احتفاء بالذكرى 34 لتحرير مدينة "القنيطرة" ورفع العلم العربي في سمائها من قبل القائد الخالد "حافظ الأسد" أقيمت يوم السبت21/6/2008 ندوة ثقافية في المركز الثقافي بمدينة "البعث" للأديب "علي المزعل" عضو اتحاد الكتاب العرب بالقنيطرة حضرها عدد من المسؤولين بالمحافظة وتضمنت المحاضرة عدة عناوين أبرزها: (الجولان في التعبير الأدبي المقاوم).

وافتتح الأديب "المزعل" الندوة موصفا مراحل التعبير الأدبي بالجولان فقال: مرّ التعبير الأدبي عن الجولان بأطوار مختلفة، وغالباً ما كان متداخلاً مع التعبير الأدبي عن الموضوع القومي بعامة.

تعد المرحلة التي تلت حرب 1973 هي الأخصب والأغنى في التعبير الأدبي عن الجولان، ففيها اتجهت أغلبية الكتاب للكتابة عن "الجولان" في إطار موجة التفاؤل إثر النصر المحدود الذي أشاع الأمل باستعادة الجولان كاملة أثناء حرب تشرين وحرب الاستنزاف.‏

علي المزعل

وفي هذه المرحلة أيضاً نجد تعبيراً عن الجولان في مختلف الأجناس الأدبية، وإن كانت الرواية هي الأكثر في إقبال الأدباء على تناول هذه القضية تناولاً مباشراً، وسيظل التعبير الأدبي عن الجولان متصلاً بموضوعي الحرب على وجه خاص، والقضية القومية الفلسطينية على وجه عام، فغلب على أعمال هذه المرحلة توصيف بطولة الجيش العربي السوري وصلابة الجبهة الداخلية وكسر الحاجز النفسي المتولد بفعل الهزيمة ونسيان أحاسيس نقد الذات القومية، وإن استبدل بنقد في بعض الأعمال للمؤسسة العسكرية والمؤسسة الاجتماعية، وخاصة المنتهزين والمستفيدين من ظروف الحرب والمواجهة، كما في روايتي "نبيل سليمان" (المسلّة) و(جرماتي) أو ملف البلاد التي سوف تعيش بعد الحرب. ‏

وأضاف المزعل: ‏اتصل التعبير الأدبي عن الجولان بالحروب (1936 ـ 1948) والمناوشات الكثيرة، وترصد القصة القصيرة على وجه الخصوص جوانب من وصف هذه الحروب والمناوشات، وكانت الجولان مسرحاً وأرضاً للعمليات الحربية والقتالية والعسكرية، ومعبراً للقوات الحربية والمجاهدين إلى فلسطين في ثورة 1936 وفي حرب الإنقاذ وسواهما، ويتضح ذلك في عدد من الأعمال الروائية والسردية الأخرى. ‏ وبرز في هذه المرحلة التعبير الأدبي في شكل معين هو القصة القصيرة، فكتبت عشرات القصص بأقلام عشرات القصاصين، وخاصة المجندين منهم أمثال عبدالسلام العجيلي وفارس زرزور، وتعد بعض هذه القصص علامات في التقليد الأدبي حول الموضوع القومي، وأذكر من هذه القصص «كفن حمود» للعجيلي، و«شجرة البطم». ‏ ‏

الأستاذ "فيصل المفلح" مدير الثقافة بالمحافظة قال معلقا على المحاضرة وما تم تداوله: اتصل التعبير الأدبي بالجولان بعد عام 1967 بموضوع الحرب بالدرجة الأولى، وظهر الجولان بشكل مباشر في أرضية موضوع الحرب، وإن ظلَّ الجولان إطاراً لقضية أعم وأشمل هي القضية الفلسطينية، وظلَّ بعد ذلك التعبير عن احتلال الجولان جانباً من القضية الأعم، القضية الفلسطينية، لأن احتلال الجولان كان بسببها. وسادت في هذا التعبير نغمة متشائمة هي صدى للهزيمة الحزيرانية البشعة، وكان النثر القصصي قصة ورواية، بالإضافة إلى الشعر يشكلان الفنين أو الجنسين الأدبيين الأبرز في التعبير الأدبي عن الجولان، وهذا واضح في روايات "ممدوح عدوان" مثل (الأبتر)، و(عبد النبي حجازي) وغيرهما ونلاحظ في الأعمال الأدبية عن هذه المرحلة أن كثيراً من هؤلاء الأدباء قد تجنبوا تفصيل القول فيما جرى‏.