أقامت اللجنة الفرعية لتمكين اللغة العربية في محافظة "القنيطرة" ندوة بعنوان "اللغة العربية حامل حضارتنا"، أدارها كلاً من السيد "محمد السعيد" مدير الأوقاف والدكتور "أحمد كنعان" عميد كلية التربية الرابعة "بالقنيطرة"، وذلك في دار الجولان للثقافة والفنون بتاريخ 29/9/2011م.

موقع eQunaytra حضر الندوة وأخذ بعض آراء الحاضرين حول موضوع الندوة وكانت البداية مع السيد "محمد السعيد" مدير الأوقاف الذي تحدث في محاضرته عن اللغة العربية وعلاقتها بالقرآن الكريم والإسلام بالقول: « تعد اللغة العربية أهم مقومات الثقافة العربية الإسلامية وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطاً بعقيدة الأمة وهويتها وشخصيتها لذلك صمدت أكثر من سبعة عشر قرناً سجلاً أميناً لحضارة أمتها وازدهارها, وشاهداً على إبداع أبنائها, وهم يقودون ركب الحضارة التي سادت الأرض حوالي تسعة قرون

ندوة مفيدة حيث أن اللغات هي وسيلة التخاطب والتفاهم ولا يستغني عنها أحد واللغة العربية هي عندنا كذلك لكنها تزيد على ذلك أنها عبادة فممارسة اللغة عبادة والتعامل بهذه اللغة إحياءً لأصولها، بالإضافة لذلك هذا التشريف العظيم لهذه اللغة يستوجب منا نحن العرب أن نحافظ عليها و نقويها ونجعلها لغة معاصرة بكل المقاييس وأول ما ينبغي علينا فعله إتقان قواعدها

لذلك اتسمت بسمات متعددة في حروفها ومفرداتها وإعرابها ودقة تعبيرها وإيجازها، كما أنه لم تعرف الإنسانية على طول تاريخها لغة خلدها كتاب‏‏ إلا اللغة العربية التي بدأت بكتاب الله‏‏ القرآن الكريم‏‏ مرحلة جديدة في حياتها الخالدة حيث ساعدت قراءة القرآن على توفير قاعدة أدائية في الجانب الصوتي‏,‏ وهو أكثر جوانب اللغة تعرضا للتغيير والانحراف والتشويه‏ وهكذا شاءت إرادة الله أن تكون اللغة العربية لغة الإسلام ومن هنا كانت تلك الحملات الضاربة التي انصبت على اللغة العربية بهدف النيل منها بشتى الطرق والصور‏,‏ مما أوجب على أبنائها المخلصين لها أن يعملوا جهدهم لتيسير تناولها وتعلمها للأجيال الجديدة من الأمة العربية والإسلامية»‏.

المحاضرين

وأضاف: «اللسان العربي هو شعار الإسلام واللغة العربية من الدين لا تنفصل عنه ولا ينفصل عنها بل هي الدين بعينه، فقد اجتباها الله لتكون لغة الإسلام ولسان القرآن الكريم كما قال الله عز وجل: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ". كما أن العلاقة بين اللغة العربية وعلوم الإسلام من تفسير وحديث وفقه وأصول وغيرها من العلوم علاقة متينة وكون اللغة العربية ارتبطت بشعائر الإسلام وعبادته وغدت جزءًا أساسياً من لغة المسلم اليومية وفي حياة الأمة الإسلامية أدى لارتقاء منزلة اللغة العربية عند المسلمين، وتفقه المختصون في دراسة العلوم العربية ووضع قواعدها في النحو والصرف».

أما الدكتور "أحمد كنعان" عميد كلية التربية الرابعة "بالقنيطرة" تحدث في محاضرته عن اللغة العربية متناولاً أهميتها وتاريخها ومكانتها بالقول: « أردت أن أبدأ موضوعي بأبيات من الشعر:

الدكتور "أحمد كنعان"

"لغة إذا وقَعت على أسماعِنا / كانتْ لنا برداً على الأكْباد"

"سَتَظَلُّ رابِطةً تُؤَلِّفُ بيننا / فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضَّادِ"

يتمثل الغرض من هذه الندوة في زيادة الوعي حول واقع اللغة العربية مع التأكيد على أهميتها ومكانتها ومالها من ارتباط بالقرآن الكريم وبعدد كبير من العلوم والآداب التى ابتركها المسلمون لقرون طويلة, كما أنها أثرت على كثير من اللغات الأخرى في العالم كالتركية والفارسية وبعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية».

وأضاف : «إنّ اللغة العربية هي العروة الوثقى التي تجمع بين الشعوب العربية والشعوب الإسلامية التي شاركت في ازدهار الثقافة العربية الإسلامية وبهذا المعنى فإن الوفاق العربي والتضامن الإسلامي لا بد أن يقوم على هذا الأساس المتين لغة القرآن الكريم ولغة الثقافة العربية ومن هنا تبدو الأهمية الكبرى لتدعيم مكانة اللغة العربية والعمل على نشرها وتعليمها لأنّ في ذلك حماية للأمن الثقافي الحضاري للأمة العربية .

وهذا يؤكد لنا بأنّ اللغة العربية هي قضية وجود وقاعدة كيان ودعامة للنظام العربي فهي لغة التعليم والتعلّم في المدارس على امتداد الوطن العربي وفي الجامعات العربية وهي لغة الكتب والمجلات ونشرات الأخبار والمؤتمرات والمناظرات والخطابة لذا فإن اتقانها استماعاً وتحدّثاً وقراءةً وكتابةً ضروري من أجل التماسك الثقافي للأمة العربية وللإبداع الفكري المتميّز».

السيدة "سناء النمر" من الحضور قالت: « اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم ولغة العبادة ولغة الشعائر ولغة التعامل مع التراث ولغة التاريخ ولغة الاتصال بالقيم ولغة إحياء معاني التميز, هذه اللغة بكل هذا الزخم تصنع إنسانًا عظيمًا إنسانًا له تميزه وله اعتزازه, والأفكار التي طرحت في الندوة كانت شيقة وتحمل الكثير من الفائدة عسى تصل إلى آذان شبابنا المفتونين بلغة الأجانب عساها تصل إلى الآباء والأمهات فيحملوا على عاتقهم تعليمها لأبنائهم ويغرسوا في عقولهم منذ الصغر حب لغة الضاد».

أما السيد "فراس خياط" فقال: « ندوة مفيدة حيث أن اللغات هي وسيلة التخاطب والتفاهم ولا يستغني عنها أحد واللغة العربية هي عندنا كذلك لكنها تزيد على ذلك أنها عبادة فممارسة اللغة عبادة والتعامل بهذه اللغة إحياءً لأصولها، بالإضافة لذلك هذا التشريف العظيم لهذه اللغة يستوجب منا نحن العرب أن نحافظ عليها و نقويها ونجعلها لغة معاصرة بكل المقاييس وأول ما ينبغي علينا فعله إتقان قواعدها».

الآنسة "تهاني المرزوقي" قالت: «إن لغتنا العربية هي ركن ثابت من أركان شخصيتنا ويحق لنا أن نفتخر بها ونعتز بها و يجب علينا أن نذود عنها ونوليها عناية فائقة ويتمثل واجبنا نحوها في المحافظة على سلامتها و تخليصها مما قد يشويهها من اللحن والعجمة وعلينا أن لا ننظر إليها بوصفها مجموعة من الأصوات و جملة من الألفاظ والتراكيب بل يتعين علينا أن نعتبرها كائناً حياً, فنؤمن بقوتها وغزارتها ومرونتها وقدرتها على مسايرة التقدم في شتى المجالات