"كفر الما" قرية تتبع إلى ناحية مركز منطقة "فيق" في "الجولان" العربي السوري المحتل، تقع على الحافة اليمنى لوادي "الرقاد" بين مسيلي "أبو خيط" و"سحنان"، تتميز ببنائها القديم ووجود الكثير من الآثار الحجرية فيها.

وعن سبب تسميتها بهذا الاسم يقول "عبد اللطيف الحسين" ابن قرية "كفر الما" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 20 آذار 2018: «أخذت القرية اسمها من كثرة المياه والينابيع والوديان فيها، إضافة إلى كونها منطقة مقتنيات أثرية بامتياز، تقع القرية في الجنوب الشرقي من "الجولان"، شرقي قرية "العال" بـ9 كيلو مترات، وشرق مدينة "فيق" بـ14 كيلو متراً، مرتفعة 408 أمتار عن سطح البحر، يحدها من الشمال "أبو خيط" و"خسفين"، ومن الجنوب وادي "طعيم" الذي يفصلها عن أراضي محافظة "درعا"، ومن الشرق وادي "طعيم" وشلالات "المعكر"، أما من جهة الغرب، فتحدها قرى "حيتل" و"ناب" و"العال".

تحتوي القرية العديد من البقايا المعمارية، منها الحجارة المنحوتة والتيجان المزخرفة من الطراز الكورنثي، وقد كشف فيها عن تمثال محفور على حجر بازلتي بشكل نافر شخصاً يرتدي قميصاً على شكل حراشف من الزرد يغطي الصدر ويصل حتى الركبة، ورأسه معصوب بجديلة، وتمسك يده اليمنى قضيباً تلتف عليه أفعى ويده اليسرى تحمل سهماً ذا ريش وتطوق ذراع هذه اليد سوار عريض. إضافة إلى عدد من المدافن التي تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي ومن المرجح أن هذه المنحوتة تمثل الإله أسكولاب إله الطب عند الرومان، وإلى الجنوب الغربي من قرية "كفر الما"، وعلى الطريق المتجه إلى قرية "حيتل" يقع مقام "الخضر"، وإلى الجنوب منه توجد خربة أثرية تعرف باسم "خربة سيحان"، وإلى الشمال الشرقي من القرية وعلى الضفة اليمنى لوادي "الرقاد" توجد خربة "دير السبع" بالقرب من نبع "السبع"، كما تقع خربة "عين الطاروق" إلى الغرب من القرية

في غرب القرية يوجد وادي "سرعيه" تتشكل بداياته من منطقة "الحفاير" شمال قرية "أبو خيط"، ينحدر جنوباً لتغذية بعض الينابيع الموسمية في "كفر الما"، ويفيض بغزارة شتاءً، ليصب في وادي "طعيم". أما سيل "أبو الفيلات"، فيتشكل شتاءً شمال قرية "خسفين"، ويتجه جنوباً ليرفد وادي "طعيم" عند موقع "سيحان" شرق القرية، كما يحاذيها من الشرق وادي "المعكر" الذي يصب في وادي "طعيم" ليشكل شلالات بديعة هادرة شتاءً تسر الناظرين، وغرب القرية تلة "الدبة" المرتفعة قليلاً عما حولها، وشرقها في وادي "طعيم" عيون ماء كثيرة أبرزها "العين"».

"عبد اللطيف الحسين"

وأضاف: «تعدّ الزراعة العمل الرئيس لسكان "كفر الما"، وكانت منتشرة في أراضي القرية الواسعة في جميع الاتجاهات، وفي وادي "طعيم" أيضاً، وكان السكان يزرعون القمح والشعير والعدس والكرسنة والبيقية والذرة الصفراء والبيضاء والفول، كما يزرعون الخضار للاستهلاك المنزلي على قطرات الندى، مثل: البندورة، الخيار، الكوسا، الفاصولياء، البامياء، اللوبياء، الباذنجان.

ولا بد من ذكر أشجار الكينا الكثيرة التي زرعها السكان قرب بيوتهم، وكانت خلال فصل الربيع تنبت نباتات برية غذائية وطبية متنوعة، مثل: "الشومر، الكلخ، الخبيزة، العكوب، اللوف، البسباس، الدريهمة، الجربوح، الجلثون، السنارية، الخرفيش، الفطر، المرار، العليق، القنبس، القرة، الحويرة، الدوم، العليقة، الهندباء، الزعتر، البابونج، الشيح، العيصلان"، إضافة إلى الأزهار العطرية المختلفة، مثل: الأقحوان، النفل، الدودحان، شقائق النعمان، النرجس، الزنبق.

مراعي القرية بالقرب من وادي "طعيم"

ويربون الأبقار الجولانية والأغنام والدواجن المنزلية بكثرة، وقليل من الخيول والإبل ودواب الحمل والركوب، وتنتشر المراعي شرق القرية، وكانت مياه الشرب تصل إليها من مشروع مياه قرية "الجوخدار" عبر عدة مناهل وسط القرية.

وكانت تسكنها عائلات "الحسين" وبعض الأشقاء الفلسطينيين، وكان فيها مدرسة ابتدائية، وعلاقات القرية التجارية مع مدينة "فيق" وقرى محافظة "درعا"، وترتبط مع "فيق" عبر الطريق الرئيس من مزرعة "أم الزيتون"، ومن "فيق" إلى مدينة "القنيطرة".

قرية "كفر الما" على الخريطة

أما أبنية القرية، فهي قديمة؛ بيوتها مبنية من الحجارة البازلتية والطين بسقوف خشبية ترابية إلى جانب بعض البيوت الإسمنتية الحديثة، وتتبع إلى قرية "كفر الما" مزرعتا "أم الزيتون" و"خربة سيحان"».

أما عن الآثار الموجودة فيها، فتقول "هناء هاني قويدر" في كتابها "دليل المواقع الأثرية في الجولان ومحافظة القنيطرة": «تحتوي القرية العديد من البقايا المعمارية، منها الحجارة المنحوتة والتيجان المزخرفة من الطراز الكورنثي، وقد كشف فيها عن تمثال محفور على حجر بازلتي بشكل نافر شخصاً يرتدي قميصاً على شكل حراشف من الزرد يغطي الصدر ويصل حتى الركبة، ورأسه معصوب بجديلة، وتمسك يده اليمنى قضيباً تلتف عليه أفعى ويده اليسرى تحمل سهماً ذا ريش وتطوق ذراع هذه اليد سوار عريض.

إضافة إلى عدد من المدافن التي تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي ومن المرجح أن هذه المنحوتة تمثل الإله أسكولاب إله الطب عند الرومان، وإلى الجنوب الغربي من قرية "كفر الما"، وعلى الطريق المتجه إلى قرية "حيتل" يقع مقام "الخضر"، وإلى الجنوب منه توجد خربة أثرية تعرف باسم "خربة سيحان"، وإلى الشمال الشرقي من القرية وعلى الضفة اليمنى لوادي "الرقاد" توجد خربة "دير السبع" بالقرب من نبع "السبع"، كما تقع خربة "عين الطاروق" إلى الغرب من القرية».