس الابتدائي وأعشق الرياضة كثيراً.

  • من أين تستوحي رسوماتك الفنية؟
  • الفنان "محمد أبو خالد" بريشة الفنان "حسام طالب"

    ** استوحي أغلب أفكار رسوماتي من الطبيعة الخضراء وخاصة طبيعة الجولان الرائعة التي تتميز بجمالها ومناخها وربيعها الدافئ، وأحياناً أستطيع أن أقدر الموضوع الذي سأقوم به وبعدها أبد بالرسم.

  • هل لديك طقوس أثناء الرسم؟
  • ** أنا بالفعل لا أحدد طقساً معيناً للرسم ولا أصنعه بل هو يُصنع ويولد وحده، ولكن أحب دائماً الرسم بجو مملوء بالألوان واللوحات الفنية لأن هذا يدفعني للمزيد من العمل والرسم.

  • ما علاقتك مع الألوان وما اللون المفضل لديك ولماذا؟
  • ** استخدم الألوان بحسب المشهد الذي أرسمه والذي يفرضه الواقع، فلا أرى أن هناك لوناً سيئاً أو غير مناسب للاستخدام في اللوحة لأن جميع الألوان جميلة وتعطي اللوحة رونقاً رائعاً بشرط توافر التناسق والانسجام بين جميع الخيوط اللونية المتداخلة مع بعضها بعضاً، وأنا غالباً ما استخدم اللون البنفسجي بجميع تدرجاته لأنه برأيي يدخل السكينة إلى قلبي ويُشعر المتلقي بشيء من الأمل.

  • توجد كثافة لونية في بعض لوحاتك .. ما سر ذلك؟
  • ** لأنني أميل إلى الأسلوب الكلاسيكي كثيراً وأنا أغلب الأحيان في الرسم أكون منفصلاً وأحاول أن أضع أكبر طاقة عندي في اللوحة وأن أشبعها بالألون التي تناسبها لتعطيها الرونق والجمال المطلوبين، لذلك يلاحظ وجود كثافة لونية في أغلب لوحاتي.

  • ما الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال لوحاتك الفنية؟
  • ** كأي رسالة لأي إنسان يريد ويحاول بكل ما يملك بأن يوصل الشيء الجميل والروح العذبة إلى العالم، حيث إن الفن إحساس مرهف وجميل يعبر عن مدى حب الفنان لأرض وشعبه ووطنه من خلال لوحاته الفنية، وأنا أرسل رسالة للعالم بأن يتعرفوا على الجولان وطبيعته من خلال اللوحات والرسومات التي نرسمها بواقعية وشفافية.

  • ما الذي دفعك لرسم البورتريه؟
  • ** لأن الوجه الإنساني البورتريه يختزن الأشياء الكثيرة والملأى بالتعابير كما في الجسد ولغته، فترى بالوجوه عدة نماذج فهناك الوجوه الحزينة والمكتئبة وأنا غالباً ما أميل لرسم مثل هذه الوجوه لأنها تحمل في داخلها الكثير من الألم والحزن والمتاعب، كما أحاول رسم الوجه الذي يأسر من ينظر إليه.

    * ماذا عن معارضك؟

    ** شاركت في معارض متنوعة منها معرض الربيع السنوي عام 2011م، ومعرض 29 آيار شهداء البرلمان عام 2009م، ومعرض الإدارة السياسية "تحية إلى تشرين" عام 2010م، بالإضافة للمشاركة في معارض عديدة في المراكز الثقافية في "دمشق" و"القنيطرة"، والآن أسعى لإقامة معرض فردي هذا العام 2012م.

    الفنان التشكيلي النحات "محمد أبو خالد" رئيس مركز الفنون التشكيلية التابع لمديرية الثقافة "بالقنيطرة" تحدث عن الفنان "حسام طالب" بالقول: «يتمتع الفنان "حسام" بتقنية عالية تعتمد على كثافة الألوان وتداخلها فيما بينها بحرارة فائقة الإبداع تتشكل عن طريق إحساس مرهف يمتلكه الفنان وخيال ناضج يعبر عن نفسه والبيئة المحيطة به فهو يحاول أن يعبر بما في داخله عن طريق اللوحة والألوان التي يبدعها، و"حسام" فنان مجتهد ومتابع لعمله بشكل دائم ومن الملاحظ اهتمامه بالطبيعة والإنسان، وأتمنى له مستقبلاً زاهراً».

    يشار إلى أن الفنان "حسام علي طالب" من مواليد عام 1977م وهو من قرية "خوخة" في "الجولان" السوري المحتل، تخرج في مركز الفنون التشكيلية في منطقة "مساكن برزة" "بدمشق"، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين.