"صفقة مع السرطان" فيلم سوري يتحدث عن السجين السوري "سيطان الولي" في سجون الاحتلال الإسرائيلية، والذي أطلق سراحه بعد 23 عاماً بسبب إصابته بمرض السرطان، من إخراج "أديب الصفدي".

موقع "eDamascus" حضر عرض الفيلم السوري من إخراج "أديب الصفدي" المخرج السوري الشاب، وذلك ضمن فعاليات مهرجان "أيام سينما الواقع" DOX BOX، الذي حظي بعدد كبير من المشاهدين في صالة "الكندي".

يشكل "سينما أيام الواقع" تظاهرة مهمة في نقل حالات عديدة ومتنوعة لدى المخرجين، وهنا نلاحظ أن القضية التي طرحت هي بمثابة خطوة نحو تعزيز دور السينما في طرح المفاهيم الإنسانية التي نعاني منها، ومن خلال الإخراج والمونتاج المميز حاول المخرج إنتاج وإخراج فيلم سوري امتاز بحالة إبداعية سينمائية خاصة، وهو من الأفلام المهمة التي امتلكت مصداقية إخراجية وفنية عالية

خلال حضورنا الفيلم التقينا المخرج السوري "محمد ملص"، الذي أيد الفيلم وعرضه بقوله: «إن الاستقبال الذي لاقاه الفيلم للعرض بهذه الدرجة من الدفء هو استقبال صحيح وسليم، ودليل على مدى تفاعل الصالة مع الفيلم، حيث يشكل الفيلم انتماء صحيحا للسينما التسجيلية الوثائقية، وبالتأكيد حاول المخرج من خلال فيلمه أن يعطي عبر قضية أساسية ومركزية "قضية الاعتقال لأسرى الجولان" ومدى التغيرات التي تحدث في هذا المجتمع السوري المحتل لدى جيل جديد حين يمتد الاحتلال إلى تلك الدرجة من السنوات، وبالتالي أن يعيش جيل ما قبل الاحتلال ضد الاحتلال، وأن يعيش جيل جاء بعد الاحتلال، لكنه يعاني من مشكلة البحث عن شكل من أشكال الدفاع والنضال لتحرير المكان المحتل، وهو موضوع هام وجاد وجديد، وبالطبع السينما الوثائقية الرسمية لا تتيح الفرصة لطرح تساؤلات من هذا النوع، وبالتالي يتميز الفيلم هنا باستقلاليته وحريته».

أديب الصفدي

صفقة مع السرطان مع "سيطان الولي" السجين السوري في السجون الإسرائيلية الذي أطلق سراحه بعد 23 سنة قبل أربع سنوات من انتهاء مدة حكمه بسبب إصابته بالسرطان، حيث اعتقل عام 1985 في التاسعة عشرة من عمره، حكم عليه بالسجن لمدة 27 عاماً بسبب تشكيله خليه سرية هو وأصدقائه لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل.

من الحضور التقينا الآنسة "ريم نور الدين" فتقول: «فكرة الفيلم هي فكرة جميلة تتجول من خلال عدسة المخرج في معالم تلك الحالة المأساوية للسجين السوري في السجون الإسرائيلية، وتحدثه عن ذكريات ما قبل السجون والدخول نوعاً ما إلى السجن، ومن ثم التطرق إلى مشكلة البحث عن النضال والتحرير من خلال التحدث مع السجين والجيل الجديد الذين يتبنون القضية بطريقة أخرى ويبحثون عن طرق جديدة للنضال والدفاع عن الأرض، لقد حقق الفيلم غرضه من العرض والدخول إلى عقول المشاهدين للاطلاع على تلك القضية التي تشكي جزءاً من هموم سورية».

من الحضور

أحداث كثيرة استقطبتها عدسة "أديب الصفدي" لتحول تلك المسألة إلى نوع من أشكال بحث الجيل الجديد عن طرق جديدة للنضال والتحرير، هنا يقول "أنس منصور" من الحضور: «إن عرض مثل هذه الأفلام في غاية الأهمية من حيث البحث عن تلك المعالم التي نحن بعيدين نوعاً ما عنها، وهي تشكل حالة صحية بالنسبة للسينما التسجيلية التي تنقل الوقائع بصدق من خلال الصورة والصوت وإبداع المخرج الذي دخل هنا إلى تفاصيل دقيقة لهذه القضية الهامة على المستوى الوطني والعالمي، كما أن طريقة الإخراج وتنظيم اللقطات كانت جيدة واحتلت أكبر نسبة من النوعية، ففيلم "صفقة مع السرطان" يشكل تظاهرة مهمة بين القضايا الفنية التي تحتل مكانة كبيرة من اطلاع المواطن السوري والعربي والأجنبي بشكل عام».

عدسة "أديب الصفدي" دخلت إلى الأرض المحتلة لتنقل لنا حالات عديدة من المعاناة التي يعانيها المواطن السوري في "الجولان" المحتل، وحاول بطريقة فنية وإبداعية نقل الواقع كما هو، هنا يقول الأستاذ "رامي أحمد" من الحضور: «يشكل "سينما أيام الواقع" تظاهرة مهمة في نقل حالات عديدة ومتنوعة لدى المخرجين، وهنا نلاحظ أن القضية التي طرحت هي بمثابة خطوة نحو تعزيز دور السينما في طرح المفاهيم الإنسانية التي نعاني منها، ومن خلال الإخراج والمونتاج المميز حاول المخرج إنتاج وإخراج فيلم سوري امتاز بحالة إبداعية سينمائية خاصة، وهو من الأفلام المهمة التي امتلكت مصداقية إخراجية وفنية عالية».

المخرج "أديب الصفدي" يقول عن رأيه: «الفكرة أتت من معايشتي الحقيقية لتلك المعاناة والتعرف على "سلطان" السجين السوري في سجون الاحتلال، والذي امتاز بشعبية كبيرة بين الجولانيين، ومن هنا حاولت التحدث عن قضية النضال والمعاناة لدى السجين والالتقاء مع الجيل الجديد الذين يبحثون عن طرق أخرى وجديدة للنضال والتحرير، على الرغم بمعرفتهم الكاملة بالسجين "سلطان"، وحاولت خلال فترة تواجدي في "الجولان" الالتقاء بعدد من السجناء الذين عايشوا فترة تواجد "سلطان" في السجن، والفيلم هو بالمحصلة نتيجة لمعايشتي لتلك الحالة والتي يقرر الجمهور مدى أهميتها ونوعيتها، حيث ينقل الفيلم رأي الجيل الشاب في الجولان بطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي مركزاً على ولادة جيل جديد يحاول أن يفتح معركة كبرى هي ليست معركة السلاح المادي فحسب بل هي معركة ثقافية حضارية تعطي الصراع بعده الكامل وتزيد من تشبث أبناء الجولان المحتل بهويتهم العربية السورية».

من الجدير بالذكر أن طاقم العمل مكون من كاميرا "نسيب الصفدي"،

مونتاج "رامي شبطا"، إنتاج "علاء الأحمد" وإخراج "اديب الصفدي".

كما أن "أديب الصفدي" ولد في الجولان السوري المحتل، قرية "مجدل شمس"، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في "دمشق" قسم التمثيل، عمل كممثل في بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وفي المسرح كممثل ومخرج، وفي مجال الأفلام الوثائقية أخرج فيلماً بعنوان "هكذا أتيت هكذا أمضي" عام 2008.